يبدو أن نتانياهو اجل تنفيذ خطة ضم المستوطنات بعد ان ادرك ان تكاليف القرار السياسية لاتبرر المضي فيها واهمها مالمسه من انشغال ترامب بماهو فيه وترتب عليه صدور بيان مصر والاردن وفرنسا والمانيا بالاضافة الي الرد الفلسطيني وشركائه في الحكم ولكن يبقي سؤالان
وهما : لماذا أقدمت إسرائيل الآن علي ضم المستوطنات إلي الكيان الإسرائيلي وكيف نوقف مسيرة المشروع ؟
يدرك الجميع أن المشروع الصهيوني بدأ وتسلل وأظهر أنيابه في بعض مراحله ومحطاته كلما حانت له الفرصة ولكن محطته الأخيرة هي تفريغ فلسطين من سكانها و إحلالهم باليهود من كل بقاع الأرض . ولذلك شغلت العالم بمسرحية السلام حتي تدغدغ المشاعر الساذجة وتخدع العالم كما تولي الوساطة واشنطن الداعم الأصلي بعد بريطانيا للمشروع حتي نهايته . ولذلك تدرجت إسرائيل من تهجير اليهود ثم توطنهم في بيوت الفلسطينيين ثم ضم هذه المستوطنات إلي إسرائيل وبالطبع تضم ما بين المستوطنات تماما كالجدار العازل الذي أدانه العالم بسذاجته واعتبره جدارا عنصريا رغم أنه وسيلة مبتكرة للإستيلاء علي الأرض ، وكان واضحاً للسادات في كامب دافيد أن الحكم الذاتي هو للسكان وليس للأرض , لأنهم ضيوف غزاه وفق المنطق الصهيوني وأن قتلهم وإذلالهم عمل بطولي وأن العصابات الصهيونية التي ارتكبت المجازر ضدهم هي حركات للتحرر الوطني . وبينما إسرائيل ماضية في مشروعها كان الجانب الفلسطيني يتناحر حول السلطة وهي طعم القته إسرائيل إلي الفلسطنيين حتي ينصرفوا عنها وكانت النتيجة أن السلطة تعاونت مع إسرائيل لقمع المقاومة وصار العداء بين حماس وفتح أشد ضراوة من العداء لإسرائيل رغم إدراكهم أن المستهدف هو العرق الفلسطيني دون تمييز . ومضت السلطة في التعاون مع إسرائيل حتي تستعيد غزة من حماس واعتمدت سياسة التفاوض وهي تعلم أنها مفاوضات عبثية لكنها كانت شرطاً للإبعاء علي السلطة ووجود أبي مازن علي رأسها . وهكذا صور الأمر وكأن السلطة تريد الحل السياسي السراب وأن المقاومة تريد منازلة العملاق الإسرائيلي بلا طائل . وراحت السلطة تعادي كل من يدعم المقاومة حتي عزلتها ولم تفهم أن إسرائيل تستخدم السلطة أداة لتقويض المقاومة خاصة وأن أبا مازن فهم يوم خلافته لعرفات أنه عليه أن يعادي المقاومة وأن يقاوم الإرهاب أي المقاومة ويلعنها عند الحكام العرب لان العداء السياسي لحماس يبرر معاداتها ، فصارت الثقة معدومة بين الأطراف الفلسطينية بينما ثقتها في إسرائيل أعلي.
بقيت نقطتان الأولي لماذا أقدمت إسرائيل علي ضم مستوطنات الضفة الآن ؟ نعتقد ان إسرائيل أقدمت الآن علي الضم وهو في الواقع قضم الأراضي الفلسطينية لثلاثة أسباب علي الأقل :
السبب الأول هو ان ترامب هرتزل الأمريكي المتبني تماما للمشروع الصهيوني والذي أقطع اليهود القدس والجولان مصيره علي المحك فأرادت أن تحصل إسرائيل علي ميزة إضافية قبل أن يتقرر مصيره . السبب الثاني هو إقبال الخليج علي التطبيع مع إسرائيل تحت الضغط الأمريكي والخوف المصطنع من إيران العدو الجديد المصطنع .
السبب الثالث أن أمريكا وإسرائيل تمكنا من ضرب العروبة والإسلام ولهذا تفصيل طويل فأطمأنت إلي أن المنطقة يحكمها حكام يشترون عروشهم بأي ثمن وأنهم قهروا شعوبهم حتي لا تنتصر للعروبة الجريحة والإسلام المفتري عليه ، وأعتقد أن الدكتاتورية العربية كانت أهم معول هدم للعروبة والإسلام خلال العقود الماضية وخاصة بعد الثورات الشعبية العربية التي أرعبت إسرائيل .
أما النقطة الثانية فهي كيفية مواجهة هذا الإجراء الذي يشجع إن نجح علي إجراءات أخري موجودة في البرنامج وأهمها تهجير العرب داخل إسرائيل إلي خارجها ، والمطالبة بتعويضات لليهود العرب المطرودين من بلادهم واستكمال طرد الفلسطنيين من كل فلسطين . ولا شك أن واشنطن التي تخلصت من الهنود الحمر تريد أن يلحق بهم الفلسطينيون. كما لا شك أيضاً أن انفراد اليهود بكل فلسطين وتهجير الفلسطينيين الي الدول المجاورة سوف يفتح أبوابا جديدة من الصراع وخاصة التيارات الإسلامية المقهورة حالياً، كما أن الدول المجاورة سوف تعتبر إسكان الفلسطنيين لديها احتلالاً سببه التهاون مع المشروع الصهيوني وهو بذرة أخري لصراعات داخلية وإقليمية .
من أهم طرق وقف المشروع في هذه المرحلة وإعادة النظر فيما تبقي من خطوات ما يلي :
حزم المجتمع الدولي خاصة الأوربي مع المشروع وعدم التراخي في مواجهته .
حزم الدول العربية خاصة مصر والسعودية والأردن والعراق وهي الدول المجاورة مع المشروع علماً بأن مصر هي أكبر المتضررين من توحش المشروع الذي يخطط لإبادة مصر.
3- دور الجاليات الفلسطينية والعربية في رفع صوتها في بلاد المنفي دعما للفلسطينيين في الداخل وبيان مخاطر التهاون مع المشروع .
4- تحرك الجامعة العربية دبلوماسيا وإعلامياً .
5- إنهاء الصراع السعودي الايراني في جميع الساحات .
6- إنهاء الإنقسام الفلسطيني وإعادة العمليات الاستشهادية التي أوقفتها السلطة مع إسرائيل فهو سلاح أمضي من القنبلة النووية
7-أن تلتزم منظمة التعاون الإسلامي بأسباب انشائها وأن تقود حملة لوقف المشروع لاأن تسهل المشروع كما تعمل حاليا او تعلن حل نفسها حتي لايكون انحيازها للصهيونية عارا عليها وعلي أعضائها.
نائب وزير الخارجية المصري الاسبق