نحن والضم ... اياد جوده

الأربعاء 08 يوليو 2020 10:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نحن والضم ... اياد جوده



                                                 

ان المفارقات العجيبة ربما للوهلة الأولى للجميع هو الحرص الأمريكي الأكبر والأكثر تقدما من إسرائيل نفسها في سلب الارض، هل لأنها بالفعل جزء واحد ولكن كل منهم قدر له ان يكون في قارة؟ او هي دولة واحدة يحكمها رجل واحد؟ او هو الدين الذي يجبر المتصهينين الامريكان على تقديم كل شيء.

انها خليط كامل بين هذا وذاك فأن أجرينا بحثا سريعا حول رؤوس المال المتحكمة في السلاح والتكنولوجيا وصناعة الأفلام والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والتلفزيونات والفضائيات الكبيرة لوجدناها مملوكة ليهود بالأساس.

لو أجرينا بحثا سريعا وغصنا قليلا في أيدولوجيات المتطرفين الصهاينة والمسيحيين الجدد سنجد أيضا نفس المعايير التي توجب عليهم حماية إسرائيل والدفاع عنها فهي لا شك في عقيدتهم أرض الميعاد ولا شك ان إسرائيل الكبيرة لا يمكن ان تكون دون يهودا والسامرة أصل الحكاية عندهم. ولا يمكن ان نغفل أيضا فكرة المعبد التي يريدونها على أنقاض المسجد الأقصى فهم أرادونا في يوم ما أن نعترف بأن هذه الأرض المقام عليها الأقصى معبدهم وهذا المعبد المقدس للمسيحي واليهودي في أديباتهم لا يمكن فصله عن الصراع وادارته.

ان الفرق الامريكية لم تتوقف وهي تذهب وتأتي لتخرج بخلاصة لا تحيد عن رؤية ترمب وبالتالي أمامنا الراعي الأكبر والمنفذ الذي يجتهد في أن يمرر كل ما يريده البيت الأبيض المتصهين أكثر من مدعي الصهيونية.

الان وفي ظل كل ما نعرفه وبعيدا عن التشخيص للواقع الذي نعيشه كل يوم ماذا يمكن لنا أن نفعل نحن أمام كل هذا التطاول وهذه اللامبالاة فلا هناك وقفة عربية جريئة يمكن لنا ان نطمئن لها ولا هناك بكل تأكيد حرب مع إسرائيل من اجل فلسطين من قبل أحد، ولا يمكن لنا ان نفكر بأن العالم ذو المواقف المتقدمة والمشكور عليها يمكن ان يمنع الضم.

إذا فما الذي يمكن له ان يمنع الضم؟ الإجابة نحن. وكيف يمكن لنا نحن منع هذا الضم؟ بكل تأكيد وحدتنا أولا وحدة الدم والموقف والرؤية وحدة الحال والمصير. لا دول لا محاور لا أحد بالتجربة استطاع ان يثبت غير هذا. كلهم أرادو من فلسطين ما يمكنهم من ان يصوروا أنفسهم أبطالا في نظر شعوبهم ليهتفوا له او يؤيدوه في انتخابات ما او ان يمنع عن نفسه محاكمة.

يا سادة ان جعل أولئك المتهافتين على قضيتنا ذو تأثير ولو بسيط هو وحدة حالنا وقولنا وفعلنا على الأرض وفي كل الميادين حينها فقط سنجبر الصادق والكاذب ان يتصرف بطريقة أخرى.

يا سادة منذ خروج فتح وحماس في مؤتمرهم المشترك قبل أيام وأصوات التشكيك لا زالت موجودة، فلا مجال للاستماع لها واعطائها مساحة ولا مجال أمامنا الا للعمل فقط ولا لكل صوت مشكك وكل صوت يعيق مسيرة الذهاب للوحدة.

لقد قررت إسرائيل وامريكيا ان تذهب الى الضم وما يحدث من تأجيلات ومناورات تارة له علاقة بانتخابات كل منهم وتارة له علاقة بتجسيد وجود أحدهم أما الرؤية والهدف المنشود لهم هو الضم.

وحدتنا أساس منع هذا اللعب بنا وحدتنا هي أساس احترام العالم لنا وحدتنا هي كرامتنا وهي الشيء الوحيد الذي يستحقه شعبنا الذي دفه الدم ولا زال وسيبقى في سبيل حريته.