بعد أشهر من التحقيقات والمتابعات لعدد من العناصر السلفيين في قطاع غزة، كشفت الأجهزة الأمنية «مخططاً خطيراً لأجهزة المخابرات الإسرائيلية تحت غطاء خلايا تتبع لتنظيم داعش»، يهدف إلى «توجيه ضربات أمنية إلى المنظومتين الحكومية والعسكرية».
وبحسب صحيفة «الأخبار» ووفقا لمصادر أمنية فان الجهود التي قادتها الأجهزة المختصة خلصت إلى اعتقال عدد من الأفراد ممن يحملون فكر «داعش»، وكانوا يخططون لسلسلة عمليات تفجيرية داخل القطاع، تستهدف «مجمع المحاكم» وعدداً من الوزارات. إثر كشف الخلية، دخلت الأجهزة الأمنية «حالة طوارئ من الدرجة الثانية»، توضح المصادر، بعدما أفضت التحقيقات مع المعتقلين إلى أن جزءاً من المخطط قيد التنفيذ وأنه سينفذ قريباً، والهدف الأول هو «ضرب منظومات استراتيجية في سلاح المقاومة». وعلى إثر ذلك، اعتقل عدد آخر عثر معهم على أجهزة ومعدات خاصة داخل إحدى الشقق في مدينة غزة الجمعة الماضي.
التحقيقات بيّنت أن الخلية جنّدها أحد عملاء العدو الإسرائيلي، بعدما أوهم مجموعة من الشبان أنه يعمل لـ«داعش»، وأنه يتلقّى دعماً من التنظيم، ثم طلب منهم جمع معلومات عن المقاومة والتجهيز لضربات ضد بعض الفصائل، وخاصة منظومتي الاتصالات والأمن الشخصي لقيادات المقاومة، إضافة إلى القضاء الذي أصدر أحكاماً بحق سلفيين سابقاً.
في التحقيقات أيضاً، اعترف رأس الخلية (لم يفصح عن اسمه) بأنه مرتبط بالمخابرات الإسرائيلية منذ سنوات، وبدأ التجهيز لمخططه منذ أشهر قبل أن يُكتشف. وفي التفاصيل، كان مقرراً وضع متفجرات داخل مجمع المحاكم، وتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية ضد حواجز ومراكز أمنية باستخدام أحزمة ناسفة ودراجات نارية مفخخة تم تجهيز بعضها.
المخطط كان واسعاً ويستهدف مجمع المحاكم وعدداً من الوزارات
على غير العادة، أصدرت وزارة الداخلية في غزة بياناً عاجلاً فجر الجمعة، تكشف فيه اعتقال خلية مُوجّهة من الاحتلال، خلال قيامها على عمل تخريبي ضد المقاومة، موضحة أن الأجهزة الأمنية «اكتشفت تحركات مشبوهة لعدد من الأشخاص... وباشرت تحقيقات مكثفة وعمليات تعقب أفضت إلى اعتقالهم بعد عملية أمنية استمرت أياماً، ومصادرة معدّات تقنية». وفق البيان، صادرت الوزارة مبالغ تلقاها عناصر الخلية مكافأة من الاحتلال، كما تبيّن أنهم كانوا بصدد تنفيذ أعمال تخريبية أخرى ضد المقاومة بمتابعة مباشرة من مخابرات الاحتلال.
يأتي كشف هؤلاء العناصر بعد تكرار مخابرات الاحتلال استغلال حالات من يوصفون بأنهم «المنحرفون فكرياً» لاستهداف الأجهزة الحكومية والمقاومة. ونجحت آخر محاولة لهم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد تفجير انتحاريين نفسيهما في حاجزين للشرطة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة آخرين جنوب مدينة غزة، وتبين لاحقاً تجنيدهم من شخصيات وهمية عبر الإنترنت، وبعد التحقيق كُشف أنهم ضباط إسرائيليون انتحلوا شخصيات داعشية.