التهديد الثلاثي و النباح بالأوامر ،،، محمد سالم

الثلاثاء 07 يوليو 2020 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
التهديد الثلاثي و النباح بالأوامر ،،، محمد سالم



قال يعلون وفق ما ذكرت القناة 7 العبرية: "إن إسرائيل تحكمها عصابة إجرامية اليوم ورئيس هذه العصابة هو نتنياهو".

نتانياهو يقول "" نحن مستعدون لأي سيناريو بقوة هجومية كبيرة جدًا،  وسوف يتعرضوا  لضربة ساحقة للغاية " من جهته، قال وزير الجيش، بيني غانتس في مراسم تأبين قتلى حرب 2014: إن معركة "الجرف الصامد" لم ولن تنتهي.

لكن الفيلسوف والسياسي ميكيافلي يقول : انه من السهل أن تدخل حربا ومن الصعب أن تخرج منها .
وقلنا في مقال سابق :علينا أن نحترس من التهديدات، و البطولات الرخيصة لمجموعة من القتلة ، واقعة تحت ضغط عصبي هائل ، بحكم التنافس فيما بينهم. فكلها تصريحات تظهر همجية الصهاينة و وحشيتهم وقذارة أعمالهم ، ويكفي أن تراقب الخطاب الإعلامي الرسمي للمعسكر إياه حتى تدرك الحقيقة دون عناء - هي ليست مادة إعلامية موجهة وادعاءات ملفقة وأفكار مشوشة متناقضة ،  انه فكر أيديولوجي مستأسد.


فالكلمات هي في الأصل أفعال يتم التعبير عنها ، وللكلمات اهمية حين  تنطوي على التهديدات الصريحة بالعدوان والقتل ، وتترجم الي  أفعال، وتتضح بجلاء في مجالين هما الأمن و السياسة - ليست  فيهما أفكارًا بلهاء او كلمات لا وجود لها ، حينها ينكشف القرار ويكون الحرص واجبا مع الحذر من أن يشنوا حربا خسيسة على الشعب الفلسطيني. وهي حرب تعجز عن العثور على أهداف لها، كما قالت مجرمة الحرب "تسيفي ليفني" عن عدوان عام 2014 بعد محو السجل المدني لعائلات بكاملها.

قالت : ( لم يكن لدينا أي هدف معلوم للعملية , وكان بإمكاننا انهاؤها بعد اسبوعين فقط من بدئها , لان ايامها  الاخيرة لم تكن ضرورية ) ! هكذا؟ ففعل العنف عندهم  اصيل - نوع من المتعة التي لا يستغنوا عنها
ولم تعرف الوحشية السادية بمثل هذه الهجمات من قبل .
و بعيد عن منظومة الاخلاق الإنسانية ، فقد نشر غانتس على حسابه في "فيسبوك"، صورة لمنازل مدمّرة في قطاع غزة، وعلّق عليها قائلاً : "فقط القوى ينتصر"، ثم أضاف "6231 هدفًا دُمرت. غزة رجعت للعصر الحجري". في أعقاب هذه الجرائم الارهابية، أتاح العالم لمن ارتكبوا الجريمة ، الزهو بفعلتهم  بنفس الوقت الذي انتشارات فيه صور جثث الأطفال والنساء ، بعد ان مزق الانفجار الشديد اجسادهم والدماء تسيل من افواههم وانوفهم واذانهم  واخرين احترقت اجسادهم .

فقد كان العدوان ضد ابريا محاصرين،   قدرهم ايضا ان يقفوا  وحدهم امام نظام قاتل متسلحا بالعشرات الاسلحة المدمرة الجبارة ، تسانده الدعاية الصهيونية المكثفة والمبتذلة  والمكائد المليئة بالدسائس والمكر الرخيص ، وتمثلت هذه الحملات على اخفاء الحقائق و  تزييف الاحداث،  وبرغم من ذلك ينساق البعض من دول العالم  ، وراء دعايتهم  كي يوظفوا الحدث لصالحهم ، و إعطائهم المزيد من الفرص لقتل المزيد من الأبرياء .

وهذه حقيقة ستكون لها تداعيات بعيدة المدى كوسيلة لحرف انتباه الراي العام الدولي , عن الانتهاكات الشائنة لحقوق الانسان التي ترتكب يوميا في حق المدنيين ؛ فقد شكل المدنيين اهدافا مفضلة لهم. بدافع المنافسة على دماء اهل  غزة  وما يترتب على ذلك من انتهاكات خطيرة لحرمة البشر ولدمائهم وحقوقهم وحريتهم وانسانيتهم .

ان مثل  هذه التصريحات كانت البداية - المسئولة عن الحروب ، واراقة الدماء بلا توقف ، وبالتالي كانت سببا في كل الويلات المتلاحقة ؛ و بسبب أفكار و مخططات  اجرامية  لبشر يبحثون ويعملون على تحقيق الشر الأسمى إذا جاز التعبير. لقد استخدموا الوسائل الكفيلة بهدف الإبادة على مهل ، فأحالوا غزة كلها إلى بقعة من الأرض اكتسبت مواصفات الجحيم ومحطة للخراب .

ولم يمنعهم المجتمع الدولي ، من قتل المزيد من الأبرياء ودفع نحو الانتصار للقتلة. وتمجيد القتلة وتلميع الإرهاب الصهيوني وتبرير سفك دماء الأبرياء. رغم وضوح الدلائل وفداحة الأضرار التي تسببت بها- من جرائم الحرب والإبادة الجماعية ، واستخدام اسلحة فتاكة ، مما أدى إلى مقتل الآلاف وفرار مئات الآلاف من شبح الموت ؛ فهل توجد قوة على وجه الأرض قادرة الآن على محاسبة "اسرائيل"  سواء أكانت محكمة الجنايات أو وكالة لإنفاذ القانون أو هيئة دولية ؟ ليمثلوا أمام محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

  مع ان المجتمع الدولي ، يرى أن إسرائيل تحركها سياسيًا فلسفة الاغتصاب والقتل والتوسع، وأن لديها أجندة  لعمليات القتل الفوري ،  بأيدي الوحوش الباحثة عن ميادين تثبت فيها وحشيتها.  هكذا يبدأ كل عدوان ، بفعل قرار غبي لا ينتمي إلى الإنسانية، و يحتم  علينا أن نتصدى له بكل ما نملك من قوة , فالإنسان بالفعل يكون أكثر إبداعا في حالة الدفاع عن نفسه ، وايضا لا بد أن نطمئن إلى أنه لم يحدث في التاريخ أن انتصر كيان معاديا  لكل القيم الحضارية والإنسانية والمثل العليا للبشر .