رحبت شخصيات وفصائل فلسطينية يوم الخميس، بالمؤتمر الصحفي المشترك لحركتي حماس وفتح، معربة عن دعمها أي خطوة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الصف في مواجهة الهجمة الإسرائيلية.
بدورها، رحبت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، بالمؤتمر الصحفي المشترك لحركتي حماس وفتح، وثمنت اللغة التوافقية والمواقف الايجابية بينهم.
وأكدت الحركة على دعم أي خطوة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد الصف في مواجهة الهجمة الإسرائيلية.
وأضافت: "نشجع على عقد المزيد من اللقاءات المشتركة بين كافة مكونات شعبنا لتفويت الفرصة على العدو والمتربصين بشعبنا وقضيتنا العادلة".
وثمنت اللغة التوافقية والمواقف الايجابية لصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح (م7)، راجين المضي قدما في تغليب المصلحة العليا لشعبنا.
ودعت الحركة للقاء قيادي مقرر على مستوى الامناء العامون وإقرار خطة مواجهة شاملة القرارات الصهيونية والامريكية الاخيرة.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كايد الغول، "نرحَّب بالأجواء والنتائج التي تمخضت عن المؤتمر المشترك بين حركتي فتح وحماس والبحث عن القواسم المشتركة التي تمكننا من تحشيد طاقات شعبنا رغم حالة الانقسام".
وأضاف: "هذه النتائج بإمكانها أن تفتح الطريق أمام جهد وطني يُنهي الانقسام، وما صدر عن الطرفين يؤشّر إلى مسؤولية مطلوبة في هذه الفترة تُغلّب التناقض الرئيس مع الاحتلال على التناقضات الداخلية".
وأشار الغول إلى أن الجبهة الشعبيّة سعت وما زالت من أجل تحشيد الطاقات والجهد الفلسطيني في هذه الفترة لمواجهة خطة الضم كجزء من مواجهة الاحتلال ذاته الذي هو عدوٌ في كل الأحوال، وتدعم الأجواء الإيجابية التي سادت في هذا المؤتمر واستعداد الطرفين للعمل المشترك مع مختلف الفصائل من أجل مواجهة صفقة ترامب وخطة الضم وتجنيد كافة إمكانات وطاقات شعبنا في هذه المواجهة.
ولفت الغول إلى أنّ هذا المؤتمر وعلى أهمية ما جاء فيه إلا أنّه لم يُنهِ قضايا الخلاف في الساحة الفلسطينيّة والتي يجب أن نعمل بشكلٍ عاجل على حلّها من خلال استراتيجية وطنية موحّدة مُتفق عليها تنطلق من أننا في مرحلة تحرّر وطني نواجه فيها عدوًا يستهدف كامل الأرض والحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى قاعدة فتح كل الخيارات في مواجهة هذا العدو، والقطع مع كل الاتفاقات معه والرهانات السياسية التي كانت ترى بإمكانية الوصول معه إلى حلٍ سياسي من خلال المفاوضات.
وفي هذا السياق، دعا الغول إلى تجسيد قرارات المجلسين الوطني والمركزي بشأن العلاقة مع الاحتلال وسحب الاعتراف به، والدعوة العاجلة إلى اجتماع قيادي مقرّر يُعالج القضايا التنظيمية والسياسية في الساحة الفلسطينية وصولاً إلى وحدة وطنية تعددية.
وأكَّد الغول على أنّ مواجهة الضم لا يجب أن تكون معزولة عن مواجهة شاملة للاحتلال بكل تجسيداته وتعبيراته في الأراضي الفلسطينية، وأن يتم النظر لها باعتبارها جزء من معركة من أجل تحقيق كامل حقوقنا الوطنية في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ونوّه الغول أنّ المؤتمر الصحفي المشترك بين حركتي فتح وحماس قد حمل بعض الاشارات التي لا تعكس حقيقة مواقف القوى ومنها الموقف من المبادرة العربية التي قيل أنّها تحظى بموافقة الكل الفلسطيني، لأنّ الجبهة الشعبيّة على سبيل المثال ليست من القوى التي تدعم هذه المبادرة، بل على العكس من ذلك ترى فيها جزءًا من عملية سياسية أفضت بنا إلى الواقع الذي نحن عليه اليوم، وفتحت الطريق أمام بعض البلدان العربية من أجل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
من جانبه، قال ماهر مزهر القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن لقاء يوم الخميس بين حركتي فتح وحماس يجب أن يكون المدخل باتجاه انهاء الانقسام الأسود.
وطالب مزهر، بضرورة التأسيس لمرحلة جديدة من الشراكة في إنجاز الوحدة وإسقاط أوسلو، ومواجهة كافة السياسات العنصرية للاحتلال وأدواته.
وأضاف: "يجب أن نبدأ بخطوات جدية لعقد اجتماع الامناء العامين لصوغ مرحلة جديدة من النضال تكون معمدة بالمقاومة على طريق كنس الاحتلال".
ومن جهته، اعتبر الكاتب الفلسطيني خالد بركات في مقابلة إعلامية شاملة تنشر يوم الغد باللغة الإنجليزية على موقع صامدون، أن المؤتمر الصحفي المشترك الذي عُقد بين القيادي في حركة حماس صالح العاروري اليوم مع المسؤول الأمني السابق في السلطة جبريل الرجوب، يضعف موقف المقاومة وحاضنتها الشعبية ويُلمع سياسات السلطة ونهج التفريط والاستسلام وتسويق رخيص لما يسمى ” حل الدولتين”.
وشدد بركات بأن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلتقي نهجان نقيضان، نهج يمثل برنامج المقاومة، وآخر يمثل نهج التفريط والتنازلات تارة تحت غطاء ” المصالحة ” وتارة أخرى تحت غطاء ما يسمى التعاون لمواجهة مشروع الضم الصهيوني.
وأضاف بركات أن هذا اللقاء يُشكل ربحاً صافياً لهذا النهج السلطوي الاستسلامي الذي فشل، ويجب محاكمة من صنعوه، كما يُعطي براءة ذمة للمسؤول الأمني السابق جبريل الرجوب الذي مارس كل أنواع الملاحقة والاعتقال بحق المقاومين وصلت إلى حد تسليم خلايا للمقاومة أثناء مسؤوليته عن جهاز الأمن الوقائي في الضفة.
وتساءل بركات” إذا كان تحقيق الوحدة الوطنية سهلة إلى هذه الدرجة فلماذا ذبحوا قضيتنا سنوات طويلة؟، معتبراً أن مشاركة العاروري في هذا اللقاء الصحفي يعني اعتراف ضمني بسقف برنامج السلطة الذي يرتكز بالأساس على ما يُسمى حل الدولتين. وعلقّ بركات، لا يمكن الثقة بمشروع ” وحدة ” جديد يضاف إلى سلال اللقاءات السابقة، فالثقة الوحيدة التي يلتف حولها الشعب الفلسطيني هي برنامج المقاومة بكافة أشكالها، أما استمرار مسرحية التنمر والمزايدات من قبل المسؤول الأمني السابق الرجوب يعزز استمرار المشهد العبثي المتكرر منذ العام 2008 حتى الآن ونهج الاستخفاف بعقول الناس..
وشدد بركات بأن الوحدة الوطنية المطلوب الالتفاف حولها هي الوحدة الشعبية الميدانية المرتكزة على ثوابت شعبنا وعلى برنامج وطني كفاحي يقطع مع كل مرحلة ومخلفات أوسلو العقيمة، وبالتالي من غير المقبول تلميع نهج الحكم الذاتي في الضفة المحتلة.
بدوره، رحب المفوض العام للهيئة العليا لشؤون العشائر في المحافظات الجنوبية عاكف المصري، بلقاء العاروري والرجوب، معربًا عن أمله أن يكون مدخلا لوحدة شعبنا وإنهاء الانقسام.
وقال المصري: "نأمل أن يستكمل بعقد لقاء قيادي مقرر لكافة مكونات شعبنا".
وأشار المصري إلى ضرورة ترجمة اللقاء بخطوات عملية تؤدي في نهاية المطاف لرسم استراتيجية مواجهة شاملة من شأنها أن تفعل كل أدوات المواجهة.
وشدد المصري على ضرورة استكمال خطوات تعزيز الشراكة بين كافة مكونات شعبنا، واستنهاض كل الساحات في مواجهة الضم ومخططات الاحتلال .
بدوره، قال رئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، اليوم تخطو فتح وحماس خطوة هامة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف الجاغوب، إن الخطوة من أجل طيّ صفحة الانقسام السوداء مرة واحدةً وإلى الأبد بعد كل ما الحقته من ضرر بقضيتنا، وما تسببت به من تبديد لقوّتنا.
كما تصدر المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد ظهر اليوم الخميس بين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب عناوين وسائل اعلام الاحتلال الإسرائيلي.
واتفق الطرفان (العاروري ورجوب) على تجميد الخلافات والتفرغ لمواجهة مخطط الاحتلال الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
التقارب الكبير بين حركتي فتح وحماس والذي ظهر واضحًا خلال المؤتمر المشترك دفع وسائل اعلام الاحتلال الإسرائيلي للتعبير عن خشيتها من هذا التقارب.
ومن أبرز العناوين التي عنونتها الصحافة الإسرائيلية عقب انتهاء المؤتمر ما يلي:
القناة 12 العبرية كتبت:
فتح وحماس: الضم إعلان حرب
يديعوت أحرنوت كتبت:
"الرجوب والقيادي في حماس في إعلان مشترك ضد الضم، صراع مشترك، ولا عدو غير إسرائيل"
هآرتس كتبت:
"فتح وحماس في إعلان مشترك: الضم يقتل حل الدولتين".
صحيفة إسرائيل اليوم كتبت:
"الرجوب والقيادي في حماس في إعلان: التعاون بيننا أثبت ذاته، وأيمن عودة شارك.
كان الإخبارية العبرية:
هل ستكون انتفاضة؟ الرجوب: "الخيارات مفتوحة".
الفضائية 13 العبرية:
فتح وحماس في إعلان مشترك: أعلنوا موقف موحد ضد الضم
وفي ذات السياق قال المحلل السياسي في القناة "12" العبرية إيهود يعاري: المقلق في هذه القضية ليس المؤتمر الصحفي الذي جمع الرجوب بالعــاروري، ولكن المقلق هو تعهد السلطة بعدم اعتقال عناصر حركة حـماس، وهذا ما قد يسمح للحركة بإعادة تنظيم الخلايا العسكرية في الضفة".