هل اقتربت المقاومة اللبنانية من العودة للغة العام 1983 في التعامل مع العربدة الامربكية؟! محمد النوباني

الخميس 02 يوليو 2020 12:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل اقتربت المقاومة اللبنانية من العودة للغة العام 1983 في التعامل مع العربدة الامربكية؟! محمد النوباني



إستقالة القاضي اللبناني محمد مازح من منصبه بعد أيام قليلة من قراره الجريئ والشجاع بمنع وسائل الإعلام اللبنانية من نشر تصريحات او إجراء مقابلات مع السفيرة الأمريكية في بيروت” دوروثي شيا” كون المواقف التي تطرحها وتعبر عنها تتناقض مع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية وتشكل تهديداً للسلم الأهلي في لبنان تؤكد المؤكد وهو أن لبنان، كمعظم البلدان العربية، يدار ليس من قبل حكامه المعترف بهم دولياً بل من قبل إدارة ترامب في واشنطن.

وهذا الوضع المؤسف والذي لا ينسجم ولا يستقيم مع حقيقة وجود مقاومة لبنانية تتمتع بقوة عسكرية كبيرة سببه للأسف تواطؤ بعض القوى اللبنانية مع الامريكي والاسرائيلي مما حرم الشعب اللبناني  من استثمار مكامن قوته  في رفع مكانة بلده الاقليمية والدولية وفرض احترامه على كل دول العالم التي لا تحترم سوى الاقوياء وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
  فدوروتي شيا تتطاول على المقاومة اللبنانية وتوجه إهانات لشخص قائدها وتتدخل في شؤون البلد الداخلية بهذا الشكل الفظ لأنها تحظى بمباركة من قبل قوى لبنانية رجعية فاسدة  نهبت البلد وافقرته وسرقت ثرواته وتريد أن تحمي نفسها من المساءلة والعقاب من خلال إثارة الفتن الطائفية والمذهبية.
وما من شك بأن هذه القوى الرجعية إعتبرت المرونة العالية التي ابدتها ولا زالت تبديها المقاومة اللبنانية في التعامل مع تعقيدات الوضع اللبناني الداخلي وتنوع تركيبته الطائفية والمذهبية وحرصه على السلم الأهلي في البلد دليل ضعف وليس دليل قوة ولذلك فقد تعاونت مع الامربكي علناً وبوضوح ضد مصلحة البلد غير مدركة أن للصبر الإستراتيجي حدود.
وقد عبر عن هذه الحقيقة البروفسور والأستاذ في القانون الدولي والدبلوماسي اللبناني السابق خليل حسين ألذي أوضح  بأن من الأمور التي لا يعرفها الشعب اللبناني أن سفيرة الولايات المتحدة الامريكية في لبنان عينها  ترامب شخصياً في هذا المنصب الرفيع حيث نقلها من تل أبيب الى بيروت مطلع هذا العام 2020، بعد عملها كمسؤولة عن الملف السياسي في السفارة الامربكية في تل أبيب  لمدة أربع سنوات لكي تؤدي مهمة خطيرة.
وقد أوضح خليل حسين  بأن دوروتي شيا لها إضافة لخلفيتها الدبلوماسية خلفية عسكرية حيث انها خريجة كلية أركان حرب بدرجة ماجستير، وهذا يعني بأنها حاصلة على رتبة عسكرية هي (عميد) بصرف النظر عن عملها في تونس والقاهرة والكيان الاسرائيلي ، كدبلوماسية
واشار حسين إلى أن اختيار ترامب لشيّا لتكون سفيرة لبلاد  في لبنان، وفرضها  على الكونجرس كان الهدف منه تأزيم الوضع في لبنان، والإشراف على تنفيذ العقوبات وقانون قيصر خدمة للمصالح الإسرائيلية، ولا شيء غير ذلك.
وإستناداً لشهادة السفيرة الأمريكية السابقة في بيروت أليزابيث ريتشارد وألتي إستلمت مكانها شيا فإن هذه المرأة لا تتمتع  بأي حس دبلوماسي، وقد أسرّت ريتشارد لبعض أصدقائها قبل مغادرتها، بأن شيّا ستفتح عليكم باب جهنم كما نقل أحد التقارير السياسية.
 وقد أوضح خليل حسين بأن بقايا جماعة 14 آذار في لبنان يعتبرون دوروتي شيّا (غازي كنعان الأميركاني)، فهي تشبههم وهم يشبهونها ويعولون عليها كثيراً لتحقيق أهدافهم بنزع سلاح حزب الله وعقد إتفاق سلام مع إسرائيل.
ومن جهته، قال نبيل خوري وهو دبلوماسي أميريكي سابق من أصل لبناني عمل في الخارجية الأمريكية لأكثر من 25 سنة، وكان من ضمن مهامه قبل تقاعده، تدريب السفراء والقناصل الذين سيعملون في الشرق الأوسط :كنت أقول لكل سفير وقنصل سيعمل في لبنان انتبه الى الساحة اللبنانية، لأنها كثيرة الانقسامات وقبل الحديث عن حزب الله.. يجب أن تعرف أن هذا الحزب يمثل أغلبية لبنانية، وله ممثلون في البرلمان ثم قال خوري عن شيّا: “أنها سفيرة حرب من المحافظين الجدد ومهمتها تنفيذ أجندة إدارة ترامب».
عود على بدء فإن استقالة القاضي محمد مازح من منصبه  إحتجاجاً على أيتفزازات السفيرة الامريكية وقبل ذلك تهريب العميل الفاخوري في وضح النهار  من لبنان  إلى قبرص على متن مروحية امريكية، تحت سمع وبصر الدولة اللبنانية، يشيان  بأن من يحكم لبنان هم الامريكان الذين يدفعون البلد  بكل قوة نحو حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
ولذلك فإن هذه  السياسية  الامربكية الحمقاء وما يرافقها من تجويع متعمد للمواطن اللبناني سوف تدفع بالمقاومة اللبنانية للتحدث مع الامربكيين بلغة العام ١٩٨٣ من القرن الماضي.
كاتب فلسطيني