المطران حنا: عقارات باب الخليل الارثوذكسية المسربة للمستوطنين هي امانة في اعناقنا

الثلاثاء 30 يونيو 2020 11:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الثلاثاء، بأن صفقة باب الخليل في القدس واستهداف الاوقاف والعقارات الارثوذكسية في تلك المنطقة الهامة والاستراتيجية في المدينة المقدسة لا يعتبر بالنسبة الينا حدثا هامشيا بل هو حدث اساسي ويجب ان يحظى باهتمام جميع المعنيين الذين تهمهم مدينة القدس والحفاظ على هويتها وتاريخها وتراثها واصالتها .
واضاف المطران :"لقد سُربت عقارات باب الخليل للمستوطنين ولعطيرت كوهانيم تحديدا بشكل غير قانوني وغير شرعي ومن قبل اشخاص لم يكونوا مخولين بذلك وهم خانوا الامانة واسماءهم رميت في مزبلة التاريخ ، ولكن باب الخليل وعقاراته ستبقى ملكا للكنيسة الارثوذكسية شاء من شاء وابى من ابى" .
وتابع "ولن نقبل بأي شكل من الاشكال بأن يستولي المستوطنين على هذه العقارات التي هي جزء من تاريخنا وتراثنا المسيحي المشرقي في هذه البقعة المقدسة من العالم" .
وقال "ان صفقة باب الخليل المشؤومة انما تعتبر صفحة سوداء من تاريخ كنيستنا ويجب ان يتم تصحيح هذا الخطأ التاريخي واتخاذ كافة التدابير المطلوبة لاستعادة هذه العقارات التي سُربت للمستوطنين وانتم تعلمون ماذا يعني ان يستولي المستوطنين وجمعية عطيرت كوهانيم على عقارات باب الخليل، فهذا يعتبر امتهانا لتاريخنا وكرامتنا وتراثنا وحقوقنا وعراقة وجودنا في هذه المدينة المقدسة" .
وقال "قد يستغل المستوطنين وجمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية انهماك الفلسطينيين بمواجهة صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وقد يتم استغلال حالة الارتباك القائمة بسبب وباء الكورونا لكي يقتحموا هذه الابنية ويستولوا عليها بأساليبهم المعهودة والغير المعهودة وعبر مرتزقتهم وعملائهم المنتشرين في كل مكان" .
واضاف "لا يجوز ان تمر هذه الكارثة ولا يجوز الاستسلام امام هذا الواقع المأساوي الذي يرسمه الاحتلال لنا في المدينة المقدسة عبر وكلاءه بكافة مسمياتهم واوصافهم، وعلى الفلسطينيين ان يعرفوا بأن صفقة باب الخليل هي جزء من صفقة القرن ويجب ان تحظى هذه المسألة باهتمامهم ومتابعتهم وان يكون الهدف هو ابطال الصفقة وعودة الابنية الى اصحابها وليس فقط الحفاظ على المستأجرين والذين من واجبنا جميعا ان نحافظ عليهم وان نحميهم ولكن الهدف الاهم من هذا وذاك هو ان تبقى ملكية هذه العقارات ارثوذكسية" .



وقال "اننا نوجه نداء حارا الى جلالة العاهل الاردني بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على مقدساتنا واوقافنا الاسلامية والمسيحية كما ونناشد الرئيس الفلسطيني وكافة القادة العرب بضرورة ان يقوموا بواجبهم المأمول للحفاظ على عقارات باب الخليل المهددة والمستباحة بشكل خاص وكذلك مدينة القدس بشكل عام، لا تتركوا العقارات الارثوذكسية في باب الخليل فريسة للمستوطنين ولعطيرت كوهانيم ولا تتركوا هذه العقارات تضيع من ايدينا بسبب اشخاص فقدوا البصر والبصيرة وخانوا الامانة وقدموا ما لا يملكون الى من لا يستحق".


وناشد العالم المسيحي بضرورة ان يكون هنالك تحرك سريع وحاسم للحفاظ على عقارات باب الخليل والتي كانت وستبقى ارثوذكسية وهي لا تضاهى بكل اموال الدنيا فهي جزء من تاريخنا وتراثنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض المقدسة .
واكد ان اولئك الذين يعملون على سرقة عقاراتنا الارثوذكسية في باب الخليل مستغلين ضعاف النفوس وبعض العملاء والمرتزقة واصحاب الاجندات والمصالح الشخصية انما هدفهم هو شطب الوجود المسيحي في هذه المدينة المقدسة .
وقال ان الحضور المسيحي في مدينة القدس يتعرض لخطر شديد ونحن مقبلون على ايام قاسية وصعبة ولذلك وجب على الكنائس المسيحية وحكام العالم الذين يدعون انهم حريصون على الحفاظ على الحضور المسيحي في مدينة القدس وجب عليهم ان يقوموا بدورهم المأمول من اجل ابطال هذه الصفقة وهذه المؤامرة وهذا المخطط الشيطاني الذي يستهدف حضورنا المسيحي في المدينة المقدسة .
وتابع "ان استعادة عقارات باب الخليل المسربة من قبل الخونة والعملاء انما يحتاج الى قرار سياسي فاللجوء الى المحاكم والقضاء لن ينصفنا خاصة عندما يكون وكما نردد بلغتنا العامية " القاضي غريمك " فاستعادة الاوقاف في باب الخليل تحتاج الى قرار سياسي من الاردن ومن السلطة الفلسطينية ومن غيرها من الدول العالمية لا سيما روسيا ، كما والكنائس المسيحية في عالمنا والتي يجب ان تمارس ضغوطا من اجل استعادة هذه العقارات التي خسارتها ستؤدي الى تغيير طابع مدينتنا والنيل من مكانة حضورنا المسيحي في هذه المدينة المقدسة" .
واضاف "ان عقارات باب الخليل كلها بما في ذلك الامبريال هي ملك للكنيسة الارثوذكسية ومن واجبنا ان نحافظ وان ندافع عنها وحماية المستأجرين هي مسؤوليتنا ايضا، وانها عقارات واوقاف بناها اباءنا واجدادنا ورهبان واساقفة قديسون افنوا حياتهم في الدفاع عن الحضور المسيحي والبعد المسيحي للمدينة المقدسة خلال القرون المنصرمة..

واختتم حديثه قائلا "المقدسيون مطالبون في هذه الظروف العصيبة بان يكونوا اكثر وعيا ومسؤولية وادراكا لجسامة المخاطر المحدقة بالقدس ومقدساتها واوقافها المسيحية والاسلامية" .