قد لا يعرف العالم أبدا لماذا تم وضع رأس رجل من العصر الحجري قبل 8 آلاف عام على عامود ودفن في قبر تحت الماء، لكن أصبح بإمكانه الآن رؤية الوجه الحقيقي لإنسان العصر الحجري.
فقد سخر خبراء الطب الشرعي إمكانياتهم لإعادة بناء وجه بأبعاد ثلاثية يعود لإحدى الجماجم التي عثر عليها بدون فك لتظهر ملامح رجل ذي أنف مدبب وجبهة كبيرة ولحية طويلة.
وتم تشكيل عضلات الوجه والجلد للرفات باستخدام عوامل مختلفة مثل وزن الرجل وطوله وعرقه، بحسب ما نقتله صحيفة الديلي مليل البريطانية عن موقع "لايف سينس".
وتمكن أوسكار نيلسون، فنان الطب الشرعي المقيم في السويد، من إظهار كيف كان يبدو شكل الضحية قديما، من خلال التصوير المقطعي بالكمبيوتر ومن ثم قام بطبع نسخة طبق الأصل ثلاثية الأبعاد في قالب من البلاستيك.
ولأن الفك كان مفقودا من الجمجمة، فقد كان على الطبيب الشرعي أن يحدد القياسات من خلال المكان الذي تم العثور فيه على الجمجمة من أجل إعادة بناء الوجه بالكامل.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على الملابس التي كان يرتديها الرجل، فقد وضع نيلسون عدة احتمالات لملابسه وقصة شعره اعتمادا على ما تم العثور عليه مع الجمجمة في القبر.
فقد عثر نيلسون على بقايا من مجموعة من الحيوانات بما في ذلك الدببة البنية والخنازير البرية والغزلان الحمراء والموظ والغزلان.
وقال نيلسون إن إنسان العصر الحجري كان بالتأكيد يرتدي ملابس مصنوعة من جلد خنزير بري، مضيفا: "يمكننا أن نكشف الكثير عن المعتقدات الثقافية والدينية من خلال العثور على الجماجم البشرية ووجود فكين لحيوانات".
كما تمت إعادة بناء شعر الرجل ليكون قصيرا مع جزء أطول تم سحبه مرة أخرى على شكل ذيل حصان صغير.
وأشار نيلسون إلى أن الطباشير البيضاء التي تزين صدر الرجل والتي تتشكل على شكل قطعة فنية، دليل على أن العديد من مجموعات السكان الأصليين كانت تستخدم الطباشير لطلاء الجسم، مضيفا "إنه تذكير بأننا لا نستطيع فهم ذوقهم الجمالي".