أطلقت شركة كهرباء محافظة القدس، خطتها الخمسية (2020-2024) الهادفة إلى المساهمة في النهوض بالقطاع الكهربائي في مناطق الامتياز، إضافة تعزيز الوضع الداخلي للشركة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القدس ومديرها العام هشام العمري خلال لقاء مع وسائل الإعلام، "إن الخطة ركزت في مجملها على تعزيز الثقة ما بين كهرباء القدس ومشتركيها في مختلف مناطق الامتياز خلال السنوات الخمس القادمة، للوصول إلى شركة عصرية ذكية، تواكب التطور التكنولوجي المتسارع في العالم عبر المشاريع الحيوية، إضافة إلى تمتين الوضع الداخلي سواء على صعيد الأنظمة الإدارية أو المالية".
ووفق العمري، فإنه من المقرر أن تساهم الخطة الخمسية المقرة في تلبية احتياجات المشتركين من الطاقة الكهربائية، من خلال جملة المشاريع الحيوية التي ستعمل الشركة على تنفيذها في مناطق امتيازها.
من جهة ثانية، قال العمري: "وصلنا أخطار من شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية بالفصل في 15 من الشهر الجاري، لكن جمدته الشركة بطريقتها على أساس الظروف التي يمر بها الجميع نتيجة أزمة كورونا".
إلى ذلك، أكد العمري أنه من المتوقع أن يشهد الشتاء القادم تطورا وزيادة في الأحمال ولا بد له من حلول.
في سياق آخر، أكد العمري وجود استثمارات أجنبية لأول مرة في قطاع الطاقة الشمسية، حيث ستعمل شركة كهرباء القدس مع شركة تركية في الطاقة المتجددة في منطقة أريحا.
وخلال نقاش الخطة الخمسية مع الصحافيين، قال العمري: "لقد واجهنا العام الماضي، وبداية العام الحالي، وضعا صعباً، بسبب نقص الطاقة الكهربائية في ظل عدم التزام الجانب الإسرائيلي في تزويدنا بالطاقة المطلوبة متحججاً تارة بالديون، وتارة أخرى بحجج فنية، وهذا طبعاً تسبب في قطع الكهرباء عن عدد كبير من المشتركين، إلا أن طواقمنا الفنية والهندسية وصلت الليل بالنهار وعرضت أنفسها للخطر لتأمين التيار الكهربائي بكافة السبل، إلى جانب الاقتراض من البنوك لسد الديون المتراكمة على الشركة لصالح كهرباء إسرائيل".
وأكد العمري أنه أمام هذا الوضع الصعب دفع شركة كهرباء القدس للتفكير ملياً في البحث عن حلول وبدائل حتى لا نعود مرة أخرى في موجهة هذه الأزمة، آملا أن توفق الشركة من خلال خطتها الخمسية في الوصول إلى رضا مشتركيها عبر الاستمرار في توسيع النظام الكهربائي لاستيعاب الأحمال الجديدة، وتحسين مؤشرات جودة الخدمة الكهربائية من خلال إنشاء شبكات ضغط متوسط بواقع 470 كيلومتر، وتركيب 845 محطة فرعية، وإنشاء 1700 كيلومتر شبكات ضغط منخفض، واستيعاب 70000 مشترك جديد، هذا إلى جانب زيادة قدرات الطاقة الشمسية إلى ما يفوق 60 MW، واستكمال تغيير عدادات الشركة إلى عدادات ذكية بواقع 20.000 عداد سنوياً، واستيعاب كل ما هو جديد من تكنولوجيا لتحسين الأداء الفني ومكافحة الفاقد الفني للتيار الكهربائي، إضافة إلى تطوير مركز التحكم عن بُعد واستيعاب نظام إدارة التوزيع الأحمال الكهربائية.
وبين العمري أن الشركة خلال الفترة الماضية أنجزت مجموعة من مشاريع الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، والمشاريع الكهربائية الحيوية بهدف تعزيز المنظومة الكهربائية، وتقليل الاعتماد على الجانب الآخر، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي أو الحد منه في حال حدوث أعطال كهربائية، وهذا من شأنه أن يكفل تحقيق الأمن الكهربائي للمواطن في مختلف مناطق الامتياز.
ونوه العمري إلى أنه من جملة المشاريع التي تم إنجازها لخدمة قطاع الكهرباء والمشتركين، إنشاء محطات رئيسة لتوزيع الطاقة الكهربائية في كل شعفاط شمال القدس، والعيزرية شرق القدس، وبتين شرق رام الله، وبيرزيت شمال رام الله، وسطح مرحبا جنوب شرق البيرة، والإشراف على إنشاء محطة قلنديا شمال القدس بالتعاون مع سلطة الطاقة الفلسطينية، والتي باتت جاهزة للتشغيل.
وقال العمري: "نأمل أن يتم تشغيل محطة قلنديا في القريب العاجل، كونها ستساهم في زيادة القدرة الكهربائية لتغذية رام الله والبيرة والمناطق المحطية بها والحد من انقطاع التيار الكهربائي في تلك المناطق لاسيما في فصل الشتاء، ولكن في حال لا سمح الله وجدت عراقيل من الجانب الإسرائيلي وعدم تشغيلها قبل الشتاء المقبل، فإن الوضع سيكون صعباً وكارثياً".
أما على صعيد استغلال الطاقة المتجددة في ظل النمو السكاني والتوسع العمراني في مناطق الامتياز وارتفاع الطلب على الحصول على الطاقة، أكد العمري أن الشركة قامت خلال العام المنصرم، والعام الجاري، بإنشاء محطات للطاقة الشمسية لتعويض النقص في الطاقة المطلوبة، حيث بلغ مجموع قدرات المحطات المملوكة للشركة بلغ 2.9 ميجا واط، والإنتاج الكلي لها 14966 ميجا واط ساعة، فيما بلغ مجموع المحطات المربوطة عام 2019، 129 محطة بقدرة 13.3 ميجا واط، بينما مجموع القدرات الكلي للمحطات 22.1 ميجا واط ، وإنتاج الطاقة الكلي 19284 ميجا واط، ومن هذه المحطات: محطة النويعمة التي تعمل بقدرة إجمالية 7.325 ميجا واط لصالح بعض المشتركين بهدف تخفيض الفواتير.
وحول الوضع الداخلي وتعزيز المنظومة الإدارية والمالية للشركة، أشار العمري إلى أن الخطة لم تغفل تحديث وتعديل الهيكل التنظيمي للشركة، وترشيد نفقاتها وتقليصها، وصولا لأفضل أداء وبأقل كلفة، لذا تم استيعاب برمجيات وتطبيقات تساعد في تطوير الأداء المالي للشركة شملت (التحليل المالي، والتنبؤات، حسابات التكلفة المالية، وتكلفة الخدمة)، ومراجعة كافة الإجراءات والعمليات وإعادة هندستها بما يتلاءم مع أهداف واستراتيجيات الشركة، بما في ذلك تحسين الأداء المالي التجاري.
أما على صعيد تحسين العلاقة مع المشتركين، أشار العمري إلى أن نعمل بكل جهد لنيل رضا المشتركين عبر تحسين جودة التيار الكهربائي وتأمينه، والحد من انقطاع التيار الكهربائي، وتطوير مركز الاتصال، والخدمات الإلكترونية، وتعميم وترويج تطبيق الشركة على الهواتف المحمولة، وتطوير وسائل الاستقبال والاستعلام، والالتزام بالتجاوب السريع في معالجة الشكاوي، والاستمرار في حملات التوعية في مجال ترشيد الاستهلاك والسلامة العامة.
وتابع، وكذلك تطوير البنية التحتية لأنظمة المعلومات عبر تطوير مركز البيانات وشبكة الحاسوب ورفع مستوى الأمان وفقاً لأحدث المواصفات العالمية، والمحافظة على نظام إدارة الجودة (ISO 9001:2015) 45001، إضافة إلى تعزيز كفاءة كادر الموظفين من مهندسين وفنيين وجباة، والعمل على استيعاب أنظمة إدارية في مجال البيئة ISO 14001 والسلامة والصحة المهنية ISO45001، والاستمرار في تمكين وتدريب وتطوير الموارد البشرية، وتطوير خدمات مركز التدريب.
وفي رد على أسئلة الصحافيين، قال العمري: "إننا نولي موضوع السرقة والفاقد أهمية كبيرة لما يشكله من استنزاف كبير للشركة، ويجب علينا أن نحافظ على الشركة كجزء من استثمارات الوطن، كما انه يجب أن يكون هناك قانون رادع لمنع السرقات".
وأشار العمري إلى أن شركة كهرباء القدس تمكنت خلال الخمس سنوات الماضية من تخفيض نسبة الفاقد من 24% إلى 21%، والشركة تأمل تخفيض نسبة الفاقد خلال الخطة الخمسية القادمة إلى 17%، منوها إلى وجود قرى في مناطق "ج"، مثل قرى شمال غرب القدس وشمال شرق القدس، فيها فاقد بنسبة 40% بسبب عدم وصول الأمن الفلسطيني إليها.
وبما يتعلق بالتحصيلات، قال العمري: "كان هناك تحصيلات جيدة في شهري كانون الثاني وشباط من العام الجاري، ومع بداية أزمة كورونا واجهنا صعوبات مالية، حيث انخفض التحصيل ما بين 40-50%، وخلال الجائحة قدرنا الفواتير تقديرا، وارتفعت مديونية الشركة خلال شهري آذار ونيسان الماضيين، لكن في شهر أيار تعافت الشركة قليلا".
أما بما يتعلق بأزمة الرواتب الحالية، أكد العمري أن الرواتب سبق وللشركة أن تعاملت مع قضايا أخرى مشابهة، ومن غير المعقول أن يتم فصل التيار الكهربائي عن الموظف الذي لا يتلقى راتباً.