كيف تساعد طفلك على استئناف الدراسة بعد نهاية الإغلاق؟

الخميس 18 يونيو 2020 12:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تساعد طفلك على استئناف الدراسة بعد نهاية الإغلاق؟



وكالات / سما /

نشر موقع "باران" في نسخته الفرنسية تقريرا سلط فيه الضوء على رهاب العودة للمدرسة الذي قد يعاني منه الأطفال بعد فترة الإغلاق المطولة. 

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إنّ عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة بعد فترة طويلة من البقاء في المنازل يشكل هاجسا حقيقيا للأولياء، ويصبح الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة للأطفال الذين يعانون أصلا من رهاب المدرسة، إذ أنّ فترة الغياب الطويلة تزيد في الغالب من قلقهم ومخاوفهم. 

وتشرح عالمة النفس الإكلينيكيّ، أنجي كوشيت، في هذا التقرير الطرق المثلى للتعامل مع هذه النوعية من الأطفال استعدادا لاستئناف الدراسة. 

الإغلاق يفاقم رهاب المدرسة

تقول كوشيت إن الطفل الذي يعاني من رهاب المدرسة سيشعر بعدم الرغبة في العودة إلى مقاعد الدراسة وسيكون من الصعب عليه تقبل الفكرة بعد فترة الإغلاق الطويلة.

وتنصح الخبيرة النفسية بأن تكون العودة تدريجية وأن لا يتم إجبار الطفل على البقاء في المدرسة لوقت كامل لأن ذلك سيزيد من اضطرابه.

يمكن الاستعانة بالأخصائيين لمساعدة الأطفال في التأقلم مجددا على أجواء المدرسة،  وتقديم الدعم للأولياء المحبطين من نفور أبنائهم من العودة. وتُعتبر الفترة الأكثر صعوبة هي الأسبوع الذي يسبق استئناف الدراسة مباشرة.

ما هو سبب "رهاب المدرسة"؟

توضح كوشيت أن الأطفال الذين يعانون من "رهاب المدرسة" يشعرون بخوف غير مبرر من المدرسة ومن النظام المدرسي ككل، ويؤدي ذلك إلى غيابهم المتكرر عن مقاعد الدراسة. لكن ما هي الأسباب؟

قد يعاني الأطفال الأكثر ذكاء من هذا الرهاب، لأنهم يشعرون بأن نسق الدراسة بطيء ومملّ، وهو ما يجعلهم ينفرون من الالتحاق بالدرس حتى إن كانوا يرغبون في التعلم. 


ويعاني من هذا النوع من الرهاب الأطفال الذين يتعرضون للتحرش والتنمر في المدرسة، وأولئك الذين يخافون من نظرة الآخرين السلبية، والأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

ما هي أعراض رهاب المدرسة؟

تؤكد أنجي كوشيت أن من بين أعراض رهاب المدرسة آلام المعدة والصداع، وأحيانا نوبات ذعر حادة.

وتضيف أن بعض الأطفال لا تظهر عليهم أية أعراض في بداية الأسبوع الأول من العودة المدرسية، إلا أنهم قد يعانون من اضطرابات في عطلة نهاية الأسبوع.

وفي الحالات الأشد خطورة، قد لا يتحسن وضع الطفل النفسي بمرور الوقت ويضطر إلى الانقطاع عن الدراسة.

ما الذي يمكن للوالدين القيام به خلال فترة الإغلاق؟

قالت الأخصائية النفسية إنه يجب على الوالدين خلال فترة الإغلاق تحفيز ذهن الطفل لتقبل فكرة العودة إلى المدرسة، من خلال المرور أمام المدرسة بالسيارة على سبيل المثال، أو تصفح الصور المدرسية أو تفقد الحقائب والكتب من حين إلى آخر.

كما يمكن الاستعانة بالمعلم لمساعدة الطفل في تخطي مخاوفه واستئناف الدراسة بشكل طبيعي.

ومن المحبذ أن يذهب الطفل في إلى المدرسة في اليوم الأول مع أحد زملائه في الصف، لأن ذلك يخفف شعوره بالوحدة، كما يُفضل أن تكون العودة بنسق تدريجي، أي الذهاب إلى المدرسة مرة أو مرتين فقط في الأسبوع الأول.

حلول أخرى

تقترح كوشيت مزيدا من التواصل والتعاون بين الأخصائيين النفسيين والمعلمين لابتكار حلول إضافية ووضع تدابير وترتيبات مدرسية تشرف عليها السلطات المختصة للتخفيف من ظاهرة رهاب المدرسة.

وتضيف أن باستطاعة الأولياء مساعدة أطفالهم على التغلب على مخاوفهم من خلال تطبيق بعض تمارين الاسترخاء والتنفس المتاحة على شبكة الانترنت. 

هل يتحمل الوالدان المسؤولية ؟

تقول كوشيت إن حالات الرهاب والقلق يتسبب فيها الوالدان في بعض الحالات، لكنها في الغالب سمة فطرية تظهر في سن مبكرة.

يرى بعض المعلمين والأخصائيين أن الأولياء مسؤولون عن رهاب المدرسة بسبب عنايتهم المفرطة بأطفالهم في حالات معينة، أو العناية المنقوصة في حالات أخرى.  

وتؤكد كوشيت أن الأولياء يعيشون ضغطا يوميا لأنهم ملزمون بأن يأخذوا أبناءهم إلى المدرسة مع مراعاة أن لا يتسبب ذلك في أي ضغوط على الأطفال، وقد يعجزون عن القيام بهذه المهمة أحيانا، لذلك فهم بحاجة إلى مساعدة من طرف آخر مثل أخصائيي الرعاية النفسية.

ماذا بعد أزمة كورونا؟

ترى كوشيت أن بعض الحالات المرضية قد تتفاقم مشاكلها في الفترة القادمة، خصوصا الأطفال الذين يعانون من رهاب المرض، إذ سيجد هؤلاء صعوبة في استئناف الدروس خوفًا من الإصابة بالمرض ونقله إلى عائلاتهم.

هؤلاء بحاجة إلى عناية خاصة حتى يتجاوزوا مخاوفهم المختلطة بين رهاب المدرسة ورهاب المرض، وذلك عبر المزيد من التواصل والتحاور داخل العائلة، واستشارة المختصين عبر الانترنت.