أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، بالدور الذي تقوم به هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في التخفيف من معاناة المقدسيين وأبناء الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال لقائه في مقر دار الإفتاء ببلدة الرام شمال القدس، اليوم، وفداً من هيئة الأعمال الخيرية، برئاسة مفوض عام الهيئة في فلسطين إبراهيم راشد.
وثمّن حسين سلسلة البرامج والنشاطات التي تنفذها هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، وفي القلب منها القدس، التي قال: إن من شأنها الإسهام في تعزيز صمود المقدسيين ممن يتعرضون لمضايقات كثيرة لن تنجح إطلاقاً في النيل من عزيمة رجال القدس ونسائها وأبنائها وشبابها، وتشبُّثهم بأقصاهم ومقدساتهم.
وطالب الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان بالوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة، مناشداً الأمة العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها تجاه القدس وفلسطين، والدفاع عنها، وحماية مقدساتها وشعبها من اعتداءات المستوطنين الذين يعيثون فساداً في الأرض الفلسطينية، بحماية ومؤازرة السلطات المحتلة، على مختلف مستوياتها.
وأكد حسين أن هناك مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتق الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن القدس وحماية ورعاية المسجد الأقصى المبارك، خاصةً من محاولات التهويد التي تمتد للمسجد وسائر أحياء المدينة المقدسة، قائلاً: "إن حماية الأقصى والقدس ليست مسؤولية منفردة، إنما مسؤولية جماعية ملقاة على عاتق جميع المسلمين في كل مكان".
واستعرض الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك، حيث الاعتقالات والمضايقات المتواصلة، وسياسة الإبعاد الممنهجة ضد العاملين في المسجد ورواده، واستهداف الشخصيات المقدسية.
من جهته، قدم راشد شرحاً عن أبرز النشاطات والبرامج التي نفذتها هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، وفي القلب منها مدينة القدس، التي أكد أنها في القلب من اهتمامات الهيئة.
وأكد راشد أن الهيئة بادرت إلى التعجيل في صرف المخصصات المالية لصالح الأيتام حرصا منها على تمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني في ظل حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس محمود عباس، وبدأت الحكومة بتنفيذها لمواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا" المستجد.
وأشار إلى أن الهيئة تعتبر أكبر كافل لأيتام فلسطين، حيث تكفل أكثر من 20 ألف يتيم ويتيمة منهم، وتقدم لهم العديد من الخدمات التي من شأنها أن تساعدهم على مواجهة نوائب الحياة بعد فقد آبائهم.
وأضاف راشد إن هيئة الأعمال الخيرية قدمت 100 رداء طبياً لصالح الأطباء من خلال مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ومنشآتها، وذلك ضمن سلسلة التدخلات التي تنفذها في القطاع الصحي، وتهدف من خلالها إلى تمكين الأطباء والممرضين من تأدية رسالتهم الإنسانية المهمة في ظل استمرار تفشي فيروس "كورونا" في فلسطين.
وأشار إلى أن تلك التدخلات استفادت منها آلاف الأُسر في محافظة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن برنامج "العيش الكريم" الذي تنفذه الهيئة بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية، ويتم من خلاله إيصال كميات من الخبز إلى تلك العائلات، وهو برنامج سرعان ما وسعت الهيئة نطاقه ليشمل المئات من العائلات المحجورة صحياً في عدد من المحافظات من أصحاب الحالات الاجتماعية.
وأكد راشد أن هذا الكمّ من الأيتام المكفولين لدى الهيئة يؤكد الحجم المهم الذي تحظى به القضية الفلسطينية التي ستبقى على رأس سلم أولويات دولة الإمارات العربية وهيئاتها العاملة، على اعتبار أنّ الحال واحد، والدم العربي واحد، والجسد العربي يجب أن يبقى حياً، معبراً عن اعتزازه بالتعاون الوثيق والشراكة المتميزة بين هيئة الأعمال الخيرية والمؤسسة الرسمية الفلسطينية ممثلة بمؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء وكافة الشركاء، خاصة المحافظات، في تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية.
وأبدى استعداد الهيئة لتقديم المزيد من الدعم والمساندة، خاصة تلك المتعلقة بالخدمات الطبية والصحية لمساعدة شبكة المستشفيات على إتمام استعداداتها لتأمين السلامة العامة لأبناء مدينة القدس، خاصة القاطنين داخل ما يسمى حدود بلدية الاحتلال، الذين يعانون من إهمال من قبل سلطات الاحتلال في تأمين سلامتهم من فيروس "كورونا".