انها ليست كيانا عاديا انها كيان عمد بالدم من أجل صيانة القرار الوطني الفلسطيني. عندما أنشأت منظمة التحرير كان عنوان النشأة هو جسم يمثل الفلسطينيين ولكن أراد البعض ان يجعلها مجرد دائرة مطيعة لقرارته حيث عمل البعض على ان يجعلها جزء تنفيذي لرغباته السياسية وتحت الوصاية.
منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها التاريخية العظمية أفشلت هذا الفكر وعمل رئيسها وشهيد فلسطين الكبير ياسر عرفات على ان تكون مظلة للفلسطيني وكيانا سياسيا مستقلا يمثل كل فلسطيني على وجه الأرض دون ان يخضع لشروط واملاءات أي طرف. لقد مرت منظمة التحرير الفلسطينية بالعديد من المنعطفات التاريخية الخطيرة وحاول الاحتلال الإسرائيلي نفسه الالتفاف على قيادتها ومحاولة خلق ممثلين آخرين لوعيها التام بخطورة الكيان السياسي الفلسطيني التي تمثله منظمة التحرير الا ان المنظمة وقيادتها أفشلت كل تلك المحاولات الى ان جعلت كل العالم يقر بها ويفتح لها مكاتب تمثيل تفوق مكاتب وسفارات إسرائيل في العالم.
قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتي عمل ياسر عرفات ورفاقه على الانضمام لها بكل ثقل سياسي وعسكري فتحت الباب الى العديد من الفصائل الى الانخراط بها وساعدت فتح الفصائل في ان تكون جزء من م.ت.ف وجزء من الإدارة ورسم السياسة وبدأت في الانطلاق بشكل ثابت تجسد التواجد السياسي والمعنوي للفلسطيني.
لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نسمح الى تدمير المنظمة التي تشكل العنوان الرئيس في الصراع الفلسطيني فلقد سعى الكثيرون لجعلها غير موجودة الا ان الإرادة هي الأقوى والاعظم في كل منعطف.
ان السلطة الوطنية الفلسطينية بكل مؤسساتها ليست الا دائرة من دوائر منظمة التحرير وبالتالي على الجميع ان يدرك ان السلطة هي لإدارة الشأن الداخلي حيث يتم من خلالها تجسيد مؤسسات الدولة الفلسطينية وهي تابعة بشكل كامل لسياسة المنظمة وأداة تنفيذية في الداخل كونها أحد الاذرع للمنظمة.
ان الحديث عن بديل او عن فشل او عن ضرورة الغاء او ما الى ذلك ليس له معنى الحديث فقط يجب ان يدور على دعم وتقوية وتجسيد الكيان السياسي والحديث يجب ان يدور فقط على حماية ورعاية المنظمة كونها العنوان والبيت السياسي الكبير للشعب الفلسطيني. ان التجديد والتحديث لا يتم الا من خلال الحياة الديمقراطية والتي كان آخرها المجلس الوطني المنعقد في رام الله والذي انتخب لجنة تنفيذية جديدة ومجلس مركزي جديد ينتهيان فقط بانتخابات جديدة.
وحتى يتذكر الجميع معنى ان الوصاية على السلطة هي للمنظمة فأنني أذكر بقرارات المجلس المركزي والوطني اللذان أقرا وقف كل اشكال العلاقة مع الاحتلال وتركوا الوقت للتنفيذ للجنة التنفيذية للمنظمة حسب الحاجة وبدورها اوعزت اللجنة التنفيذية لأداتها التنفيذية بالقيام بما يجب. (هذه هي العلاقة وطريقة الإدارة ويمكنكم القياس). نعم لمنظمة التحرير ولا بديل عنها حتى الدولة المستقلة ذات السيادة.


