كشف مسؤول يساري إسرائيلي النقاب عن تلقي عناصر شرطة أمريكية تدريبات في تل أبيب، كما أشار إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية تبيع نظيرتها الأمريكية السلاح، وتغرس فيها ثقافة القمع الأمني، وتبيع ثقافة “الأمن فوق كل شيء” للسعودية ومصر وأمريكا وغيرها من دول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يتهم نشطاء إسرائيليون وحركات فاعلة في تل أبيب كيان الاحتلال بأن له يداً في مقتل الشاب من أصول إفريقية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أثار حركة احتجاج واسعة ما تزال جذوتها مشتعلة.
وذكر موقع “ماكور ريشون” الإخباريّ-العبريّ-اليمينيّ أنّه منذ بدء الاحتجاجات في أمريكا لم تكف الحركات الإسرائيلية اليسارية عن السعي إلى ربط حادثة مقتل جورج فلويد بإسرائيل، وذلك من خلال البحث في علاقة الشرطة الإسرائيلية بنظيرتها الأمريكية، على حدّ تعبير المصادر التي اعتمدت عليها في تقريرها.
وبحسب الموقع العبريّ، الذي يملكه الثريّ اليهوديّ الأمريكيّ شيلدون إديلسون، يبرر قيادات اليسار اتهاماتهم بأن إسرائيل تحوّلت إلى إمبراطورية أمنية تنقل تجاربها في القمع الشرطي والعنف إلى دول مختلفة ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أكّد النشطاء الذين ينتمون إلى ما يُطلَق عليه اليسار الصهيونيّ.
ووفقًا للموقع، قال البروفيسور جيف هيلفور، وهو قيادي يساري معروف في إسرائيل: إنّ تل أبيب تحولت إلى مصدر العنف في العالم، وليس فقط ضد الشعب الفلسطينيّ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ دولاً كثيرةً حول العالم تحتاج إسرائيلَ في الاستشارات الأمنية والسلاح، ولذلك كثير من الدول تغض النظر عن اتساع رقعة الاحتلال في هذه الأيام، ولعل ما يؤكد ذلك أن معظم دول العالم لا تفضل التعامل مع إسرائيل لكنها تتعامل رغماً عنها لحاجتها إلى السلاح والمنظومات الأمنيّة، كما أكّد.
وأردف قائلاً إنّ إسرائيل مسؤولة عن مقتل فلويد في الولايات المتحدة، بسبب العلاقات القوية جدًا بين الشرطة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية على مستوى الأمن، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ الشرطة الأمريكية تتلقى تدريبات في تل أبيب أيضًا، وذلك “جزء كبير من ثقافة الشرطة الأمريكية وعقيدتها الأمنية والقمعية هي تكتيكات إسرائيلية بالأصل، حتى السلاح المستخدم سلاح إسرائيلي، على حدّ قوله.
بالإضافة إلى ذلك، رأى البروفيسور الإسرائيليّ أنّ للدولة العبريّة تأثيرًا عالميًا على صعيد عنف الشرطة والقمع وخاصة في الولايات المتحدة، فهي المسؤولة عن زرع ثقافة التعامل مع المواطنين كإرهابيين” عند الإدارة الأمريكية، وفق قوله.
عُلاوةً على ذلك، أكّد الأستاذ الجامعيّ الإسرائيليّ أن السلاح المستخدم لدى الشرطة الأمريكية تمت هندسته وتحضير خرائط إنتاجه في تل أبيب، مشيراً إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية صدّرت السلاح من نوع (عوزي)، وهو من إنتاجها إلى نظيرتها الأمريكية مؤخرًا، مؤكّدًا أنّ الشرطة الإسرائيلية هي من تنقل لنظيرتها الأمريكية ثقافة التعامل بشكل عسكري مع المواطنين.
وفي السياق ذاته يقول: إنّ إسرائيل تقنع دول العالم عبر استراتيجيات تسويقية بأن الديمقراطية وحقوق الإنسان قد تخضع للانتهاك من أجل الأمن، لأن الأمن فوق كل شيء، وتبيع هذه الأفكار لدول عدة من ضمنها الولايات المتحدة والسعودية ودول أوروبية ومصر والصين والهند، لقد تحولت إسرائيل بسبب هذه الأفكار إلى دولة مؤثرة جداً، بل تحولت إلى دولة مُصنّعة للأحداث مثل الأحداث التي تجري الآن في أمريكا، طبقًا لأقواله.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ لإسرائيل مندوبًا دائمًا في الولايات المتحدة الأمريكيّة من قبل الشرطة الإسرائيليّة، كما أنّ واشنطن لديها أيضًا مندوبًا في كيان الاحتلال الإسرائيليّ بهدف توثيق وتنسيق العلاقات بين جهازيْ الشرطة في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب. ومن الجدير بالذكر أنّ الناطق الرسميّ بلسان شرطة الاحتلال الإسرائيليّ سارع إلى نفي الخبر، فيما التزمت واشنطن الصمت المطبق. وعُلاوةً على ذلك تتهِّم إسرائيل كلّ مَنْ يقول هذا الكلام عن تدّرب رجال الشرطة الأمريكيّة في كيان الاحتلال، إنمّا يفعل ذلك من منطلقات مُعادية للساميّة.
وكان مجلس بلدية في إحدى مدن ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية أصدر بيانًا ضد مشاركة الشرطة المحلية في برنامج تبادل وفود دولي يعرض تدريبات على نمط عسكري، بعد أنْ أطلق نشطاء مناصرون للفلسطينيين عريضة ضد إرسال الشرطة وفودًا إلى إسرائيل، التي اتهموها باستخدام أساليب قتل خارج نطاق القضاء، على حدّ تعبيرهم. وجاء في البيان إنّ “المجلس يعارض التبادلات الدولية مع أي بلد يحصل فيه عناصر شرطة دورهام في التدريب على نمط عسكريّ، لأنّ هذه التبادلات لا تدعم نوع العمل الشرطي الذي نريده في مدينة دورهام، كما ورد في البيان.


