وضع سفير دولة فلسطين لدى بولندا، عميد السلك الدبلوماسي العربي محمود خليفة، وكيل وزارة الخارجية البولندي بافو يابونسكي، في صورة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة والعالم جراء الممارسات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية المتهورة التي تدفع المنطقة نحو الانفجار وتهدد الامن والسلم العالميين.
وقال خليفة خلال لقائه يابونسكي، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل تستغل الظروف العالمية والدعم الأميركي لفرض وقائع على الأرض للتحلل من حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، موضحا أن إسرائيل لم تلتزم بالمطلق بأي من قرارات المجتمع الدولي، وتسعى لتجسيد دولة الابارتايد، والفصل العنصري.
وأكد أن القيادة الفلسطينية أعلنت مرارا وتكرارا وعبر المنابر الدولية رغبتها في تحقيق السلام العادل والشامل، على قاعدة حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن الرئيس محمود عباس طرح خيار دولة فلسطين، ورؤيتنا للسلام وفقا لمرجعيات السلام الدولية المتفق عليها، ومبادرة السلام العربية، والشرعية الدولية وقراراتها بما فيها قرارات مجلس الامن، وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام يفضي الى الية اشراف دولية متعددة الأطراف تتكون من الرباعية الدولية الموسعة (+)، داعيا المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته قبل فوات الأوان.
وأوضح خليفة أن إسرائيل إذا نفذت مخططاتها الاستعمارية فإنها ستنهي حل الدولتين، داعيا نائب وزير الخارجية البولندي إلى تفعيل دور بلاده في إطار الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي لردع المخططات الإسرائيلية، مشيرا الى ان خطورة الوضع تتطلب الانتقال من التصريحات الى اتخاذ خطوات عقابية بحق دولة الاحتلال التي تعودت الخروج عن قرارات المجتمع الدولي دون ان تواجه بأي عقوبات رادعة.
وأشار خليفة إلى ان مجلس السفراء العرب لدى بولندا وجه رسالة بموقف عربي واضح وموحد رافضاً الإجراءات الإسرائيلية وداعيا بولندا إلى القيام بدور فاعل في اطار الاتحاد الأوروبي ومجلس الامن والمجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي ستؤدي الى انهاء حل الدولتين، والذي ستكون نتيجته قيام دولة عنصرية، وسياسات تطهير عرقي صمت حيالها المجتمع الدولي طويلا.
من جانبه، أكد يابونسكي دعم بولندا للحل القائم على مبدأ حل الدولتين، وأن بلاده لم ولن تدعم أي حلول أو خطوات أحادية الجانب أو حلول مخالفة للقانون الدولي، مشيرا الى ان وزير الخارجية ياتسيك تشابيتوفيتش أشار بشكل واضح الى ذلك في رده على رسالة مجلس السفراء العرب لدى بولندا.
وأضاف يابونسكي أن الحل الوحيد هو محادثات متعددة الاطراف يشارك فيها الجانب الفلسطيني والاسرائيلي وأن بولندا مستعدة للانخراط في هذا الجهد، مجددا التأكيد أن موقف بولندا واضح في هذا الشأن وقد أعلنته في مجلس الامن وفي الاتحاد الأوروبي، ولن تدعم اية خطوات تخالف الأعراف والقوانين الدولية، وأن جميع الدول بما فيها اسرائيل والولايات المتحدة على علم بالموقف البولندي المعلن والثابت.
وأشار الى ان بولندا تدعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعلى هذا الأساس ستقوم بتشجيع والحث على الحوار من اجل الوصول الى حلول شاملة وعادلة تضمن السلام للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وأوضح أن صوت بلاده سيكون دوما مسموعا في الأمم المتحدة بمواقفها الثابتة تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والقائم على حل الدولتين والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
