إبعاد 24 مقدسياً عن القدس و"الأقصى" خلال أُسبوع

الأحد 07 يونيو 2020 10:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
إبعاد 24 مقدسياً عن القدس و"الأقصى" خلال أُسبوع



القدس المحتلة / سما /

عمّقت شرطة الاحتلال ومخابراته خلال الأيام القليلة الماضية في القدس سياسة الإبعاد عن المدينة، خاصة عن المسجد الأقصى المبارك، ورفعت عدد المبعدين إلى أكثر من 96 مبعداً، ففي غضون 72 ساعة أبعدت عشرة من المقدسيين في حملة تعسفية ذات مغزى ودلالات خطيرة على المدينة والمسجد الأقصى، وتعكس توجه الاحتلال في التعامل مع المسجد والمقدسيين.

وأبعدت سلطات الاحتلال، اليوم، المعلمة والمرابطة المقدسية هنادي الحلواني عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر، بعد استدعائها إلى مركز شرطة القشلة بالقدس القديمة، بعد أن أبعدتها مدة أسبوع منذ الجمعة الماضي، خلال تواجدها في منطقة باب الأسباط بالمسجد الأقصى.

وسلمت سلطات الاحتلال مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس قراراً بإبعاد عن الأقصى لمدة 5 أشهر، بعد استدعائه إلى مركز شرطة القشلة بالقدس القديمة. كما سلّمت سلطات الاحتلال، السبت، سندس عويس قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة 3 أشهر، والمقدسية رائدة سعيد الخليلي قراراً بالإبعاد لمدة 5 أشهر.

وسبق أن أبعدت سلطات الاحتلال عشرات المقدسيين عن الأقصى، بينهم خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري والعديد من القيادات والمرابطين.

واستنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية استهداف سلطات الاحتلال القامات الدينية والوطنية في بيت المقدس، واتخاذها قراراً بتجديد الإبعاد الباطل وغير القانوني للشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وعضو مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عن المسجد الأقصى المبارك لمدة أربعة أشهر.

وأكد مجلس الأوقاف موقفه الثابت الذي يستند إلى حق المسلمين وحدهم في الـمسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونماً، وبجميع مبانيه وساحاته وأسواره والطرق المؤدية إليه، وأنه ليس لأحد الحق في حرمان أي مسلم من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه والقيام بواجبه الديني والشرعي.

وقال المجلس: إن هذه الإجراءات التي تُتخذ بحق أعضائه لن تثنيه عن القيام بواجباته كمجلس تابع لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عمان، في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته كمسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم.

ونددت بسياسة الاحتلال و خطواتها التهويدية بحق المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وسياسة الإبعاد بحق سدنة وحراس المسجد الأقصى، وكبار العلماء خلال شهر أيار الماضي.

وأشار تقرير لوزارة الأوقاف الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال أبعدت الشيخ عكرمة صبري، لمدة أسبوع، كما أبعدت موظف الأوقاف الإسلامية حمزة نمر عن عمله بالمسجد الأقصى المبارك لمدة ستة شهور .

وقالت وزارة الأوقاف إنه لم يسلم أهل المدينة من غطرسة جنود وشرطة الاحتلال في ظل الجائحة، وممارساتهم التعسفية بحقهم، وحولت المنطقة في البلدة القديمة وبجوار المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية وأرهبت المواطنين، واعتدت على المصلين الذين تمكنوا من الوصول لأداء الصلوات وخاصة صلاة التراويح والعشاء.

وأضافت وزارة الأوقاف أن شرطة الاحتلال وفرت الحماية لثلاث مستوطنات بتأدية صلوات تلمودية استفزازية أمام باب المطهرة في الجهة المقابلة لقبة الصخرة.

كما شهدت البلدة القديمة مسيرات استفزازية للمستوطنين، جابوا خلالها مواقع في القدس وصولاً إلى حائط البراق، وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية، فيما أقام آخرون سلسلة بشرية حول البلدة القديمة.

وفي 31 أيار، وبعد انتهاء أيام عيد الفطر، اقتحم قرابة 223 مستوطناً باحات المسجد الاقصى المبارك، واعتقلت قوات الاحتلال شابين وفتاة كانوا يتواجدون في المسجد.

وأكد حسام أبو الرب، وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية، أن جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها، وخصوصاً المسجد الأقصى، والمواقع الملاصقة له، لن تنجح بفعل صمود أبناء الشعب الفلسطيني.

وحذر أبو الرب من سياسة الاحتلال في الإبعادات التي طالت العديد على كافة المستويات، مضيفاً: إن ما يُحاك ضد المسجد الإبراهيمي من تهويد ومصادرات لصالح سوائب المستوطنين يتطلب وقفةً جادةً وسريعة، كما حذر من خطورة تحكُّم الاحتلال بأعداد المصلين، ومنعه لرفع الأذان كل شهر، وخطورة قرار الاحتلال الأخير باستحداث مصعدٍ وطريقٍ للمتطرفين.

وكان وزير جيش الاحتلال السابق نفتالي بينيت أعلن مصادقته النهائية على مشروع استيطاني في مدينة الخليل، يتضمن الاستيلاء على أراضٍ فلسطينية في الخليل لإقامة طريق يُمكّن المستوطنين والمتطرفين من اليهود من اقتحام الحرم الإبراهيمي، فضلاً عن إقامة مصعد لهم.

وسمح بينيت لما يُسمى "مجلس التخطيط الأعلى الإسرائيلي"، بممارسة سلطاته لاستكمال جميع إجراءات التخطيط، الذي يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة في محيط الحرم الإبراهيمي، وخلال الشهر المنصرم منع الاحتلال برفع الأذان فيه 54 وقتاً بحجج وذرائع واهية.

ونصبت قوات الاحتلال حواجزها، وعبر البوابات الإلكترونية المحيطة بالحرم، ومنعت تدفق المواطنين القادمين للصلاة بعد السماح بأداء الصلوات فيه، وقيدت الأعداد وسط تفتيش وفحص دقيقين، ومنعت عمال لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم والصيانة في الحرم الإبراهيمي الشريف.

وقال مركز وادي حلوة المتخصص بمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة، في تقريره الشهري، إنه رصد صدور 24 قرار إبعاد بحق مقدسيين، منها 20 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، من بينها قرارٌ بإبعاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، وقرار الإبعاد عن القدس، وقرارا إبعاد عن البلدة القديمة.

بدورها، عقّبت المرابطة الحلواني على سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى: "لا شيء أكثر قهراً من سيطرة المحتلّ على بقعةٍ مقدّسةٍ من أرضك، ويأمرُ وينهي ويختار من يلجُ إليها ومن يُبعَد عنها!". وقالت: "مثلهم كمثل اللص يزاحمُك في بيتك رغماً عنك، ثم يُخرجك منه بالقوّة والسلاح!".

وتساءلت الحلواني عن الذي يسعى إليه الاحتلال من إبعاد النشطاء والصحافيين عن ساحات مسجدهم؟، مستدركة بقولها: "إنهم يفرّغون مسجدنا من مصلّيه واحداً تلو الآخر، ليفتحوا مجالاً للمستوطنين".

وأضافت الحلواني: "وما زالت الاستدعاءات على قدمٍ وساق، وقرارات الإبعاد تتطاير لتنال من كل مقدسيّ يعشقُ أقصاه، ويُفني وقته رباطاً في ساحاته!".

كما وثّق مركز معلومات وادي حلوة 162 حالة اعتقال، من بينها 6 إناث و12 فتى قاصراً، واعتقال طفل أقل من جيل المسؤولية "أقل من 12 عاماً".

كما جدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي قرار إغلاق مكتب تلفزيون فلسطين، وحظر أنشطتها في كل مكان بالقدس والداخل المحتل، مدة 6 أشهر إضافية، وكان قد أصدر القرار الأول في شهر تشرين الثاني 2019.

ومنعت سلطات الاحتلال وقفةً لإحياء الذكرى الـ 19 على رحيل فيصل الحسيني، بقرار من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عند مبنى بيت الشرق المغلق في حي الشيخ جراح في القدس.

وأشار المركز إلى نجاة مواطنين مقدسيين من محاولة قتل من قبل المستوطنين، في حادثين مختلفين، الأول كان بتاريخ 7 أيار، حيث تعرض الشاب المقدسي منتصر أحمد عيسى (23 عاماً) لتنكيلٍ من مستوطن، وهو على رأس عمله على حافلة "إيغد" خط مستوطنة بسغات زئيف، شمال مدينة القدس، بعد ضربه وإطلاق كلبه عليه بعد إزاحة اللثام عن وجهه والحزام الرابط عنه، فأُصيب بجراح وخدوش وتمت إخاطة جراح فمه ولسانه.

أما الحادث الثاني، فتم بتاريخ 18 أيار، حيث أُصيب الفتى محمد فادي النتشة (17 عاماً) بجراحٍ في رقبته، جراء تعرضه للطعن من قبل مستوطن خلال سيره في شارع يافا بالقدس الغربية، وتمت إصابته بجراح في رقبته وبقي في المستشفى قيد العلاج والمراقبة لمدة يومين.