كلمات الضحك والنكد ،،، محمد أحمد سالم

السبت 06 يونيو 2020 12:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
كلمات الضحك والنكد ،،، محمد أحمد سالم



كُتَّاب  الفكاهة من الأدباء و المفكِّرون المصريين ، لهم طريقة سهلة و لغة خاصة وهي اللغة التي يلجأ اليها الجميع ، المغربي واللبناني والخليجي، عندما لا يستطيعون التفاهم فيقول احدهم تيجي نتكلم مصري.


 واشهر كُتّابها المصريين، من قائمة عظماء الأدباء وأعمق بكثير من بعض من يطلق عليهم أدباء كبار،  ولعل أشهر من كتب في هذا المجال هم: الاديب الكبير  ابراهيم المازني ، وعلى سالم ، و محمود السعدني، وأحمد رجب، ومحمد عفيفي، وجلال عامر، وأحمد بهجت، و جلال البنداري، يوسف عوف، و آرت بوخوالد في أميركا، ومحمد الماغوط في سوريا، وعزيز نيسين في تركيا، رحم الله الجميع ،  وآخرون كُثر لا يحويهم مقال واحد.  

 
 وحديثي عن الفكاهة والنكتة في هذا الجو البائس، كمن يحاول انقاذ جهازه العصبي والنفسي من حمولة الأحزان الثقيلة ؟ ويقدم شيئا  لهؤلاء الذين وقعوا فريسة للنكد ، ومن اسهل الامور على الكاتب ان يؤلف من الكلمات ما يثير الدموع في مأقي العيون ، ولكن اصعب الامور ان يصيغ الكاتب من الكلمات ما يرسم  ابتسامة صادقة على وجه انسان ، واذا كانت ( الفاكهة ) هي ألذ واطيب غذاء فان  (الفكاهة) هي اطيب الكلمات والذ غذاء للعقول والنفوس ، انظر في أية لغة من لغات الارض مثل عبقرية اللغة العربية  ان الكلمتين :  (الفاكهة والفكاهة) تتكونان من نفس الحروف ؛ والفكاهة وهي الحكاية الجادة عندما تروى بشكل ضاحك .
و فن الأدب الفكاهي، يعتبر عملا نقديا فلسفي  " لطيف و دمه خفيف "  ومن اجل صعود اولي درجات سلم الفكاهة، سوء ،بالكتابة او بالحديث الممتع عنها، كان هذا الحوار المتصور ، مع الاديب والكاتب الكبير وعملاق من عمالقة فن الفكاهة ، ليس في الوطن العربي فقط ، بل في العالم ..و هو ليس كاتب فكاهة فقط ، بل هو أيضا فنان يكتب المسرحية الفكاهية  وأديب له أسلوب جميل، كما أنه مؤلف ومفكر من طراز فريد. 
حبيت أشرح  له الحال  وافتح  المجال، قلت له: يا استاذنا  ، عندي كلام كتير وعاوز اكتبه ، لكي أعبّر عن رأيي، مع انتشار الكتابة أياً كان نوعها ورأيُنا فيها . و... ؟.
= رد : طب وماله .. ما تكتب يابني حد منعك؟.
_ رددت عليه: أستاذ :عاوز اكتب سياسة؟.
 = شعر بالدهشة: وقال : سياسة ايه وهباب ايه..؟ احنا ناقصنا وجع دماغ ؟ .. بعدين  كُتَّاب السياسة  عندكم اكتر من الهم على القلب !! ده غير ان فيه  الف محللا سياسي والف  محرم استراتيجي. ومئات من المتكلمين الفضائيين .. وكل واحد منهم محللا سياسيا ومؤلف و أيضا خبير أمني استراتيجي من ذلك النوع  المنتشر كثير هذه الأيام،  تماما .. والمشكلة ان  الكتابة الناضجة مثل العمل السياسي،  يحتاج لسنوات وسنوات من التجارب والفشل واختبار المعرفة على الواقع .. وهكذا .. وليس مجرد " ضجة لفظية .
 و يدخل  الجميع  في المزاد.. فهل هذا هو عصر المفكرين الاستراتيجيين؟  والاستراتيجية في الاعلام - كما تظن ، ويتطلب الامر .. أن تكون كذابا ونصابا وأن تحذر الناس من حرائق او اشباح لا وجود لها !!

وأنت شخص طبيعي ولا تشكو من هذه  الامراض !! .. سياسة ايه / اي سياسة .. وحكايتك ايه ؟!!
وبعدين مش طريقنا  كدا ..احنا ناس  تحب الكوميديا  اللي .. هي ام الفكاهة. واللي كتبوا وتكلموا  سياسة ناس  دمهم تقيل ، وكتير منهم  (لابط وهجاسين) و يلعبوا بالبيضة والحجر ،  زي معلمهم و كبيرهم اللي  علمهم التياسة..
بقوله : تقصد حضرتك السياسة ؟ رد : لا.. التياسة
- تقصد  مكيافيللي. وخاصة في كتابيه "الأمير" و"المحاورات " كلهم .جوزين وفرد.. او قردين وحارس.

= قال  : طيب وعاوز تكتب ايه يا عم  السياسة انت؟
قلت : مثلا  اكتب فى بداية كل  مقال ونهاية اي حوار :
 (بناءً على قدراتي الفكرية والعملية بهذا المجال ومعرفتي الواسعة من الناحية التكتيكية والاستراتيجية والمبدئية منذ القِدَم، وبصفتي متمرّس وخبير نيو سياسي ، و بحكم موهبتي الدبلوماسية والسياسية، في ضوء التطور الراهن، توصلت إلى نتيجة ملموسة ومحددة وعميقة مفادها أن هذه ...؟)
 


= رد بغضب  : ايه الهباب  اللي عاوز  تكتبه  ده ؟!!
_ قلت : يعنى كام جملة و تجويد كدا جنب بعض
 يا استاذ. وتكتب بشتى الطرق و الكباري.
 = رد وقال خلاص .. خلاص ،  اسمع كلامي واكتب في الادب الفكاهي ..  وانا شايف ان هو ده طريقك الصح..
وعلى كل حال .. سوف اعلمك ان تكون كاتب فكاهي .. مش ساخر ... حرصا على مستقبلك وايضا مستقبل كل القراء (طبعا لو في قراء !!) سوف اهتم بان اجعل منك مؤلف مميزا ، واذا هضمت دروسي جيد ا.. وبذلت مجهودا في فهمها فأنني اعدك بأكثر من ذلك..  ان تكون كاتب فاشلا ... وبحق .   
      أطلب منك لأن .. أن تكتب كل هذه الأفكار أو تلخصها في نقطة واحدة هي أن الفكاهة، والنكتة من أهم رسلها، تعمل على كشف القبح وأخطاء السلوك البشري الناتج عن ثقافات مشوهة...  طبعًا حضرتك فاهم انا بتكلم عن ايه ؟  حديثنا لم ينته... وجهز الورقة والقلم .