أبلغ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اجتماعا للدول المانحة عقد عبر الانترنت الثلاثاء، أن إسرائيل بدأت بتنفيذ خطط ضم أراض فلسطينية على الأرض.
وقال اشتية خلال اجتماع مجموعة المانحين الذي عُقد على مستوى وزاري بحسب بيان صدر عنه، إن خطط الضم الإسرائيلية “لم تعد إعلانا فقط، بل بدأت إسرائيل بتنفيذها على الأرض”.
وأشار بهذا الصدد إلى إرسال السلطات الإسرائيلية فواتير الكهرباء بشكل مباشر إلى المجالس البلدية في الأغوار وكذلك أزالت اللوحات التي تشير إلى أن هذه أراض فلسطينية من مناطق الأغوار (في الضفة الغربية).
وحث اشتية الشركاء الدوليين على وضع حد لإسرائيل ومنعها من تنفيذ مخططات الضم “من خلال وضع الثقل الدولي الاقتصادي خلف الموقف السياسي الرافض للضم”، مؤكدا ضرورة اتخاذ موقف دولي موحد لمنع إسرائيل من أن تكون فوق القانون الدولي.
وأكد أن “الضم لا يشكل فقط انتهاكا للقانون الدولي، بل تدميرا ممنهجا لإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية، وأيضا خطرا وجوديا على مشروعنا السياسي وعلى وجود الشعب الفلسطيني في أرضه، وتهديدا للأمن الإقليمي”.
واعتبر أن خطط الضم الإسرائيلية “على انسجام تام بما جاء في الخطة الأميركية، هذه الصفقة التي رفضناها كما رفضها العرب والاتحاد الأوروبي وكل المجتمع الدولي، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي وإنهاء لكل الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل”.
ودعا اشتية في مقابل الإجراءات الإسرائيلية إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 مع القدس عاصمة لها “على أن تكون هذه الدولة ذات سيادة وقابلة للحياة ومتواصلة الأطراف ومستقلة”.
من جانبه، قدم وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة تقريرا استعرض فيه الوضع المالي الفلسطيني نتيجة مروره بعدة أزمات متلاحقة آخرها أزمة فيروس كورونا المستجد “التي اضطرت الحكومة للعمل وفق خطة طوارئ متقشفة، وجاء أثرها بارتفاع الفجوة التمويلية إلى نحو4ر1 مليار دولار”.
وبحسب البيان وجهت وزيرة الخارجية النرويجية، ايني اريكسون سورايده، باختتام الاجتماع تحذيرا واضحا ضد ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية، معتبرة أن أي خطوة في هذا السياق حال تنفيذها ستقوض الجهود للوصول إلى حل الدولتين، وتضر بالسلم والأمن، وتشكل انتهاكا للقانون الدولي.
الى ذلك تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مكالمة هاتفية من مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير تتعلق بقضية “الضم”.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية “قناة كان”، اليوم الثلاثاء، بأن نتنياهو أوقف جلسة لحزبه الحاكم “الليكود” لإجراء مكالمة هاتفية مع كوشنير، والتي شارك بها مسؤولون سياسيون آخرون، وهم مستشار كوشنير والمسؤول عن ملف السلام في الشرق الأوسط، آفي بركوفيتش، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون درمر.
وأكدت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني أن المكالمة الهاتفية بين كوشنر ونتنياهو تعلقت بمسألة “ضم” أراض فلسطينية لإسرائيل، حيث تزداد الضغوط على إسرائيل لتأجيل الضم أو رفضه تماما.
ورجح مسؤولون إسرائيليون يعتقدون إمكانية ألا يتم الضم في التاريخ الذي حدده نتنياهو، والمقرر في الأول من يوليو/ تموز القادم.
ونقلت القناة عن لسان مصادر في البيت الأبيض بشأن المكالمة بين كوشنر ونتنياهو، أنها كانت ودية ومثمرة، لكن الإدارة الأمريكية لا تنوي التطرق إلى قضايا دبلوماسية.
وكان نتنياهو قد جدد التزامه بفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، مطلع شهر يوليو/ تموز المقبل، وفقا للاتفاقيات الائتلافية بينه وبيني غانتس، رئيس حزب “أزرق أبيض”، وزير الدفاع الحالي.