اعتبر الرئيس السابق لديوان الوقف السني في العراق الشيخ عبد اللطيف الهميم، يوم القدس العالمي، مناسبة عظيمة تضاف الى التقويم السياسي، مجددا التأكيد على حرمة التطبيع ووجوب تحرير فلسطين من الماء إلى الماء.
وقال الشيخ عبد اللطيف الهميم في كلمة له للمناسبة إن يوم القدس العالمي يوم تاريخي خالد لا يشبه كل الايام، "ولا يتوهمن أحد أن بمقدوره أن يتصرف بملكية تاريخية بيعا وشراء رهنا ومصادرة".
وتأتي رسالة محور المقاومة إلى الكيان الإسرائيلي المحتل بمناسبة يوم القدس العالمي، وقد تمت ترجمة كلمات القادة إلى اللغة العبرية ليفهم قادة الإحتلال والمستوطنين الصهاينة أن الاحتلال سيزول من الوجود.
وتابع الشيخ الهميم: "لا يظن أحد أن الطريق الى تحرير القدس موصد مهما طال الزمن" و"سنمضي معا في يوم قريب قادم من الايام ونحن نواجه المحتل الصهيوني الغاصب بتصميم وعناد".
هذا وأكد الشيخ عبد اللطيف الهميم أن القدس لن تعود لنا بالدعوات الصالحات ولن تعود بغير قتال حتى وإن تبرأ منها الجميع، و"ليعلم الكيان الصهيوني المسخ أن قدس الأقداس ليست من ذكريات الماضي".
وقال إنه "لا مكان للكيان الصهيوني من جغرافيا العرب اليوم وغدا ولا بين ظهرانيهم"، وخاطب القدس الشريف بالقول: "قادمون يا قدس يا معراج النبي ومهبط الانبياء ومقام السيد المسيح ومنارة الشرائع، قادمون يا قدس يا أخت بغداد والكوفة والبصرة ونينوى والرباب والقيروان والقاهرة".
وأكد الرئيس السابق لديوان الوقف السني في العراق أننا "سنحرر القدس بشجاعة رجالها ودمائهم، سنحرر القدس حجرا وطابوقة وزيتونة زيتونة ومأذنة مأذنة ومنارة منارة وبيتا بيتا، سنحرر القدس برجال يتحدون الموت لصالح الحياة".
واعتبر أنه "من المحزن أن الأنظمة العربية أو بعضها الذليلة أصبحت تحاكم وتدين كل من ينادي اليوم بالمقاومة ضد الاحتلال او يلهج باسم القدس، فقد اصبحت الخيانة عملا وطنيا مشروعا لا يعترض عليه أحد وانقلبت المعايير والمفاهيم، وأصبح من يقاتل الكيان الصهيوني إرهابيا وأصبحت المقاومة جريمة يعاقب عليها القانون الرديء"
وقال الشيخ الهميم في كلمته ليوم القدس: "ليست الشهادة هواية فلسطينية لكن الارهاب صناعة صهيونية، ليست فلسطين مقبرة لكن قوافل الشهداء تتوالى، وتتوالى مواكب التشييع وتبقى فلسطين ومقدساتها قضية أجيال جديدة من شباب هذه الامة".
وأكد حرمة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، لأن "مهادنة العدو والتطبيع معه خيانة لثوابت الأمة بكل المعايير الدينية والأخلاقية والقانونية". وختم كلمته بالتأكيد على أن فلسطين حرة عربية إسلامية من الماء الى الماء.
وفي ما يلي نص الكلمة الكاملة:
"أيها الاخوة احيكم بالتحيات الطيبات الزاكيات العطرات المباركات، أيها الاخوة أشكر دعوتكم لي لالقاء كلمة في يوم القدس، وأشكر لكم انكم جعلتم من القدس عنوان مناسبة عظيمة يضاف الى التقويم السياسي نلتقي فيها كل عام ونطل من خلالها للتفكير بهذه المدينة العظيمة بالقدس، القدس يا أيها الشرف المتوج بالدماء والحرائق، أدري بأن لغتي لا تعلو كما لا تعلو البنادق، اتيت اليك مرتبك الخطى متعثرا بين الخنادق، هذا يوم القدس، ان الريح منزلها القدس والقدس منزلها القلب.
هذا يوم تاريخي خالد لا يشبه كل الايام، هذه لحظة من أعظم وانبل لحظات الحياة واكثرها مجدا واشراقا وليست لحظة عابرة من الزمن، انها القدس مفتاح التحرير واخت بغداد، تشد نبض قلبها وتصل روحها بقطعة من الوجدان وتقول حنانيك ولبيك وتتعانقان، فلا يتوهمن أحد ان بمقدوره ان يتصرف بملكية تاريخية بيعا وشراء رهنا ومصادرة ولا يظنن أحد أن الطريق الى تحريرها موصد مهما طال الزمن وانه كل ما جرى الدم الزاكي على أرضها كان استفتاء على بقاء الهوية العربية والاسلامية أقوى من أي وقت ولن ينتصر القاتل بالموت على الحياة والصرخة المنطلقة من كل حنجرة قتال حتى آخر رمية واخر لحظة، وسنمضي معا في يوم قريب قادم من الايام بحماسة صافية مبرأة من كل اثر للمزايدة ونحن نواجه المحتل الصهويني الغاصب بتصميم وعناد وأعلامنا صامدة للرياح واصداء اناشيدنا تسري على الارض المقدسة، تتجاوب مع همسات الشهداء ومع الاهات المجروحة بالكبرياء من جراحنا، ويريدها للطعن حتى يعلها حيام المنايا تقطر الموت والدماء، القدس لن تعود لنا بالدعوات الصالحات، القدس لن تعود بغير قتال حتى وان تبرأ منها الجميع، وليعلم هذا الكيان الصهيوني المسخ ان قدس الاقداس ليست من ذكريات الماضي وان لا مكان له من جغرافيا العرب اليوم وغدا ولا بين ظهرانيهم وسيسفر الليل عن صبحه عما قريب ويطلع النهار ويزهر الليمون وتورق السنابل اخضراء والزيتون، قادمون يا قدس، قادمون يا معراج النبي ومهبط الانبياء ومقام السيد المسيح ومنارة الشرائع.
قادمون يا أخت بغداد والكوفة والبصرة ونينوى والرباب والقيروان والقاهرة، فتتراجع الاساطير أمام التاريخ وتنتحر الاكاذيب والاوهام، سنحرر القدس بشجاعة رجالها ودمائهم يقتحمون المواقع الحصينة بأجسادهم قبل سلاحهم ويتلقون النار بصدورهم ولا يديرون لها ظهروهم. بعاصفة من برق ورعد سنحررها حجرا حجرا، طابوقة طابوقة، زيتونة زيتونة، مأذنة مأذنة، منارة منارة، بيتا بيتا، برجال يتحدون الموت لصالح الحياة ويتدافعون كالاعاصير بصدورهم على معابرها كأنما هم الى اعراسهم نفروا.
ومن المحزن ان الانظمة العربية او بعضها الذليلة أصبحت تحاكم وتدين كل من ينادي اليوم بالمقاومة ضد الاحتلال او يلهج بإسم القدس، اصبحت الخيانة عملا وطنيا مشروعا لا يعترض عليه أحد، وانقلبت المعايير والمفاهيم، فأصبح من يقاتل الكيان الصهيوني إرهابيا واصبحت المقاومة جريمة يعاقب عليها القانون الرديء، وقد كنا في زمن مضى كانت تمثل هذه التهمة شرفا عظيما لا يقدر عليه الا الابطال من صناع التاريخ، فتنكسر صفقة الاذعان والخيانة والتخلي عن المقدسات والانقلاب على المحرمات والثوابت في الصراع العربي الصهيوني لنترك المجال مفتوحا أمام دولة لا تعترف بالحدود، تعاقبت عليها قوات ودول او قبائل وأسر حاكمة مطالبة بالعروش.
ليست الشهادة هواية فلسطينية لكن الارهاب صناعة صهيونية، ليست فلسطين مقبرة، لكن قوافل الشهداء تتوالى وتتوالى مواكب التشييع، وتبقى فلسطين ومقدساتها قضية أجيال جديدة من شباب هذه الامة، حتى تنجح الحمائم المهاجرة الى سقوف المساجد الطاهرة، وستبقى الامة بخير ما بقيت القدس بخير وبغداد بأيدي خير.
وبهذه المناسبة أود التأكيد على ما سبق وأجمعت عليه الامة بكل علماءها على اختلاف تياراتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم السياسية والفكرية والمدرسية من حرمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ذلك لان المؤمنين بعضهم اولياء بعض يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ولان مهادنة العدو والتطبيع معه خيانة لثوابت الامة بكل المعايير الدينية والاخلاقية والقانونية، لا تجد قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم، وما جعلوا للكافرين على المؤمنين سبيلا، ولم يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا.
سيتدافع المجاهدون على معابرها وستضحي اجسادهم جسرا بين الغوى والخنادق في لحظة الحقيقة عندما تحين.
عاشت فلسطين عاشت فلسطين عاشت فلسطين حرة عربية اسلامية من الماء الى الماء".