تقدير إسرائيلي يزعم : حركة فتح في الضفة تستعد لمرحلة غياب الرئيس عباس

الخميس 14 مايو 2020 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقدير إسرائيلي يزعم : حركة فتح في الضفة تستعد لمرحلة غياب الرئيس عباس



القدس المحتلة / سما /

قال كاتب إسرائيلي إن "التطورات المتسارعة في الساحة الفلسطينية قد يقوض استقرار السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة ترجح احتمال عودة حركة فتح لقيادة المشهد الميداني في الضفة الغربية، حال غياب محمود عباس".


وأضاف أمير بوخبوط خبير الشؤون الفلسطينية بتقريره على موقع "ويللا" الإخباري، الذي ترجمته "عربي21" أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن من يسيطر على فتح، قد يكون رئيس السلطة الفلسطينية المقبل، ومع انتشار فيروس كورونا بالضفة الغربية، فإنه ازداد الضغط على السلطة في الأشهر الأخيرة، وواجه الجمهور الفلسطيني في البداية صعوبة باستيعاب حجم الخطر".


ونقل عن قادة "الأمن الإسرائيلي" قولهم، إن "تعداد تنظيم فتح يبلغ سبعة آلاف مسلح، وقد أرسلوا رسالة لعباس مفادها أنهم لا يقومون بالمهام المطلوبة منهم على نحو كامل، ولذلك لم يتردد أبو مازن بتعبئة قوات فتح لمواجهة الفيروس، وخلال أسبوع، شوهد مسلحون ملثمون يقيمون نقاط تفتيش، ويقبضون على المركبات، ويهددون مخالفي النظام، ويلجأون للعنف ضد الجمهور الفلسطيني".

اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي: اشتيه يزيد فرص تنافسه لوراثة عباس

وأشار بوخبوط إلى أن "عناصر فتح نجحوا بترويع الضفة الغربية، وفي الوقت ذاته ذكّروا قوات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية بما قد يحدث على الأرض إذا لم يعجبهم شيء، مع أنهم أكبر قوة مسلحة بالضفة الغربية بعد الجيش الإسرائيلي، وعلى عكس حماس والمنظمات الأخرى، فإنها لا تعمل قوات الأمن الإسرائيلية ضدهم، إلا في حالات استثنائية للغاية".


وأوضح أنه "في الأيام الأخيرة ظهر نشطاء فتح المسلحون يحتجون على إغلاق الحسابات المصرفية للأسرى، وتم تهديد الرجال الملثمين بأنه إن فشلت السلطة بإيجاد حل لتحويل أموال الأسرى، فسيتخذون إجراءات عنيفة، ومن السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت فتح تتحدى السلطة أو إسرائيل، لذلك فإنه تتم مراقبة القضية من قبل وكالات الاستخبارات المختلفة".


وأكد أن "نقطة التحول الإسرائيلية في العلاقة بتنظيم فتح تمثلت بالاتفاق معهم في 2007، بهدف تسليم الأسلحة، والتعهد بعدم العودة لطريق العنف، واستيعابهم في قوات الأمن الفلسطينية، وقد تضاءل نشاطهم العنيف ضد الجيش الإسرائيلي، ومن وقت لآخر، سمعت أصواتهم في ما يتعلق بوضع الحرم القدسي، ومزاعم تغيير الوضع الراهن، ووضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، والصعوبات الاقتصادية لهم".


ولفت بوخبوط إلى أنه "على مر السنين، حافظت السلطة على مسافة معقولة من تنظيم فتح، ولم ترغب بأن تتشبث صورتها به، لكنها من ناحية أخرى قادرة على أن تديره عند الحاجة، فهي تمول كبار نشطائه كل شهر، وفي أكتوبر 2015، عندما بدأت موجة عمليات الطعن بالسكاكين خشي أبو مازن من خروج التنظيم من سباته، وتنفيذ الهجمات".


وشدد على أنه "يمكن تمييز مجموعتين رئيستين من تنظيم فتح: التنظيم السياسي المؤلف من القادة المحليين الموزعين على أساس أماكن جغرافية وبعد عشائري ودرجة القرب من أعلى هرم السلطة، والنشطاء المسلحين القادرين على النزول للشوارع عبر رسالة واتساب".


وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي قدر في السنوات الأخيرة أنه عندما يشعر المسؤولون التنظيميون من فتح بأن وضعهم أصبح ضعيفًا، فسيخرجون للشوارع بمفاجأة كاملة، وينفذون هجمات مسلحة معادية، وهذا السيناريو قصة مختلفة تمامًا عما اعتدنا عليه كل يوم بسبب حجم النشطاء، وعدد الأسلحة، وقربها من طرق مرور المستوطنين الإسرائيليين بشوارع الضفة الغربية".


وكشف النقاب أن "الجيش الإسرائيلي تدرب على هذه السيناريوهات في السنوات الأخيرة، لكن ليس سرا أنه بسبب كورونا تراجعت التدريبات، وهذه النقطة يجب أن تقلق قائد المنطقة الوسطى، اللواء تامير ييداي، الذي يعرف هذه السيناريوهات التي يتدرب عليها منذ ستة أشهر".


وأوضح أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تقدر بأن السلطة ليس لديها خيار سوى إيقاظ فتح لمواجهة كورونا، لكن هذه الخطوة لها ثمن أيضًا، لأن قرار إيقاظ النمر من نومه يذكر جميع الأطراف بما قد يحدث على الأرض، وبحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، فإن تنظيم فتح سيكون لاعبًا مهيمنًا في اليوم التالي لأبي مازن، وقد يتولى من يرأسه دور رئيس السلطة الفلسطينية".