علماء يرصدون لأول مرة كيفية تسجيل المخ للذكريات أثناء النوم

الأحد 10 مايو 2020 02:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
علماء يرصدون لأول مرة كيفية تسجيل المخ للذكريات أثناء النوم



وكالات / سما /

نجح عدد من العلماء لأول مرة في الكشف عن كيفية تخزين المخ للذكريات أثناء النوم، بحسب تقرير لموقع شبكة "سي أن أن" الأمريكية.

وأوضح التقرير أن العلماء حققوا ذلك عبر زرع أقطاب كهربائية دقيقة داخل أدمغة شخصين مصابين بالصرع، حيث أظهرت هذه الأقطاب كيف تطلق خلايا الدماغ خلال النوم إفرازات لإعادة ذكرياتنا قصيرة المدى وتحويلها إلى ذكريات طويلة المدى.

وأجرى الدراسة اتحاد "برين غيت" (BrainGate)، وهو اتحاد يتكون من باحثين من جامعة براون وجامعة ستانفورد وجامعة كيس ويسترن ريسيرف.

وأمضى الاتحاد السنوات العشر الماضية في تطوير واجهات الدماغ والحاسوب (brain - computer interfaces) لرصد حالات الأشخاص الذين يعانون من مرض "التصلب الجانبي الضموري" وأمراض عصبية أخرى.

ويجري ذلك باستخدام إشارات الدماغ للتحكم في الكومبيوتر، من خلال زرع أقطاب كهربائية داخل دماغ المرضى.

ونقلت "سي أن أن" عن عالمة الأعصاب ومؤلفة الدراسة بيتا جاروسيفيتش، قولها: "إن الخلايا العصبية صغيرة الحجم. يبلغ حجمها نحو 10 ميكرونات. والأقطاب الكهربائية المعتمدة للاستخدام البشري، مثل الأقطاب الكهربائية المحفزة للدماغ، أكبر من أن تسجل نشاط الضربات الفردية لكل خلية عصبية".

وأضافت جاروسيفيتش: "لكننا في برين غيت، نجحنا في زراعة مجموعة من الأقطاب الكهربائية الدقيقة في أدمغة شخصين مصابين بالصرع. وطلبنا منهما ممارسة لعبة معينة قبل خلودهما للنوم مباشرة. وقد قامت هذه الأقطاب بتسجيل أنماط نشاط خلايا الدماغ خلال اللعب وبعد النوم".

وتابعت: "أظهرت النتائج أنه خلال نومهما، كان نشاط الخلايا العصبية مطابقاً لتلك التي تم تسجيلها بينما كان الشخصان يلعبان اللعبة بالفعل. هذا يعني أن أدمغتهما استمرت في تذكر اللعبة وممارستها بعد نومهما، لتتحول طريقة لعب هذه اللعبة إلى ذكرى دائمة معهما تمكنهما من لعبها بعد ذلك بسهولة".

وأكدت عالمة الأعصاب أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من زرع أقطاب كهربائية صغيرة بما يكفي لاكتشاف نشاط إطلاق الخلايا العصبية الفردية.

وأكد العلماء منذ زمن طويل أن أدمغتنا تحتاج إلى النوم لمراجعة أحداث اليوم وتحويلها إلى ذكريات طويلة المدى، إلا أن الطريقة الدقيقة التي يخزن بها الدماغ ذكرياتنا لم تكن مفهومة بشكل جيد.