غزة.. كورونا يعجز عن تحييد "المسحراتي"

السبت 09 مايو 2020 11:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
غزة.. كورونا يعجز عن تحييد "المسحراتي"



غزة / سما /

رغم الظروف الاستثنائية التي نتجت عن جائحة فيروس كورونا، وما ترتب عليها من غياب للأجواء الرمضانية في غزة، إلا أن طبول المسحراتي عادت مع إطلالة الشهر المبارك، لتقرع في القطاع المحاصر.

ويحرص الشاب عبد الخالق عطوان (34 عاما)، مع صديقه محمد شعث (25 عاما)، على قرع الطبول في شوارع وأزقة مخيمي الشعوت ويِبْنا، للاجئين الفلسطينيين بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة سنويا، من أجل إيقاظ السكان لتناول طعام السحور.

ويجوب الصديقان عطوان وشعت، وهما حاملان طبلة كبيرة الحجم تُسمى محليا "الدِم"، ويرتديان لباسا تراثيا، ويعتمران على رأسيهما طربوشين أحمرين، الحارات والأزقة دون كلل أو ملل، مرددين بصوتهما الجهور "اصحَ يا نايم وحّد الدايم.. قوموا إلى السحور يرحمكم الرب الغفور".

وينادي "المسحراتية" أحيانا على بعض الجيران بأسمائهم، ويتوقفان أمام بعض النوافذ والأبواب، حتى يستفيق سكان المنزل، هكذا طوال أيام شهر رمضان، منذ سنوات عملهما التطوعي.

ومع تفشي الجائحة، يستخدم الصديقان هذا العام كلمات تمازح الناس داخل منازلهم، منها "قوموا إلى سحوركم قبل ما كورونا تزوركم".

وتلقى مهنة "المسحراتي" الموسمية، حُب الناس واستحسانهم، حيث يصافحونه ويلتقطون صورا معه، عندما يجده أحدهم بالطريق.

ويقول عطوان "أشعر بسعادة كبيرة وأنا أوقظ الناس للسحور، مع أنني أجد بعضهم مستيقظا، بسبب الجلوس خارج منازل المخيم الضيقة، في ظل انقطاع الكهرباء، وارتفاع درجة الحرارة داخلها؛ رغم ذلك أشعر أن الناس تستمتع بذلك، وتتفاعل معي".

ويضيف "هذا العام نمر في ظرف صعب بسبب جائحة كورونا، التي تركت أثرا كبيرا على معظم الناس ومناحي الحياة، وكادت أن تدفعنا لعدم الخروج للسحور".

ويستدرك عطوان، أن "عدم تفشي كورونا بين الناس، ترك فسحة لنا للخروج، مع الحفاظ أيضا على السلامة الجسدية، واستخدام أدوات التعقيم قبل وبعد الخروج من المنزل للسحور".

ويؤكد سعيه إلى بقاء ظاهرة المسحراتي التراثية حية دون اندثار، وأنه يهدف أيضا إلى "إسعاد وإبهاج الناس قدر المستطاع".

ويشدد على أن عمله مع صديقه "تطوعي"، مضيفا بالقول "لا أكسر بخاطر أي شخص يمنحني هدية تقديرا لي، أو حلوى ومشروب يقدمه الناس عند أبواب منازلهم، كما يحدث سنويا".

(الأناضول)