أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، عن الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة بعد اعتقاله منذ فجر الإثنين من منزله في القدس وإخضاعه للتحقيق القاسي في غرف 4 بالمسكوبية.
وتم الإفراج عن اللواء النتشة بعدة شروط، هي: 5 أيام حبس منزلي، وكفالة مالية من طرف ثالث، وعدم التواصل لمدة شهرين مع السلطة الوطنية. كما تم تسليمه استدعاء للتحقيق معه عند الساعة الحادية عشرة صباح غد الخميس.
وفور الإفراج عنه توجه اللواء النتشة إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج.
وكان تم تقديم اللواء النتشة للمحكمة يوم أمس الثلاثاء، والتي بدورها مددت توقيفه حتى الساعة الثانية لاستكمال التحقيق معه لليوم التالي الأربعاء. وبعد أن اتفق المحامون مع الشرطة للإفراج عنه بعد المدة المذكورة تمت إعادته مرةً أُخرى إلى التحقيق في غرف 4 وبشكلٍ قاسٍ. واستمر التحقيق ساعاتٍ عدة، بشكلٍ يُخالف القانون والقرار الذي أصدرته الشرطة الإسرائيلية.
تنديدات واسعة باعتقال النتشة
وكان مسؤولون فلسطينيون كبار نددوا باعتقال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس فجر الإثنين، وتحويله الى التحقيق القاسي في غرف " 4" في سجن المسكوبية، معتبرين ذلك اعتداء صارخاً على رمز من رموز السيادة الفلسطينية والعمل الوطني في المدينة المقدسة، كما استنكروا إعادة تحويله إلى التحقيق مرة أُخرى اليوم بعد قرار الافراج عنه من قبل شرطة الاحتلال وبالاتفاق مع محاميه.
زكي: ضربة قاسمة للسلطة ....
وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح" عباس زكي لـ"القدس": إن اعتقال اللواء النتشة وإخضاعه للتحقيق يهدفان إلى توجيه ضربة قاسمة إلى السلطة الوطنية ومنظمة التحرير، التي يرأس النتشة إحدى مؤسساتها (المؤتمر الوطني الشعبي للقدس)، مشدداً على أن هذا الأخير يشكل حاضنة ومرجعية لكل المؤسسات والفعاليات الوطنية في المدينة المقدسة.
وشدد زكي في حديثه الذي جاء مع مسؤول ملف الاعلام في المؤتمر الوطني الشعبي للقدس واصل الخطيب على أن هذا الاعتقال يُشكل ضربة أُخرى للاتفاقيات السياسية المعقودة بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال، مشيراً إلى أنهم يريدون من هذا الإجراء قطع يد السلطة الوطنية العاملة في المدينة المقدسة، معتبراً ذلك رسالةً واضحةً من حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بأن القدس تخضع للسيادة الإسرائيلية، وهو ما نؤكد رفضه ونفيه وعدم القبول به مهما كلفنا ذلك من ثمن.
وقال: "إن نتنياهو وغانتس يمارسان جرائم حرب على مرأى ومسمع من العالم أجمع "وعلى المجتمع الدولي أن يقف وقفة جدية في محاسبة هذا الثنائي الذي يضرب كل الجهد الدولي الإنساني لمكافحة كورونا عرض الحائط، بل يستغل هذه الجائحة لتهويد القدس وضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وضرب الحضور الفلسطيني الرسمي في القدس".
أبو يوسف: استهداف للسيادة الفلسطينية بالقدس
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف: إن الاعتقال الذي تعرض له اللواء بلال النتشة ومن قبله الوزير فادي الهدمي والمحافظ عدنان غيث وغيرهم من المسؤولين والنشطاء المقدسيين يشكل ضربة للسيادة الفلسطينية في القدس، ويهدف إلى شل عمل مؤسسات السلطة الوطنية في المدينة.
وأضاف لـ "القدس": إن ما يجري في المدينة المقدسة من انتهاكات واعتقالات وتنكيل بالمواطنين وبالقيادة الفلسطينية في المدينة يرقى إلى مستوى جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني، داعياً محكمة الجنايات الدولية إلى محاسبة إسرائيل على هذه الجرائم.
الصالحي: إخراس للصوت الفلسطيني في القدس
كما استنكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي هذا الإجراء القمعي بحق اللواء النتشة.
وقال لـ"القدس": "نستنكر هذا الاعتقال وهذا الإجراء الاحتلالي الذي يهدف إلى إخراس أي صوت فلسطيني في القدس، كما أنه يأتي في سياق عملية التطهير العرقي الجارية في المدينة المقدسة بدعمٍ أمريكي.
وأكد الصالحي أن "نضال شعبنا وقيادته سيتواصل رغماً عن الاحتلال، لأن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة ولا سيادة لإسرائيل عيها"، مشيراً إلى أن السلطة الوطنية وجميع مؤسساتها ستستمر في تقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والصحية لأهالي المدينة رغماً عن الاحتلال وإجراءاته القمعية.
البرغوثي: فرض للسيادة الإسرائيلية على القدس
بدوره، استنكر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي اعتقال اللواء النتشة ورموز العمل الوطني في المدينة المقدسة.
وقال: إن الاحتلال يرمي من وراء هذه العمليات الإجرامية إلى فرض سيطرته الكاملة على المدينة المقدسة وتهويدها دون أي اعتبار لقوانين أو مواثيق أو معاهدات دولية.
وأضاف لـ"القدس": إن هذه الإجراءات لن تكسر صمود وثبات شعبنا وإرادته في الحرية والخلاص من الاحتلال.
وتابع: إننا نخوض معركة وجودية ومصيرية مع هذا الاحتلال الذي يلقى كل الدعم والتأييد في ممارساته من الولايات المتحدة الأميركية.
وأبرق البرغوثي التحية إلى اللواء النتشة، وحيا صموده، وقال: إن اعتقال النتشة سيزيده إصراراً على النضال والمقاومة حتى زوال الاحتلال.
أبو زنيد: لن نقف مكتوفي الأيدي
وفي السياق ذاته، قال عادل أبو زنيد، نائب أمين سر "فتح"- إقليم القدس: إن هذا الاعتقال لن يردع القائد بلال النتشة عن الوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في القدس، ولن يكبح جماح حركة "فتح" وقيادتها في العمل داخل المدينة المحتلة، وستظل هذه الحركة سنان الرمح في مواجهة الاحتلال وإجراءاته القمعية.
وحمّل أبو زنيد سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة اللواء النتشة وعن أي مكروه قد يلحق به،خاصة في ظل جائحة "كورونا".
وقال: إن حركة "فتح" لن تقف مكتوفة الأيدي، وإن المواقع والمناطق والشَُّعب التنظيمية كلها في حالة استنفار في أعقاب اعتقال اللواء النتشة والتحقيق معه وتعذيبه، مشدداً على أن الحركة سيكون لها موقفٌ لن يريح الاحتلال في حال استمرار اعتقال الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس.
مخيما قلنديا وشعفاط يستنكران الاعتقال
كما استنكرت حركة "فتح" في مخيم قلنديا على لسان أمين سرها زكريا فيالة، واللجنة الشعبية للخدمات على لسان رئيسها يعقوب عساف، وكذلك اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم شعفاط على لسان رئيسها محمود الشيخ علي، اعتقال اللواء النتشة وإخضاعه للتحقيق على مدى 48 ساعة متواصلة، على رغم الأوضاع الصحية الصعبة والأمراض المزمنة التي يعاني منها، محملين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته.
وشددوا على أن الاحتلال لن يستطيع كسر شوكة الحركة الوطنية في القدس، وستبقى هذه الحركة في حالة نشاط وفعالية دائمة حتى زواله عن المدينة وعن كامل التراب الوطني الفلسطيني.
الجاغوب : استهداف لمناضلي "فتح"
بدوره، اعتبر رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" منير الجاغوب أن اعتقال الاحتلال عدداً من قيادات وكوادر الحركة في القدس، وعلى رأسهم اللواء بلال النتشة، يأتي في إطار استهداف مناضلي الحركة في المدينة المقدسة وفي سائر أرجاء الوطن المحتل، وهذا الاستهداف هو استمرار للسياسة القمعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وشدد الجاغوب، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي في التعبئة والتنظيم، اليوم، على أن "الاعتقالات والاستدعاءات والإبعاد عن مدينة القدس والمنع من الاقتراب من الأماكن المقدسة، لن تثني حركة "فتح" عن الاستمرار في قيادة معركة الدفاع عن القدس ومقدساتها وأهلها وإرثها الثقافي والحضاري، الذي يشكل جزءاً أساسياً من هويتها الوطنية الفلسطينية، ولن يثنينا عن مواصلة النضال حتى إنهاء الاحتلال وتصفية آثاره الإجرامية، وفي المقدمة منها الاستيطان والمستوطنون".
وأضاف: إن أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية بشكل عام، وأبناء حركة "فتح" على وجه الخصوص، تربوا على عقيدة نضالية وطنية ورثوها عن قياداتهم التاريخية التي استشهدت دفاعاً عن القدس، وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات، والشهداء أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وشهيد القدس القائد فيصل الحسيني.
وأشار إلى أن "هذه الاعتقالات ومحاولات الترهيب التي تمارسها قوات الاحتلال في القدس تنتهك الحقوق الإنسانية، وتستهدف أبناء شعبنا ومؤسساتنا الوطنية، في محاولة لتفريغ المدينة من رموزها وأهلها المؤمنين بحقوقهم في عاصمتهم المحتلة".