أصدرت محكمة إسرائيليّة، أمس الأحد، حكمًا على الأسيرة الطالبة بجامعة بير زيت ميس أبو غوش بالسجن 16 شهرًا ودفع غرامة مالية 2000 شيقل. وأفادت مصادر عائلية أنّ الحكم بحق ابنتهم جاء بعد تأجيل محاكمتها عدة مرات، مشيرةً إلى أنّها تعرضت خلال فترات التحقيق الماضية إلى أصناف من العذاب، ولقيت معاملة مهينة من الجنود أثناء الاعتقال والتحقيق.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطالبة في كلية الإعلام ميس أبو غوش بتاريخ 29/8/2019، بعد اقتحام منزل ذويها وتفتيشه، ثم تقييدها وتعصيب عينيها ونقلها إلى معسكر الاحتلال في محيط حاجز قلنديا. وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين وثقت في تقرير صدر عنها، شهادة الأسيرة ميس أبو غوش، والتي كشف فيها تفاصيل مؤلمة تعرضت لها خلال عملية اعتقالها والتحقيق معها داخل زنازين الاحتلال.
ونقلت الهيئة عبر محاميتها، الإفادة الكاملة للأسيرة أبو غوش منذ لحظة الاعتقال حيث جرى اعتقالها بعد اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيليّ بيتها وخلع باب المنزل وقلبه رأسًا على عقب، ومن ثم قاموا بتقييدها وتعصيب عينيها ونقلها إلى معسكر جيش في محيط حاجز قلنديا، وخلال تواجدها بالمعسكر تعمد الجنود جرها وهي مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، عدا عن شتمها بأقذر الشتائم والصراخ في وجهها.
وفيما بعد، وحسب تقرير هيئة الأسرى، نُقلت الأسيرة أبو غوش إلى مركز توقيف “المسكوبية”، الواقِع في القدس المُحتلّة، للتحقيق معها، وهناك جرى تفتيشها تفتيشًا عاريًا في البداية، ومن ثم جرى نقلها إلى الزنازين لاستجوابها، وأوضحت أبو غوش: أنّ جولات التحقيق كانت لساعات طويلة قضتها وهي مشبوحة على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة”، وبعد 6 أيام بدأ التحقيق العسكري معها، والذي تخلله شبح على طريقة (الموزة والقرفصاء)، إضافةً إلى صفعها وضربها بعنف وحرمانها من النوم، استمرّ التحقيق العسكري معها لثلاثة أيام عانت خلالها الأمرين.
وأشارت الأسيرة أبو غوش في إفادتها إلى أنّه في إحدى المرات حاولت الهروب من أيدي المحققات والجلوس بإحدى زوايا الزنزانة، لكن المحققة قامت بإمساكها وبدأت بضرب رأسها بالحائط وركلها بقوة والصراخ عليها وشتمها بألفاظ بذيئة، كما تعمد المحققون إحضار أخيها وذويها لابتزازها والضغط عليها لإجبارها على الاعتراف بالتهم الموجه ضدها.
ولفتت أبو غوش إلى أنّ ظروف الزنازين التي كانت تُحتجز فيها طوال التحقيق معها غاية في القسوة وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، فالحيطان إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، والفرشة رقيقة بدون غطاء وبدون وسادة، والضوء مشعل 24 ساعة ومزعج للنظر، والوجبات المقدمة سيئة جدًا، بالإضافة إلى معاناتها من دخول المياه العادمة إلى زنزانتها، والتي كانت تفيض على الفرشة والغطاء.
وأضافت الأسيرة الفلسطينيّة في الشهادة التي قدّمتها للمحامية التي تُدافِع عنها: في إحدى المرات تعمد المحققون إدخال جرذ كبير إلى الزنزانة لإيذائها، عدا عن مماطلتهم في الاستجابة لأبسط مطالبها كحرمانها من الدخول إلى الحمام، واستفزازها والسخرية منها، وخضعت أبو غوش للتحقيق لـ 30 يومًا، ومن ثم نُقلت إلى معتقل “الدامون” حيث لا تزال موقوفة هناك.
يذكر بأن الأسيرة ميس أبو غوش طالبة في كلية الإعلام بجامعة بير زيت، وهي شقيقة الشهيد حسين أبو غوش، الذي استُشهد في شهر شباط (فبراير) 2017، وشقيقة الشاب اليافِع سليمان أبو غوش (17 عامًا) المعتقل إداريًا للمرة الثانية. كما أنّه لغاية اليوم ما زال الاحتلال يحرمها من زيارة الأهل، علمًا أنّ جلسات المحكمة تُعقَد في معتقل (عوفر)، المتاخم لمدينة رام الله بالضفّة الغربيّة المُحتلّة.