يستعد الجيش الإسرائيلي للخروج من دائرة مواجهة انتشار فيروس كورونا بشكل تدريجي. وبرر قائد شعبة التخطيط في الجيش، أمير أبو العافية، ذلك بالقول في مقابلة معه نشرها موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني اليوم، الجمعة، إن "لدينا مهمات لن ينتظرنا أحد لتنفيذها. وعلى دائرة الأبحاث (في شعبة الاستخبارات العسكرية) العودة إلى تجميع أهداف للأمور الهامة في المعركة بين حربين (أهداف لإيران وحزب الله خصوصا التي تستهدفها إسرائيل) وأن تعود سرية هيئة الأركان العامة (كوماندوز النخبة الإسرائيلي) إلى انشغالاتها المميزة".
وحسب الموقع، فإن أبو العافية تحدث بحذر حول تنفيذ محتمل لمخطط ضم مناطق في الضفة الغربية، بينها غور الأردن، لإسرائيل وأنه ربما يتم ذلك بعد شهرين بحسب الاتفاق الائتلافي بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وحزب "كاحول لافان" برئاسة بيني غانتس. "لن يسقط أحد عن كرسيّه إذا شملت وجهة نظر أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية معارضة، أو تحفظا على الأقل، من الخطوة الأحادية الجانب مقابل السلطة الفلسطينية والأردن".
وقال أبو العافية إنه "لم نتلق تعليمات بعد من المستوى السياسي، ونحن لا ننشغل بذلك حتى الآن". إلا أنه أضاف أن العلاقات بين إسرائيل والأردن تلقت ضربة كبيرة هذه السنة. "والأمر المزعج خلال السنة الأخيرة هو الشعور بأن شيئا ما تغير في أعقاب قضية منطقتي الباقورة والغمر. وهذا منح شعورا بالتراجع إلى الوراء". وانسحبت إسرائيل من الغمر، أمس، ومن الباقورة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وبسبب حذر أبو العافية في التحدث عن مخطط الضم، أشار الموقع إلى مقال نشره ضابط كبير تحت إمرة الأخير في المجلة العسكرية الإسرائيلية "بين الأقطاب"، وجاء فيه أنه "بنظرة نحو الجنوب، علينا أن نسمح ونشجع تنازلات تكتيكية من أجل الحفاظ على مراسي استقرار إستراتيجي التي تتمثل بالعلاقات مع مصر والأردن".
وفيما نفذت إسرائيل خمس غارات ضد أهداف لإيران وسورية، خلال الشهر الفائت، وآخرها قصف في القنيطرة الليلة الماضية وفي منطقة حمص، صباح اليوم، اعتبر أبو العافية أن جبهة إسرائيل الشمالية، مقابل سورية وإيران، عادت إلى الغليان، وأن تواجد قوات يونيفيل "لا يمنع، وثمة شك أن يمنع، أحداثا قد تؤدي إلى نشوب حرب مع حزب الله". وأضاف أنه عندما أنقل رسالة حول أحداث كهذه إلى قائد يونيفيل، فإننا نقدر أنها ستتسرب بسرعة إلى جهات في الحكومة اللبنانية ومنها إلى آخرين، لكن المصالح العليا تمنع تدهورا".
وتابع أبو العافية أن "نجاعة يونيفيل متدنية، وحزب الله ينفذ ما يشاء في جنوب لبنان. ويونيفيل لا يطبق مسؤوليته وفقا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وهم يسمعون ذلك مني. لذلك أنا لا أعتمد على يونيفيل كمنظمة ناجعة. وفي أحيان عديدة يرفض الجيش اللبناني التعاون معهم، وحدث أن أحرق نشطاء حزب الله سياراتهم".
وتطرق أبو العافية إلى إطلاق إيران قمرا اصطناعيا، قبل أسبوعين. وقال إن "هذا تدريب بمستوى ’عاد اللون إلى وجنتينا’ بالنسبة لهم. وقد اخترق القمر الاصطناعي الطبقات التي ينبغي أن يخترقها، وتم إطلاقه من سيارة متحركة، وهذه خطوة هامة. هذا ليس حدثا صغيرا، ولكنه لا يعبر عن تغيير في المحيط الإستراتيجي. وهذا يعبر عن ارتقاء درجة في إصرار إيران، ودخولهم إلى ناد مرموق لاختراق طبقات في الفضاء، ويلمح إلى قدرات بالستية متطورة".
وحول خطة "تنوفا" العسكرية للسنوات الخمس المقبلة، التي أعدها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوكافي، والتي لم تصادق عليها الحكومة بعد، بسبب عدم تشكيل حكومة جديدة، نقل الموقع عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن الجيش يتوقع الحصول على 70% على الأقل من الميزانية التي يطلبها للسنوات الخمس المقبلة "كبوليصة تأمين لأولادنا وأحفادنا ومناعتنا من التهديدات الأمنية الوجودية".
وأشار أبو العافية في هذا السياق إلى أنه "سنضطر إلى إبطاء قسم من المشاريع، أو تنفيذ بعضها بالتعاون مع دول أجنبية، وليس مع الولايات المتحدة فقط" في إشارة إلى منظومات قتالية جديد تم تجميد تطويرها. وأضاف "أعتقد أننا سندخل إلى تحد أخطر من ناحية الموارد وأكبر مما تخيلنا، ولذلك سنضطر إلى ملاءمة أنفسنا لذلك. وسننفذ سلم أولويات جديد داخل الجيش، فكورونا تنشيء تهديدا حقيقيا على وتيرة تطبيق الخطة العسكرية".
وأضاف أبو العافية أن "قيادة إيران" المستحدثة من خلال خطة "تنوفا" ستكون جزءا من شعبة التخطيط، لكن ميزانيتها ليست من الجيش. "في الخطة العسكرية الخمسية السابقة تحملنا مخاطر بسبب الاتفاق النووي من العام 2015. ونحن في واقع مختلف هذه المرة. ورئيس الحكومة يدرك أنه يجب تركيز جهد مقابل هذا التهديد، لكن هذا مبلغ أكبر من الجيش وينبغي رصده من خلال ميزانية خارجية. وهكذا سيتم برأيي".
ونقل الموقع عن مصادر في الجيش الإسرائيلي ادعائها أنه في ظل أزمة كورونا، سرّعت إيران تطوير برنامجها النووي والصاروخي، وأن "الجيش الإسرائيلي مطالب بمواجهة ذلك قريبا".