نشرت صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء/ 29 نيسان 2020، مقالا للكاتب إيشان ثارور تحت عنوان "إسرائيل تقترب من نقطة اللاعودة"، أشار فيه إلى أن جائحة فيروس كورونا، ربما تكون مدمرة بالنسبة للعالم، لكنها أثبتت أنها أكبر نعمة حلّت على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويقول الكاتب ان "حالة الصحة العامة الطارئة ساعدت نتنياهو على إرجاء محاكمته بتهمة الفساد والاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة حتى أواخر مايو المقبل؛ وخلقت الضغوط التي مكّنت رئيس الوزراء الماكر من كسر تحالف المعارضة الرئيسي المناهض له، وإنهاء الشلل السياسي الذي أعقب ثالث انتخابات إسرائيلية في أقل من عام، وتشكيل الحكومة الخامسة والثلاثين للبلاد بقيادته مجدداً. وسوف يتناوب نتنياهو وخصمه السابق بيني غانتس تولي منصب رئيس الوزراء مع عمل كل منهما كنائب للآخر، حيث سيتولى نتنياهو المنصب خلال أول 18 شهراً".
ويضيف ثارور "تكثر التساؤلات حول قدرة هذا الفريق من الخصوم على الحكم، وكيف ستؤثر محاكمة نتنياهو في مصداقية غانتس. ثم هناك مسألة الضم، حيث يتضمن الاتفاق المبرم بين غانتس ونتنياهو فقرة لتقديم خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب غور النهر التاريخي المتاخم للأردن، اعتباراً من الأول من تموز/يوليو المقبل، حيث كانت هذه الخطوة قيد التنفيذ منذ فترة طويلة: بمباركة /رؤية/ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ/السلام والازدهار/ في المنطقة (خطة صفقة القرن)، حيث يأمل نتنياهو وحلفاؤه في اليمين الإسرائيلي بسط سيادة إسرائيل على قسم من المستوطنات اليهودية الـ 128 التي تنتشر الآن عبر الضفة الغربية".
ويحذر الكاتب "قد تلقى مثل هذه الخطوة، رغم ترحيب الجماعات الموالية للمستوطنين في إسرائيل والقاعدة الإنجيلية للرئيس ترامب في الولايات المتحدة بها، رفضاً من جيران إسرائيل العرب، ومعارضة شديدة من الكثير من المجتمع الدولي وكبار خبراء السياسة الخارجية في واشنطن، وأصوات رئيسية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. فقد جاء في رسالة موجهة إلى غانتس، وهو قائد سابق بالجيش، وموقعة من حوالي 220 ضابط رفيع سابق في أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه /يمكن أن يؤدي الضم أحادي الجانب إلى إشعال نيران مواجهة خطيرة.. سيقود أي ضم جزئي على الأرجح إلى سلسلة من ردود الفعل التي لن تكون لإسرائيل سيطرة عليها، ما سيؤدي إلى انهيار الأجهزة الأمنية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وهذا بدوره سيتطلب من إسرائيل تولي السيطرة الكاملة على كامل الضفة الغربية وتحمل المسؤولية عن حياة 2.6 مليون فلسطيني/".
ويشرح الكاتب أن "هذا السيناريو ينطوي على آثار مثيرة للقلق بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية، ولكن الضم ليس أمراً واقعاً بعد".
ويستشهد الكاتب بما قاله دانييل شابيرو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، في مؤتمر صحافي عقده منتدى سياسة إسرائيل الوسطي عبر الإنترنت، من إن غانتس يتعامل بــ "فتور" مع مسألة الضم، ولكنه من غير المرجح أن يلقي غانتس "بنفسه أمام هذا القطار" عندما يطلقه نتنياهو.
ومع ذلك، يقول ثارور "لقد جادل شابيرو بأن /التنفيذ الفعلي/ لأي شكل من أشكال الضم سيكون مستحيلاً من دون عملية تقنية مكثفة للغاية"، وهي عملية قد يكون من الصعب على الحكومة الإسرائيلية وضعها قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل -عندما قد يُهزم ترامب، الذي شجع إسرائيل على إتباع هذا المسار، أمام خصم يرغب في كبح جماح رئيس الوزراء.
يذكر أن جو بايدن، المرشح الديمقراطي المفترض للرئاسة ونائب الرئيس الأميركي السابق، حذر من الضم وإتباع إسرائيل سياسات من شأنها تهديد دعم الحزبين الذي تحظى به، وخاصة من الديمقراطيين الشباب الذين تغيرت وجهات نظرهم حول إسرائيل في ظل حكم نتنياهو الطويل.