كتب جاكي خوري في صحيفة "هآرتس" عن التسهيلات التي صادقة على الحكومة الإسرائيلية بعد يومين من شهر رمضان والتي زادت تخوفات الجمهور العربي من ضعف الانضباط.
وقال خوري في تقريره إنه وخلال الأسبوع صادقت الحكومة على لوائح خاصة لمنع التجمعات في البلدات العربية، ورجال الدين الكبار طلبوا من السكان الصلاة في البيوت. ولكن في يوم الجمعة شوهدت طوابير طويلة خارج محلات الحلويات وحركة نشطة في الشوارع. هذا رغم أنه -وحسب لوائح الطوارئ التي صادقت عليها الحكومة أول أمس- ستغلق الحوانيت في البلدات العربية من الساعة السادسة مساء طوال الشهر، قبل الاستعدادات لوجبة الإفطار وحتى الثالثة فجراً.
وأضاف في محل للحلويات على شارع جانبي في الناصرة انتظر أمس أكثر من عشرة زبائن عجينة القطايف التي ستخرج من الفرن. ولم يرتدوا جميعهم الكمامات. "لا أعرف هل يمكن الجلوس في البيت لشهر آخر"، قال أحمد، أحد الزبائن. "من جهة، يقولون تسهيلات، ومن جهة أخرى يريدون قيوداً لمدة شهر. هذا غير ممكن".
وبهذا الصدد، حذر رئيس لجنة المتابعة للجمهور العربي، محمد بركة، هذا الصباح مما وصفه "كارثة" إذا لم يلتزم الجمهور بالتعليمات. وحسب قوله، سكان كثيرون توجهوا إليه أمس وقالوا بأنهم شاهدوا تجمعات قرب المحلات التجارية ومحلات الحلويات دون أن تكون السلطات مستعدة لتطبيق القانون. وأضاف بأن التداعيات الاقتصادية لفتح المراكز التجارية في الفضاء المفتوح قد تكون مدمرة للمصالح التجارية في البلدات. لأن السكان في ساعات المساء سيخرجون إلى البلدات المجاورة وسينقلون المشتريات إلى هناك. "يجب التزود بجميع المواد الغذائية في البلدات نفسها وحسب التعليمات. ونطلب من أصحاب المصالح التجارية عدم استغلال الوضع ورفع الأسعار".
قرار فرض القيود على البلدات العربية دعمه رؤساء السلطات المحلية الكبيرة، مثل الناصرة وأم الفحم ورهط والطيبة. وقد ردوا على الانتقادات التي تقول بأن القرار اتخذ بشكل متسرع وبدون وجود خبراء. "نعرف ألم أصحاب المصالح التجارية، لكننا من جهة أخرى ننشغل بصحة الجمهور. لا يوجد أي مانع من أن يتزود الناس خلال اليوم، ولكن ليس طوال ساعات المساء المبكرة”، قال رئيس بلدية أم الفحم، سمير محاميد.
في المقابل، انتقد رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، قرار الحكومة.. "هذا قرار غير منطقي وخاطئ في أساسه، وسيزيد الضغط في ساعات معينة بدلاً من نشر الناس على ساعات طويلة"، قال، وأضاف: "سيزيد ضائقة أصحاب المحلات التجارية الذين لا يعملون أصلاً. وإضافة إلى كل ذلك، ما هو المنطق في إغلاق البلدات العربية وفتح لدى اليهود؟ الزبون في المجتمع العربي سيذهب إلى الجيران القريبين أو إلى المراكز التجارية في البلدات اليهودية".
عضوة الكنيست إيمان خطيب (القائمة المشتركة) عارضت أيضاً اللوائح الخاصة للجمهور العربي وتوجهت إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الصحة يعقوب ليتسمان حول هذا الأمر. "في عيد الفصح لم تنشر تعليمات حول إغلاق كامل وطويل لعشرة أيام. وسمح للمحتفلين بإمكانية كاملة للتزود خلال ساعات النهار والليل، مع الحرص على تعليمات منع التجمع واحتفال أبناء العائلة المصغرة فقط"، كتبت. "لذلك يجدر العمل بصورة مشابهة أيضاً فيما يتعلق بشهر رمضان".
وزير الداخلية آريه درعي أبلغ أمس عضو الكنيست أحمد الطيبي بأنه سينقل إلى رئيس الحكومة طلب تقصير ساعات الإغلاق، هذا حسب بيان وزارة الداخلية. في البيان جاء أن وزارة الداخلية ووزارة المالية ستحولان 55 مليون شيكل إلى 73 سلطة محلية عربية كرزمة مساعدة في شهر رمضان.
والمنتدى الاقتصادي العربي الذي يشمل خبراء في الاقتصاد، توجه اليوم إلى رئيس الحكومة بهذا الشأن. وأشار رئيس المنتدى، د. سامي ميعاري، إلى أن الأمر يتعلق بوسيلة مدمرة قوتها كبيرة وغير متناسبة مع الهدف الذي جاءت لتحققه في هذا الظرف. وطلب المنتدى من الجمهور الالتزام بالتعليمات رغم الصعوبة. وطلب أن يشارك في كل نقاش وكل لجنة حكومية ستناقش ذلك، ممثلون عن الجمهور وخبراء من المجتمع العربي، سواء في المجال الاقتصادي أو المجالات الأخرى ذات العلاقة.
وقالت لجنة الطوارئ التابعة للمجتمع العربي، إن التسهيلات نقلت لكل الجمهور رسالة خروج من الأزمة، في حين أن هذه الفترة هي الأكثر حسماً في المجتمع العربي للحفاظ على القواعد. في بداية الأسبوع كانت هناك عشرون قرية عربية اعتبرت نظيفة من كورونا، لكن قبل نهاية الأسبوع انخفض العدد إلى 14 والميل هو ارتفاع في نسبة الإصابة. حتى نهاية الأسبوع يقترب عدد المصابين في القرى العربية (بدون المدن المختلطة وأحياء شرقي القدس) من 800 مصاب.