يحلّ شهر رمضان هذا العام وسط جائحة فيروس كورونا المستجدّ وانتشار الوباء حول العالم، الّذي يؤثّر على الأشخاص الّذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنفسية، لذا فمن المهمّ أن يعتني هؤلاء الأشخاص بصحّتهم خلال شهر الصّيام، مع الحفاظ على تعليمات الوقاية من الإصابة بالفيروس.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن أخصائي الأمراض الداخلية (الباطنية)، الطبيب عمار عجوز، قوله إن "مرضى ارتفاع الضغط الشرياني هم من المرضى مرتفعي الخطورة بالنسبة للإصابة بفيروس كورونا، وقسم لا بأس به منهم لديهم أمراض مزمنة أخرى، على رأسها داء السكري والأمراض الوعائية القلبية".
وأضاف الأخصائي أنّه "قد يخطر على بال البعض أن صيام الساعات الطوال ربما يوهن الجسم ويُضعف مناعته ضد الأمراض، لكن الحقيقة على عكس ذلك، فقد أثبتت كثير من الدراسات التأثير الإيجابي للصيام على الجهاز المناعي للإنسان".
وأوضح د. عجوز أنّ هناك عددًا من النّصائح من المهمّ اتّباعها لضمان أكبر وقاية وتقوية للمناعة خلال الصيام، وهي:
أولًا، مرضى السكري:
ننصح مرضى السكري (بنوعيه الأول والثاني) باستشارة الطبيب قبل رمضان حول إمكانية أداء فريضة الصيام أو عدمه، فلكل مريض حالته الخاصة، والأقدر على تقييمها هو الطبيب فقط؛
الالتزام التام بالخطة العلاجية المقررة من جانب الطبيب؛
تجنب تناول كمية كبيرة من الطعام أثناء وجبة الإفطار، وتقسيمها إلى ثلات أو أربع وجبات صغيرة بين وقتي الإفطار والسحور، لتجنب التغيرات المفاجئة في نسبة سكر الدم؛
تجنب تناول السكريات البسيطة أو سريعة الامتصاص (السكر الأبيض، الحلويات، بعض الفواكه، النشويات، ...إلخ)؛
الحرص على الإكثار من تناول الخضروات التي تحتوي على الألياف؛
شرب كمية كافية من الماء (حوالي 2 لتر يوميًا)، ويجب التركيز في هذه النقطة على المسنين، فأعراض الجفاف تظهر عليهم بسرعة أكبر من الفئات العمرية الأخرى؛
الحرص على القيام بنشاط فيزيائي بشكل مستمر، وتعتبر رياضة المشي من أكثر الرياضات المحبَّذة؛
الحرص على تناول وجبة السحور وتناول البروتينات وتجنب السكريات في هذه الوجبة، لتجنب الارتفاع المفاجئ في سكر الدم، الذي ينتج عنه ارتفاع مرافق لهرمون الأنسولين، وهو ما يمكن أن يعرض المريض لانخفاض في سكر الدم؛
المراقبة اليومية لسكر الدم، ونخص بالذكر المرضى الذين يستخدمون الأنسولين، فالمراقبة اليومية للسكر مهمة جدًا في تحديد جرعة الأنسولين المناسبة للمريض، والتي تجنبه انخفاض أو ارتفاع السكر؛
ثانيًا، مرضى القلب وارتفاع الضغط الشرياني:
التواصل مع الطبيب المعالج لتنظيم الخطة العلاجية أثناء رمضان، والالتزام التام بها؛
الإقلال قدر الإمكان من كمية الملح في الطعام، بحيث لا تتجاوز 3 غرامات يوميًا؛
تجنب القيام بمجهود فيزيائي أثناء فترة الصوم، وتأجيله إلى ما بعد وجبة الإفطار؛
يُنصَح أيضًا، كما في مرضى السكري، بتعدد الوجبات والإقلال من كميتها، وممارسة رياضة المشي، وشرب كمية كافية من الماء، وبالنسبة لمرضى قصور القلب، فإن هذه الكمية يجب أن يحدها الطبيب المتابع لتجنب تطور قصور القلب.