أصدرت سلطة المياه بياناً أوضحت فيه أنَه من المتوقع أن يرتفع الطلب على المياه في الصيف بما يقارب 30% بالمقارنة مع أشهر الشتاء بناء على تتبع مؤشر الارتفاع للسنوات السابقة، ويختلف هذا المعدل بالزيادة بين محافظة وأخرى بناء على طبيعة المحافظة من حيث النشاطات الأكثر ممارسة في المحافظة سواء زراعية أو تجارية أو سياحية، إلى جانب تزايد الأنشطة الاجتماعية، حيث قد يتجاوز الارتفاع حاجز 50% في محافظات شمال الضفة الغربية نتيجة وفرة الأراضي الزراعية والاعتماد على الزراعة المروية في الصيف، بينما يبلغ معدل الزيادة في محافظات الوسط والجنوب حوالي 17-22%.
وأضاف البيان، أن المؤشرات الأولية لبعض مزودي الخدمات خلال فترة الطوارئ الحالية، أظهرت وجود ارتفاع في الطلب على المياه بما يزيد عن 10%، مع الإلتزام بالحجر المنزلي والذي أدى إلى زيادة الاجراءات الوقائية المعتمدة على المياه كالتعقيم والنظافة الشخصية في مواجهة فيروس كورونا، إضافة إلى زيادة الاهتمام بالحدائق المنزلية، كما تشهد هذه النسبة ارتفاعا أكبر في القرى عنه في المدن نتيجة زيادة تواجد المواطنين في القرى خلال هذه الفترة، والزيادة في الأنشطة الزراعية فيها.
وتطرق البيان إلى الجهود المبذولة من قبل سلطة المياه في السنوات الماضية، والتي أفضت إلى تحسين خدمات المياه والصرف الصحي للمواطن، من خلال تطوير البنية التحتية، وتقليل الفاقد من المياه، وضمان عدالة التوزيع، وتطوير المصادر المائية وفق مبادئ الادارة المتكاملة والمستدامة، واستحداث مصادر بديلة، إضافة إلى الحد من التعديات على خطوط وشبكات المياه.
وأشار البيان أن هذه الانجازات انعكست في مجملها في الحد من العديد من مشاكل المياه و الصرف الصحي، إلا أنه وللسبب الرئيسي المتمثل في سيطرة الإحتلال على أكثر من 85% من مصادرنا المائية، فإنّ كميات المياه المتاحة لا زالت لا تلبي الارتفاع المتوقع على الطلب خلال أشهر الصيف وخصوصا في ظل انتشار فيروس كورونا، وأنّ كميات المياه المتاحة من المصادر الأساسية محدودة وشبه ثابتة، الأمر الذي يفرض علينا استغلال كل قطرة مياه، وأن نتحمل مسؤوليتنا كشعب فلسطيني يحب وطنه ويحرص على مصلحته تجاه الإستخدام الأمثل للمياه باعتباره المصدر الرئيسي للحياه والتنمية، وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة.
ورداً على التساؤلات حول مساهمة الموسم المطري الجيد في زيادة كميات المياه المتاحة، أشار البيان إلى أن ما شهدناه في السنوات الأخيرة من ازدياد تدريجي في شدة هطول الأمطار ولفترات قصيرة مقارنة بالموسم المطري الممتد نتيجة للتغير المناخي، يُقلل من نسبة الاستفادة من الأمطار في تغذية المصادر الجوفية، والأهم أنّ الاحتلال يعرقل كافة الجهود أمام بناء السدود للاستفادة من مياه الجريان السطحي من المياه المتدفقة بالأودية. بالرغم من أن معدل التدفق السنوي خلال الأودية في الضفة الغربية حوالي 165مليون م3 سنوياً، وهي الأسباب التي حدّت من امكانية الاستفادة من الموسم المطري الحالي والذي زادت نسبة الهطول فيه بما يقارب 25% عن المعدل السنوي، إلا أن معدل التغذية الجوفية وصل إلى 102%، أي بزيادة 2% عن المعدل العام للسنوات السابقة والبالغ 688 مليون متر مكعب، ويبقىالسبب الأساسي لعدم الاستفادة من الموسم المطري أن الاحتلال يعرقل كافة الجهود أمام زيادة الاستفادة من الأحواض الجوفية مهما زادت معدلات الأمطار السنوية.
وباعتبار المياه السلاح الأول في مواجهة فيروس كورونا، استعرض البيان الجهود التي تبذلها سلطة المياه لضمان مأمونية واستدامة المياه، وذلك وفقا لخطة الطوارئ التي أعدتها، والتي هدفت إلى رفع الجاهزية في المتابعة والعمل والتواصل بين سلطة المياه والشركاء للتقليل من المخاطر المتعلقة بخدمات المياه والصرف الصحي المقدمة للمواطن في ظل هذا الوباء العالمي، وذلك من خلال الاستجابة السريعة لمعالجة أي طارىء، ومتابعة استمرارية تشغيل كافة المرافق المائية لضمان استدامة خدمات المياه، من حيث توفير المواد اللازمة، ومتابعة كافة أعمال التشغيل والصيانة، وتكثيف عمليات مراقبة جودة مياه الشرب من الآبار والينابيع وصهاريج نقل المياه، بالتوازي مع تكثيف اجراءات التعقيم والتدريب عليها، واتخاذ الاجراءات الاحترازية والتقيّد بتعليمات الصحة والسلامة العامة لكافة مرافق المياه والصرف الصحي، وتنسيق ومتابعة الجهود والتدخلات لمزودي الخدمات بالخصوص .
وفصّل البيان الخطوات الاستباقية التي اتخذتها سلطة المياه لمحاولة التخفيف من حدة أزمة المياه المتوقعة جراء ارتفاع الطلب على المياه أشهر الصيف القادمة، وخصوصا في ظل انتشار فيروس كورونا واستمرار حالة الطوارئ، ومنها حصر وتحديد مصادر مائية جديدة ومنها الآبار الزراعية والآبار العامة، والتأكد من استمرارية عمل كافة المصادر على مستوى الجملة سواء التابعة لسلطة المياه أو المياه المشتراه من الجانب الإسرائيلي ، وتعزيز عمل محطات التحلية محدودة الكمية فى قطاع غزة، وتعزيز عمل محطات المعالجة فى مختلف المحافظات، إضافة إلى الاستجابة لندرة المياه في المناطق المهمشة.
وأكد البيان أنه ولدعم هذه الجهود في ظل الوضع المائي الصعب، لابد أن نتشارك جميعا أفراداً ومؤسسات في مواجهة الأزمة، بدايةً من زرع ثقافة الترشيد والتوفير، والالتزام بتسديد مستحقات المياه للقادرين، وصولا للحفاظ على مصادر المياه ومكافحة كل مظاهر تلوثها وهدرها والتعديات على خطوط وشبكات المياه.
وفي هذا الاطار، طالب البيان المواطنين بضرورة مساندة طواقم سلطة المياه فيمحاربة هذه الممارسات، من خلال التواصل مع سلطة المياه على رقم الطوارئ 124، أو مع مزود الخدمة في منطقته في حال وجود خلل أو عطل مثل كسر خط يؤدي إلى هدر المياه وأو في خال اكتشاف تعديات على خطوط وشبكات المياه، لما لها من آثار سلبية على الآخرين من حيث حرمانهم من وصول المياه، ولما ما قد تسببه من اختلاط المياه المزودة للمواطنين بمياه الصرف الصحي، وبالتالي ارتفاع مخاطر تلوث المياه.
وهنئ البيان الشعب الفلسطيني بحلول شهر رمضان المبارك، مذكراً بما أقره الاسلام من مبادئ في ترشيد الاستهلاك وخصوصا في المياه، ومنه قوله تعالى في سورة الأعراف "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين"، مشيرا إلى أهمية العمل وفق مبادئ الدين الاسلامي الذي حثَنا على تربية النفس على الاعتدال وعدم الإسراف وتكييف عادتنا اليومية وفق ما هو متوفر.
وأشار البيان أن الممارسات السليمة والحفاظ على المصادر المائية هو جزء من التكافل الاجتماعي والمسؤولية الوطنية لدورها الكبير في المساهمة في توفير المياه للجميع وخصوصا لأبناء شعبنا الذين يعانون من نقص في كميات المياه في بعض المحافظات الفلسطينية، إضافة إلى التجمعات التي تعاني جراء سياسات الاحتلال المائية التعسفية، كما في المناطق المهمشة ومناطق "ج"، الأمر الذي يحتم علينا رفع الوعي لقضايا المياه، واتباع الطرق الصحيحة في استخدامها، لتكون الحكومة قادرة على توفير المياه لهذه التجمعات.