دول تتطلع لتخفيف إجراءات العزل والإغلاق المفروضة لاحتواء كورونا

الإثنين 20 أبريل 2020 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
دول تتطلع لتخفيف إجراءات العزل والإغلاق المفروضة لاحتواء كورونا



سما / وكالات/

تتجه العديد من الدول حول العالم نحو تخفيف القيود وإجراءات العزل والإغلاق الهادفة للحد من تفشي فيروس كورونا.

ويأتي هذا التوجه الحذر بعد تراجع في الإصابات والوفيات ببعض الدول التي طبقت القيود المشددة، فيما لا تزال أعداد الضحايا كبيرة ببعض الدول كما في الولايات المتحدة حيث تجاوزت الوفيات الأربعين ألف حالة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الوباء لا يزال بعيدا عن السيطرة على المستوى العالمي، خصوصا مع أعداد مستقرة أو متزايدة في المملكة المتحدة وشرق أوروبا.

وستسمح ألمانيا، اليوم الإثنين، بإعادة فتح المتاجر التي لا تزيد مساحتها عن 800 متر مربع، وباتت بذلك الدولة الأولى في أوروبا التي تبدأ عملية بطيئة لتخفيف إجراءات العزل. وتسجل في القارة الأوروبية أكثر من ثلثي عدد الوفيات في العالم البالغ 164 ألفا.

واعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان أن الوباء في بلاده "تحت السيطرة ويمكن إدارته"، بعدما سجلت أكثر من 135 إلف إصابة بالمرض ونحو أربعة آلاف وفاة.

وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى أن "نجاح المرحلة" يعتبر "ضعيفا". وحذر أرمن لاشيت، حاكم مقاطعة شمال الراين وستفاليا، إحدى المناطق الألمانية الأكثر تضرا من الوباء، أنه "لن نتمكن من عيش حياتنا القديمة قبل وقت طويل".

وتسجل دول عدة تراجعا في عدد الإصابات والوفيات على غرار فرنسا (نحو 20 ألف وفاة) وإسبانيا (نحو 20500 وفاة) وإيطاليا (أكثر من 23 ألف وفاة)، بعد أسابيع من الارتفاع ما يسمح للحكومات بالتفكير في الأسابيع المقبلة بتطبيق أولى اجراءات رفع العزل.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب "نحن لم نخرج من الأزمة الصحية" لكن "الوضع يتحسن تدريجيا، ببطء ولكن بثبات".

وتعتزم فرنسا، الدولة الرابعة في العالم الأكثر تضررا من الفيروس من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، البدء برفع إجراءات العزل اعتباراً من 11 أيار/مايو، لكن سيكون ذلك بشكل تدريجي.

وحذر فيليب من أن "حياتنا اعتبارا من 11 أيار/مايو لن تكون الحياة نفسها التي كانت ما قبل العزل. سيترتب علينا تعلم العيش مع الفيروس".

في إيطاليا، ذكرت السلطات أن أولى تدابير تخفيف العزل لن تتخذ قبل الثالث من أيار/مايو. لكن الشركات تعيد فتح أبوابها شيئا فشيئا حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي مترافق مع العديد من التدابير الوقائية.

وكتبت شركة "جيوليتي" الشهيرة المصنّعة للمثلجات في روما على حسابها على موقع انستغرام "نحن عدنا!"، معلنةً بذلك استئناف عمليات تسليمها غدا الثلاثاء.

في إسبانيا، أعلن مدير مركز الطوارئ الصحية فرناندو سيمون، أن عدد الوفيات اليومي تراجع للمرة الأولى منذ 22 آذار/مارس إلى ما دون عتبة الـ500، مع 410 وفيات.

وسيتم إغلاق المشرحة الميدانية التي أُقيمت في حلبة للتزلج في مدريد، يوم الأربعاء، بعدما استقبلت أكثر من ألف نعش، واعتبارا من 27 نيسان/أبريل سيسمح بخروج الأطفال من المنازل بعدما كان ذلك ممنوعا منذ 14 آذار/مارس.

في النروج، حيث تعتقد السلطات أن "الفيروس أصبح تحت السيطرة"، أعادت دور الحضانة فتح أبوابها الاثنين وسيتم رفع منع الإقامة في المنازل الثانوية، بعد خمسة أسابيع ونصف من الإغلاق. وفي مرحلة ثانية تبدأ في 27 نيسان/أبريل، سيعاد فتح المدارس والجامعات.

في المقابل، تم تمديد العزل الذي فرض في 23 آذار/مارس في المملكة المتحدة إلى ما لا يقلّ عن ثلاثة أسابيع الخميس، لا تعتزم الحكومة حتى الآن رفعه. وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضرراً من الفيروس في أوروبا بتسجيلها أكثر من 16 ألف وفاة في المستشفيات، وهي حصيلة لا تتضمن الوفيات في دور العجزة أو في المنازل.

في الصين، ستفتح مدارس مقاطعة هوباي (وسط)، بؤرة تفشي وباء كوفيد-19، أبوابها اعتباراً من 6 أيار/مايو لطلاب المرحلة النهائية الثانوية، وفق ما أعلنت السلطات، اليوم الإثنين، بعد إغلاقها في أواخر كانون الثاني/يناير.

في الولايات المتحدة، حيث يتواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الداعي لاستئناف سريع للنشاط الاقتصادي، وبعض حكام الولايات الديموقراطيين، أعلن حاكم ولاية نيويورك بؤرة الفيروس في البلاد، أن تفشي الوباء بدأ يسلك مسارا "انحداريا" للمرة الأولى منذ ظهوره.

وقال أندرو كومو إن "كل المؤشرات تثبت أننا في مرحلة الانحدار" إلا أنه دعا إلى الحذر. وأشار حاكم الولاية الذي مدد مؤخرا إجراءات العزل حتى 15 أيار/مايو، إلى أن "مواصلة هذا التراجع سيعتمد على ما نفعل".

وإذا كانت ولاية نيويورك تشهد مؤشرات تحسن، فالحصيلة بشكل عام في الولايات المتحد تواصل ارتفاعها السريع. وتجاوز عدد الوفيات الأحد عتبة الأربعين ألفا، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تعتبر مرجعية.

وفي سائر دول العالم، تخطت تركيا عتبة الألفي وفاة، فيما تجاوزت إفريقيا عتبة الألف وفاة نحو 75 بالمئة منها في الجزائر ومصر والمغرب وجنوب إفريقيا.

وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا في أميركا اللاتينية عتبة المئة ألف، إضافة إلى نحو 5 آلاف وفاة.

في البرازيل، حيث تم تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة وأكثر من 2400 وفاة، انضمّ الرئيس جاير بولسونارو، إلى متظاهرين تجمعوا من دون احترام إجراءات العزل، أمام مقر القيادة العامة للجيش في برازيليا للمطالبة بتدخل عسكري وبإغلاق الكونغرس.