كشف تقرير جديد للأمم المتحدة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بعمليات الهدم والاعتقال والاعتداء على الفلسطينيين في ظل انشغال العالم أجمع بمكافحة فيروس كورونا.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، في تقرير له ، من استمرار هدم المباني المرتبطة بالمياه والنظافة الصحية، ما يمكن أن يقوض الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس.
وقال في تقرير يغطي فترة الأسبوعين الماضييْن: "في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، هُدم أو صودر 18 مبنى يملكه فلسطينيون أو تم تفكيكها بحجة الافتقار إلى رخص البناء، واقتُلعت 1,200 شجرة بحجة زراعتها على أراضي الدولة. عقب تفشي وباء كوفيد-19، جمّدت السلطات الإسرائيلية هدم المنازل المأهولة إلى حد كبير، ولكنها واصلت استهداف المباني التي يستخدمها أصحابها في تأمين سُبل عيشهم والمباني المتصلة بالخدمات".
وأضاف: "ومما يبعث على القلق بوجه خاص استمرار هدم المباني المرتبطة بالمياه والنظافة الصحية، ما يمكن أن يقوض الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس. فخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، صادرت السلطات الإسرائيلية مرحاضيْن متنقليْن وألحقت الضرر بصهريجيْ مياه في تجمع الطيبة الرعوي (الخليل) وهدمت ثلاثة خزانات مياه في قرية كفر نعمة برام الله، وفي هذه الحادثة الأخيرة، اقتلعت القوات الإسرائيلية 1,200 شجرة بحجة الإعلان عن الأرض باعتبارها أراضي الدولة".
وتابع: "لم تسجَّل أي عمليات هدم في القدس الشرقية منذ منتصف شهر آذار".
ولفت إلى أنه "في 1 نيسان، توفي رجل فلسطيني يبلغ من العمر 22 عاماً متأثراً بجروح أصيبَ بها في يوم 11 آذار، بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه خلال تظاهرة في قرية بيتا بجنوب نابلس احتجاجاً على المحاولات المتكررة التي يبذلها المستوطنون الإسرائيليون للاستيلاء على تلة قريبة تقع في المنطقة (ب) والمستمرة منذ أواخر شباط الماضي، وقد أثارت اشتباكات مكثفة مع القوات الإسرائيلية".
وذكر "أوتشا" أنه "أصيبَ 12 فلسطينياً، من بينهم أربعة أطفال، بجروح خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية".
وقال: "وقد تلقّى ثمانية من هؤلاء المصابين العلاج جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وأُصيب اثنان بالذخيرة الحية، واثنان جرّاء الاعتداء الجسدي. وسُجلت إصابة خمسة من الجرحى (بمن فيهم رضيع وطفلة عمرها ثلاثة أعوام جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع) في حادثتين بحي سلوان في القدس الشرقية خلال عملية بحث واعتقال، وبينما كانت قوات الشرطة تفرض القيود على التنقل في سياق كوفيد-19".
وأضاف: "وأصيبَ ستة فلسطينيين آخرين في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية التي كانت تقوم بأعمال الدورية في قرية بورين بنابلس، وخلال التظاهرات الأسبوعية التي تجري احتجاجاً على التوسع الاستيطاني والقيود والمفروضة على الوصول في كفر قدّوم بقلقيلية".
وأشار إلى "أن القوات الإسرائيلية نفّذت 53 عملية تفتيش واعتقال في مختلف أنحاء الضفة الغربية واعتقلت 45 فلسطينياً. وسُجِّل نصف هذه العمليات ونحو 60 في المائة من الاعتقالات في القدس الشرقية، وعشرة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل وتسعة في محافظة رام الله والبيرة. وهذا يمثل تراجعاً تزيد نسبته على 50 في المائة بالمقارنة مع معدل تلك العمليات لكل أسبوعين خلال الربع الأول من هذا العام".
كما ذكر أنه "في 56 مناسبة على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في المناطق المحاذية للسياج الحدودي مع إسرائيل وقبالة ساحل غزة في سياق فرض القيود على الوصول. ونتيجةً لذلك، أصيبَ ثلاثة صيادين فلسطينيين بجروح ولحقت الأضرار بقارب صيد".
وقال "أوتشا": "أصاب مهاجمون يُعتقد بأنهم مستوطنون إسرائيليون ثمانية فلسطينيين بجروح وألحقوا أضراراً جسيمة بالممتلكات، بما فيها 670 شجرة".