يدخل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي، غدا الأربعاء، عامه الـ19 في الأسر.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اختطفت البرغوثي في 15 نيسان العام 2002 من مدينة رام الله، وحكمت عليه بالسجن 5 مؤبدات وأربعين عامًا.
وتعرض المناضل البرغوثي لتحقيق عنيف وقاسٍ لأكثر من 100 يوم في أكثر من مركز تحقيق كالمسكوبية، و"بيتح تكفا"، والجلمة، والسجن السري. ورفض البرغوثى الاعتراف بشرعية المحكمة الإسرائيلية، معتبرًا اعتقاله "باطلا وغير شرعي"، ووجه لائحة اتهام طويلة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وأحدث جدلاً في المجتمع الإسرائيلي ولدى قادته السياسيين، الذين وجدوا أن اعتقاله قد أضرّ بإسرائيل.
وعلقت عشرات البلديات في دول العالم خاصة فرنسا صورة البرغوثى أمام أبوابها، وبعضها أصدرت جوازات سفر للبرغوثي، وتحول إلى رمز وطني لحركة التحرر الوطنية ومدافع عن الحرية والعدالة الإنسانية.
وحصل البرغوثى على درجة الدكتوراه داخل السجن، وقاد العملية التعليمية للأسرى داخل السجون والتأكيد على الثوابت الوطنية لأبناء شعبنا.
وقاد البرغوثي إضراب الحرية والكرامة عام 2017 لتوحيد صفوف الحركة الأسيرة ضد سياسات المحتل الإسرائيلي وانتهاكاتها تجاه الأسرى، خاصة أن هذا الاضراب التاريخي شارك فيه اكثر من ألف أسير لمدة 42 يوماً، تعرّض فيه الأسرى لعدوان وحشي وشرس وغير مسبوق من قبل سلطات الاحتلال ولكنهم أثبتوا صلابة استثنائية في إرادتهم ووحدتهم وسجلوا أسطورة في الصمود والتحدي.
وولد الأسير البرغوثي عام 1959 وهو من بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة، ويُعتبر أول عضو من اللجنة المركزية لحركة فتح، وأول نائب فلسطيني تعتقله سلطات الاحتلال وتحكم عليه بالسّجن المؤبد.
كما واُعتقل أكثر من مرة وكان أول اعتقال له حينما كان يبلغ من العمر (15 عاماً)، واعتقاله الثاني كان عام 1978، واعتقاله الثالث عام 1983.
وبعد الإفراج عنه عام 1983 التحق بجامعة بيرزيت واُنتخب رئيساً لمجلس الطلبة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، وفي عام 1984 أُعيد اعتقاله لعدة أسابيع، وفي عام 1985 اُعتقل لمدة (50) يوماً تعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام، واُعتقل إدارياً في نفس العام.
وفي عام 1986 بدأ الاحتلال بمطاردته، إلى أن أُعتقل وجرى إبعاده، وعمل إلى جانب الشهيد القائد أبو جهاد.
وفي المؤتمر العام الخامس لحركة فتح 1989 اُنتخب عضواً في المجلس الثوري للحركة، وعاد إلى الوطن في نيسان/أبريل عام 1994 واُنتخب نائباً للشهيد القائد فيصل الحسيني، وأمين سر لحركة فتح في الضفة الغربية، ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي، إذ بادر البرغوثي إلى إعادة بناء تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية، إلى أن أُنتخب عام 1996 عضواً في المجلس التشريعي لحركة فتح وكان أصغر عضو فيه.
وانتخب المؤتمر السادس لحركة "فتح" عام 2009، مروان البرغوثي عضوا في اللجنة المركزية، كما تم إعادة انتخابه أيضا في المؤتمر السابع عام 2016 عضوا للجنة المركزية.
وخلال انتفاضة الأقصى والتي كان من أبرز قادتها، اتهمته سلطات الاحتلال بتأسيس وقيادة كتائب شهداء الأقصى- الجناح العسكري لحركة فتح، وتعرض للمطاردة وإلى محاولتي اغتيال.
وترأس المناضل مروان البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006، وهو من بادر لصياغة وثيقة الأسرى، وفي التاسع من أيار 2006 وقع البرغوثي نيابة عن حركة فتح "وثيقة الأسرى للوفاق الوطني" الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساساً لمؤتمر الوفاق الوطني.
وفي العام 2010 حصل القائد البرغوثي من قسم العزل الجماعي في سجن "هداريم" على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية، وقد صدر للبرغوثي مجموعة من الكتب خلال سنوات الأسر الماضية منها كتاب "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي".