كشفت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة، المُقرّبة جدًا من رئيس حكومة تصريف الأعمال في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، النقاب، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى وواسعة الاطلاع في تل أبيب، عن أنّ تقريرًا سريًا أعّدته وأنتجته وزارة الخارجيّة في الدولة العبريّة يتوقّع أنْ يؤدّي انتشار جائحة الـ”كورونا” في الشرق الأوسط إلى انهيار أنظمة في المنطقة، مُضيفةً، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ مخاوف كبيرةً جدًا تُحدِّق باستقرار نظاميْ الحكم في مصر والمملكة الأردنيّة الهاشميّة جرّاء انتشار الوباء في الشرق الأوسط، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ النظامين المذكوريْن، المصريّ والأردنيّ، هما النظامان اللذان تربطهما مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ اتفاقية سلام، ويقومان بالتعاون على جميع الأصعدة مع تل أبيب، على حدّ تعبير المصادر.
وشدّدّ مُعِّد التقرير في الصحيفة العبريّة، شدّدّ على أنّه في الشهر الأخير قام أكثر من 20 دبلوماسيًا وخبيرًا في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة بإعداد التقرير المذكور، وتمّ نقله إلى جميع الأقسام التابعة للخارجيّة الإسرائيليّة للاطلاع عليه، وبالإضافة إلى ذلك تمّ إدخال بعض التعديلات والتصليحات عليه، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الرجل الذي قاد عملية إعداد التقرير المذكور كان أورن أنوليك، رئيس قسم التخطيط السياسيّ، الذي قام بتقديم النتائج التي تمّ التوصّل إليها إلى وزير الخارجيّة، يسرائيل كاتس، وللمدير العّام لوزارة الخارجيّة، يوفال روتِم، كما قال.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أفادت الصحيفة العبريّة، التي يملكها الثريّ الأمريكيّ-اليهوديّ شيلدون إيدلسون، الذي لا يعترف بوجود شعبٍ فلسطينيٍّ، أفادت أنّ تقرير الخارجيّة الإسرائيليّة يتوقّع أيضًا أنْ تشهد مرحلة ما بعد وباء الـ”كورونا” تعاظم مكانة الصين ويستشرِف خطر مواجهة أمريكيّة صينيّة، ويُحذِّر من استغلال إيران الوباء في إنتاج السلاح النوويّ.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التقرير يتوقع انتهاء عهد التجارة الحرّة وتوجّه الدول نحول الانغلاق على ذاتها، بحيث ستقوم كلّ دولةٍ بالتركيز على محاولة إنتاج بقدراتها الذاتية كلّ ما له علاقة بأمنها القوميّ بغضّ النظر وبصرف الطرف عن الكلفة الماديّة لهذه الخطوة، بحيث تفرض قيودًا كبيرةً على التصدير والاستيراد، كما جاء في التقرير.
ولفت التقرير إلى أنّه يُتوقع أنْ تشهد مرحلة ما بعد وباء الـ”كورنا” ارتفاع أسهم الدول ذات القدرات في المجال التقنيّ والسايبر (الحرب الالكترونيّة)، على اعتبار أنّ حاجة العالم للتقنيات التي تمكن العمل عن بعد ستتعاظم، وهو يعتبر ذلك مؤشر تفاؤل لكيان الاحتلال الإسرائيليّ مع التأكيد على ما يمكن أنْ يخسره في حال سقطت الأنظمة المتحالفة معه في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا للتقرير الإسرائيليّ.
وشدّدّ مُعِّد التقرير على أنّ ما أسماه “قلب التقرير المذكور” يُركِّز على أنّ العالم تحوّل بسبب العولمة إلى قريةٍ عالميّةٍ صغيرةٍ، ولكنّ التقرير يتوقّع أنّ هذه القرية ستختفي عن الوجود، كما أنّ التبادل التجاريّ الحرّ بين الدول لن يستمِّر بتاتًا في حقبة ما بعد وباء الـ”كورونا”، لافِتًا إلى أنّ الحديث يجري عن توقعاتٍ فقط لأنّ الحدث ما زال جاريًا، وأضاف التقرير الإسرائيليّ، وفق صحيفة (يسرائيل هايوم) أنّ العالم يسير بخطىً حثيثةٍ نحو الأزمة الاقتصاديّة التي شهدها العالم في العام 1929 وبداية الثلاثينيات من القرن الماضي، وأضاف أنّ الإنتاج القوميّ العالميّ انخفض بنسبة 12 بالمائة، وهذا الانخفاض سيستمِّر مع ارتفاعٍ حادِّ في البطالة في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وفي أماكن أخرى بالعالم، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الأزمة الاقتصاديّة العالميّة، جاء في تقرير الخارجيّة الإسرائيليّة، ستؤدّي إلى انخفاض الطلب على الغاز، ونتيجةً لذلك فإنّ هذا الأمر سيمس مسًّا سافِرًا بإسرائيل التي خططت الاعتماد كثيرًا على تصدير الغاز خلال السنوات المُقبلة، على حدّ تعبير التقرير.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، فإنّ تقرير الخارجيّة الإسرائيليّة يتوقّع أنّه بالإضافة إلى الأزمة الاقتصاديّة التي ستعصِف بالعالم بعد وباء الـ”كورونا”، ستنضاف أيضًا مُنافسةً قويّةً جدًا بين الدول، في كل ما يتعلّق في مجال الصحّة، حيثُ ستسعِّر المُنافسة بين الدول على الطلب الكبير لاقتناء الأدوات الطبيّة، كما يجري الحال اليوم ومنذ بدء الأزمة الحاليّة، وهذه المُنافسة ستشتّد كثيرًا، ومن غير المُستبعد أنْ تؤدّي إلى توتّرت دوليّةٍ وعالميّة، كما أكّد التقرير الإسرائيليّ.
راي اليوم