بدأت هيئة الأعمال الخيرية العالمية، أمس، استخدام جهاز متطور لتعقيم الأحياء والأسطح الصلبة، وذلك في إطار حملة "رفع البلاء والوباء" التي أطلقتها بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ في فلسطين في مواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا".
وقال مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين إبراهيم راشد: إن المحطة الأُولى لاستخدام هذا الجهاز المتطور كانت في مدينة نابلس، حيث تم تعقيم الشوارع والأحياء والأسطح الصلبة والمركبات في منطقتي الجبل الشمالي وجسر التيتي، اللتين أعلن محافظ نابلس حجرهما في أعقاب إصابة أحد المسعفين في مركز الإسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال بفيروس "كورونا".
وأوضح راشد أن هذا الجهاز يمثل أفضل وسيلة دفاع حتى اللحظة ممكن أن تساعد في تعقيم الأحياء والشوارع والأسطح الصلبة، وتحديداً في التجمعات السكانية التي تسجل إصابات بفيروس "كورونا".
وأشار إلى أن طواقم هيئة الأعمال الخيرية بصدد استخدام جهاز التعقيم الحديث في التجمعات السكانية والمناطق المحاذية للخط الأخضر، التي يعبرها آلاف العمال، وذلك بالتنسيق مع لجان الطوارئ المحلية المشكلة في تلك التجمعات.
وبّين أن هذا الجهاز يأخذ شكل "المدفع" وجرى تركيبه على شاحنة، وهو مخصص لضخ كميات كبيرة من الرذاذ لسائل صحي مخصص لمكافحة الفيروس، موضحاً أن الرذاذ يصل إلى نحو 15 متراً، ويمتاز بفاعليته في مكافحة الفيروس، وهو مصمم وفق أحدث المواصفات.
وشدد على أهمية جهاز التعقيم الأول من نوعه في تعقيم المناطق المفتوحة التي تسجَّل فيها إصابات بالفيروس، ويتم استخدامه بالتزامن مع قيام طواقم هيئة الأعمال الخيرية بتعقيم منازل المصابين والأحياء والتجمعات السكانية الواقعة فيها، وذلك في إطار حملة "رفع البلاء والوباء".
وأضاف راشد: إن هيئة الأعمال أطلقت هذه الحملة بالتزامن مع إعلان الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ العامة في فلسطين لمنع تفشي فيروس "كورونا"، التي في إطارها نُفذت، ولا تزال، مئات التدخلات الإنسانية التي اشتملت على تعقيم منازل المصابين ومراكز الحجر الصحي والأحياء، وتزويد المؤسسات بأدوات التعقيم ووسائل الصحة والسلامة العامة، وإغاثة العائلات الواقعة رهن الحجر الصحي، وتوسيع نطاق برنامج "العيش الكريم" الذي تستفيد منه آلاف العائلات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وأوضح أن هيئة الأعمال الخيرية نفذت تدخلها الأخير في مدينة نابلس، بالتعاون مع المحافظة ومديرية الدفاع المدني وجمعية "مديد" للإرشاد والصحة النفسية وتنمية الموارد البشرية، ما كان له الأثر الكبير في نفوس أهالي المدينة، وتحديداً القاطنين في منطقتي الجبل الشمالي وجسر التيتي.
من جهته، قال ممثل الدفاع المدني في نابلس إن طواقم الدفاع المدني وبجهد وطني مشترك مع هيئة الأعمال الخيرية العالمية، ومجلسي قريتي عورتا وأوصرين، استكملت عمليات التعقيم في محافظة نابلس، وتحديداً قريتي عورتا وأوصرين وحواجز الأمن داخل المدينة والجبل الشمالي، بهدف حماية المواطنين من خطر انتشار "فيروس" كورونا والحد منه.
أما المهندسان الشقيقان مفيد ويزيد علاونة، وهما من بلدة جبع جنوب جنين، وتوليا مهمة تصنيع جهاز التعقيم، فأكدا أن هيئة الأعمال الخيرية طلبت من المجموعة الهندسية لتصميم وتصنيع الماكينات تصميم جهاز تعقيم نوعي وذي فاعلية عالية في مكافحة خطر انتشار الفيروس، فبذلا جهوداً كبيرة في تصنيعه وتصميمه.
وأوضح علاونة أن هذا الجهاز يشتمل على منظومة توجيه ميكانيكية 360 درجة ومنظومة رش مائية، إضافة إلى نظام دفع هوائي، بحيث تعمل هذه الأجزاء بشكل متكامل للحصول على أفضل نتيجة تعقيم، بحيث يتم توزيع وتذرير مادة التعقيم وإكسابها قوة دفع بسبب نظام الهواء لنشرها على الأسطح بشكل متجانس وكامل.
وأكدا أن الهدف من هذا الابتكار هو الحاجة لوجود جهاز للتعقيم بشكل أسرع وكفاءة أعلى، ويخدم المجتمع بتأمين الطرقات العامة وتعقيمها وخاصة التجمعات السكانية والأماكن التي يتواجد فيها الناس بشكل كبير، إضافة إلى الأماكن التي يسجل فيها وقوع إصابات.
بدوره، قال رئيس جمعية "مديد" أحمد دويكات إن الجمعية بدأت، ومنذ الأيام الأولى لإعلان حالة الطوارئ في فلسطين، تنفيذ برنامج "العيش" الكريم بدعم من هيئة الأعمال الخيرية، حيث تقدم الخبز الطازج يومياً للعائلات المتعففة في المحافظة، ومن ضمنها منطقة الجبل الشمالي، وتعمل على تقديم المساعدات التي من خلالها تساهم في التخفيف من الأعباء الاقتصادية والنفسية والاجتماعية عن تلك العائلات.