تسلّم التجمع المقدسي لمواجهة فيروس كورونا، من شركة (باديكو) فندق سانت جوروج في القدس الشرقية، لتحويله لمركز للحجر الصحي، بمبادرة من رجلي الأعمال صبيح وبشار المصري.
وبحسب ما أفاد المصري، فإن طاقم الفندق شرع بإجراء التحضيرات والتجهيزات اللازمة حسب متطلبات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وقام قسم الهندسة بالفندق بالتنسيق مع شركة مختصة بتعقيم كامل لجميع مرافق الفندق، وتم تجهيز كافة غرف الفندق (البالغ عددها 130 غرفة) من ناحية التنظيف والترتيب وغسل وتعقيم كافة الشراشف والمناشف.
وأضاف: سيقوم الفندق بتأمين كافة خدمات الغرف للمحجورين ( إنترنت مجاني، مياه ساخنة، مشاريب ساخنة و باردة، ماء شرب، خدمة التنظيف، طعام)، مؤكداً ان طاقم الفندق قام بتجهيز مدخل منفصل للطاقم و للمتطوعين والأطباء ومدخل خاص للمحجورين.
وأوضح المصري: لقد تم تدريب الطاقم على كيفية تقديم الخدمة خلال الطوارئ وكيفية التعامل مع المحجورين وكيفية التنظيف وإتلاف النفايات وقام طاقم الفندق بتحضير كل مستلزمات الطعام، حسب متطلبات وزارة الصحة. كما تم توفير لباس خاص ومواد تعقيم خاصة لطاقم ومرافق الفندق.
وفور تسلم التجمع المقدسي لمواجهة فيروس كورونا الفندق بدأ بالاستعدادات الفنية والطبية والوقائية اللازمة، حيث ستتولى نقابة أطباء القدس المسؤولية والإشراف الطبي إضافة لجمعية المسعفين العرب والدكتور ماهر ديب.
وقال التجمع المقدسي، إنه سيتم استقبال المقدسيين المخالطين لأحد المصابين أو العائدين إلى الوطن لأسبوعين في الحجر بشكل مجاني، ابتداءً من يوم غد، وذلك خشية تفشي الوباء خاصة في الأحياء المكتظة في المدينة.
وأوضح التجمع، أن الحجر الاجتماعي في فندق سانت جورج لا يشمل المصابين إنما من طُلب منه الحجر من المستشفيات والمراكز الصحية. مضيفاً انه يوجد طابق خاص بالسيدات. مؤكدا أنه يشترط على المحجورين التوقيع على تعهد خطي بعدم الخروج من الغرفة قبل إنتهاء فترة الحجر الخاصة بهم.
وقال بشار المصري رئيس مجلس إدارة باديكو: " هذا دورنا في هذه المعركة الشرسة والقدس غالية على قلوبنا وسنوفر كل ما نملك لحماية أهلنا. فور توجه التجمع المقدسي لنا كان قرارنا واضح بالتشاور مع رجل الأعمال صاحب القلب الكبير صبيح المصري الذي لم يتردد لثانية لمنح الفندق للحجر الاجتماعي".
وأضاف المصري،" أن هذه الخطوة جاءت في إطار سلسلة من التحركات والمبادرات التي نقودها في القطاع الخاص الفلسطيني للوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذا الوباء الذي فاجأ الجميع".
وبين المصري أن أربعة فنادق تتبع باديكو القابضة أصبحت اليوم في خدمة القطاع الصحي الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، هي فندق قصر جاسر في بيت لحم، وفندقي المشتل وبلو بيتش في قطاع غزة، وآخرها فندق سانت جورج .
وأكد المصري أن هذه الأزمة تضع مسؤولية كبيرة على القطاع الخاص الفلسطيني للتخفيف من أعبائها على شعبنا، مشيراً إلى أن هذه ليست فترة الربح بالنسبة لرجال الأعمال، ولكنها فترة الوقوف مع بعضنا البعض في الشدائد والمحن، قائلاً "لقد استثمرنا في هذه الأرض المباركة طويلاً وبذلنا جهوداً كبيرة للمساهمة في عملية البناء والتنمية والنهوض بالاقتصاد، وكل ذلك كان رسالة منا للعمل على تمكين الإنسان الفلسطيني اقتصادياً، واليوم علينا أن نواصل ما بدأناه وفق ما تقتضيه المرحلة من دعم للقطاع الصحي الفلسطيني".
وأضاف: "الأولوية الآن يجب أن تكون منصبة باتجاه الحفاظ على الإنسان الفلسطيني قوياً وسليماً فقط دون أي اعتبارات اقتصادية أو ربحية، وإذا نجحنا في ذلك، وسننجح بإذن الله، فحينها نستطيع أن نبني الاقتصاد من جديد ونستطيع أن نعوّض ما فات، ولكن سلامة الإنسان لا تُعوَض".
وأشار المصري إلا أنه يقود بنفسه مجموعة من المبادرات المستمرة للتخفيف من تداعيات هذه الجائحة، وأن هذه ليست آخر الخطوات، موضحاً أنه في حالة تقييم مستمر للمجريات على الأرض، لتقديم مبادرات إغاثية نوعية وفق ما تستدعيه الظروف في الميدان.
من جانبه، أشاد منسق التجمع المقدسي أحمد البديري بالخطوة وقال " في أصعب الظروف تظهر معادن الرجال وهذه الخطوة مهمة لأنها سد منيع سيرفع لوقف طوفان وباء الكورونا. التجمع المقدسي سيحاول إدارة هذه العملية الصعبة والمرهقة ولكن من حق المقدسيين أن يكون لهم حجر اجتماعي عربي يرتاحوا فيه بأمن وآمان بين أهلهم وإن كانت الزيارة أصلا ستكون ممنوعة لكن على الأقل نحن سنكون حولهم ".