ردّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، بقوةٍ وتحدٍ على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينت، التي ربط فيها إدخال المساعدات الطبية لغزة من أجل مكافحة وباء "كورونا"، بإعادة جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وجاء تصريحُ النخالة باللغة التي يفهمها العدو جيداً، حاملاً رسالةً واضحةً له مفادها بأن لغة المساومة والابتزاز والمقايضات الرخيصة، يقابلها استشعار للمسؤولية الوطنية والأخلاقية، فالمقاومة لا تعرفُ الخنوع، وجاهزةٌ على الدوام للنهوض بواجبها في الدفاع عن الشعب والوطن.
ويُقدّر النخالة جيداً الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء شعبه، والتحديات التي تطرأ من حينٍ لآخر، لذا جاء تصريحه هذا، في هذا الوقت الحساس، ليجدد التأكيد بأن المقاومة تمتلك زمام المبادرة، ولن تقف مكتوفة الأيدي على إذلال حاضنتها الشعبية وتجويعها.
وحملَ تصريحُ النخالة رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي والقوى الداعمة له بأن مواصلة تهديدهم لحياة الشعب الفلسطيني، واستمرارهم في حصاره، سيشمل رداً يطال الجميع بدون استثناء.
ويضع النخالة الاحتلال أمام خيارين في هذه الظروف، إما دخول الملاجئ وما يترتب على ذلك، أو إنهاء الحصار وإطلاق سراح الأسرى. وهنا المقاومة لا تبتز أو تلعب على وتر الأزمة التي يعانيها الاحتلال بفعل وباء "كورونا"، لكنها تردُ على تصريحات قادته العنصرية والوقحة.
وكما هو معروف من سيرة المقاومة الفلسطينية ومسيرتها الطويلة بأنها تتحلى بأخلاق الفرسان، وأنها لا تستهدف سوى وجود الاحتلال كقوة جاثمة فوق أرضه. ولعل عمليات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وحتى خلال انتفاضة الأقصى الثانية، كانت تُركز في استهدافها على جنود الاحتلال.
مما سبق نستنتج بأن النخالة يُدرك أبعاد ونتائج ما يقوله جيداً، وكل ما يُهمه صون كرامة شعبه وبقائه متجذراً فوق أرضه، والعدو يعلم جيداً بأن الرجل لا يُطلق تصريحات جوفاء أو للاستعراض الإعلامي، فقد خبره جيداً في صولات وجولات عديدة منها ما قادها وجهاً لوجه خلال فترة أسره.