قال كاتب إسرائيلي إن "نشوب وباء كورونا جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية أزمة سياسية، لكن أحدا ما في رام الله، وهو رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، أصيب بالذهول من ظهور الوباء، وبدا له أنه سينجح في مواجهته بتوجيه الاتهامات لإسرائيل في ظل وجود عشرات آلاف العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية، ممن ينامون داخل إسرائيل، حتى لا ينقلون العدوى لذويهم في حال أصيبوا بالوباء".
وأضاف جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية بمقاله في صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "السلطة الفلسطينية ترى أن الكورونا وجهت لإسرائيل ضربة قوية، لكنهم يشعرون أن الوباء قد ينتقل منها إلى الأراضي الفلسطينية، ومن يريد نموذجا على ذلك، فإن 15 فلسطينيا عملوا في مصنع للدجاج بمستوطنة عطيروت، من بين 50 عاملا أصيبوا بكورونا خلال عملهم".
وأوضح أن "هناك 150 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية وشرقي القدس يعملون في إسرائيل، ومن خلال عملهم يدخلون مقدرات مالية للاقتصاد الفلسطيني بعشرات ملايين الشواكل النقدية كل شهر، مما يعود بأموال باهظة لخزينة السلطة الفلسطينية، كما أن إسرائيل لديها مصلحة اقتصادية كبيرة باستمرار تشغيلهم لديها، فهم العصب الحقيقي لقطاع البناء فيها، وبدونهم فإن هذا القطاع يتوقف في إسرائيل".
وأشار خوجي، محرر الشؤون العربية والفلسطينية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "مقاولي البناء الإسرائيليين التزموا أمام الحكومة الإسرائيلية بتوفير إجراءات المبيت لهؤلاء العمال، في حين أن السلطة الفلسطينية طلبت منهم البقاء فترة طويلة في إسرائيل دون العودة للضفة الغربية، وبذلك فإن الأطراف الثلاثة كانت راضية بهذا الإجراء".
واستدرك بالقول، إن "أياما قليلة مرت دفعت برئيس الوزراء محمد اشتيه لتغيير موقفه، حين تبين له أن إصابة عامل واحد عائد للضفة الغربية قد تتسبب بانتشار العدوى بين الكثير من الفلسطينيين، بالتزامن مع معلومات وصلت إليه تفيد بأن إسرائيل عرضة لانتشار كبير للوباء بين مواطنيها، مما يعني أن السبعين ألف عامل فلسطيني في إسرائيل باتوا عرضة لانتقال العدوى، مما يعني كارثة للفلسطينيين، ولذلك قرر إعادتهم للضفة".
وأكد أن "قرار اشتيه جاء رغم أنه بحاجة لأموال هؤلاء العمال، لكن انتشار الكورونا قد يسبب له كارثة صحية وسياسية في الوقت ذاته، مع العلم أن اشتيه واجه هذه الأزمة في وقت من الفراغ السياسي، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس يرسل بصورة دورية للمستشفى لإجراء الفحوصات الدورية بسبب المشاكل الصحية التي يعانيها بين حين وآخر".
وأشار إلى أن "هذه الإجراءات تدفع اشتيه لتركيز نظره لموقع الرئيس في اليوم التالي لغياب رئيسه، في حال نجح بإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني من كارثة كورونا".
وختم بالقول: "صحيح أن إعادة العمال الفلسطينيين إلى الضفة الغربية كان قرارا صعبا، لكنه خطوة قيادية، وفي حال تجاوزت السلطة الفلسطينية هذه الأزمة بخير، فإن ذلك سيزيد من فرص نفوذ اشتيه في الساحة الفلسطينية، ويساعده في التنافس على موقع الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية".