منذ أزمة فيروس كورنا وكل ما يتعلق بالأسرى بات مجهولاً، فالمحاكم العسكرية للأسرى يتم تأجيلها إلى تاريخ لا يعرفه الأسرى وعائلاتهم، ومنهم من ينتظر المحاكمة منذ أكثر من عامين، وعند موعد المحكمة يتم التأجيل بذريعة فيروس كورونا، دون أن تتمكن العائلة من معرفة موعد التأجيل.
عائلة الأسير المريض صالح أبو صالح من قلقيلية، المعتقل منذ شهر نيسان من عام 2018، تعيش في حالة قلق، فمحاكمته كانت الخميس الماضي، ولم تُعقد المحكمة، ولا تعرف العائلة ولا المحامي موعد التأجيل.
أُم عبادة، زوجة الأسير صالح أبو صالح، تقول في حديث معها إن ولديها الطفلَين محمد وعبادة يعانيان المرض في الكلى، فيما زوجها يعيش المرض داخل الأسر، فهو يعاني من نوبات عصبية ويقبع في سجن جلبوع، ومحاكمته كانت قبل أيام، وتم تأجيلها.
وتضيف أُم عبادة: وجعنا مركب بين تأجيل محاكمة زوجي المعتقل منذ أكثر من عامين، وبين وجع طفلَيّ عبيدة ومحمد، الاحتلال ينتقم من زوجي بهذه الطريقة العنصرية القاسية، ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية صامتة أمام هذه العذابات التي نعيشها، فمن حقنا كعائلة أسير يعاني من مرض وطفلاه يعانيان من المرض، أيضاً، أن تكون لنا خصوصية، خاصةً أنه توجد تقارير طبية موثقة لزوجي في إدارة السجون، ونُقل عدة مرات إلى العيادة والمستشفيات بسبب حالة النوبات العصبية والخطيرة عليه، ومع ذلك يتم تأجيل محاكمته".
نجلها عبيدة ابن السنوات العشر سنوات يقول بحرقةٍ في حديث عن والده: "أُريد بابا عندي، فأنا مريض وهو يداويني"، عبيدة لا يذهب إلى المدرسة منذ صغره، فمرض الكلى عنده يمنعه من البقاء في مكانه فترة طويلة، والدواء الذي يحتاجه مع شقيقه محمد غالي الثمن".
أما عائلة الأسير المريض لؤي داود، فتقول: "تم تأجيل محاكمة الأسير لؤي إلى موعد مجهول، وهو يقبع في سجن مجدو، ويحتاج إلى العلاج في عينيه، فبصره ضعف كثيراً، ولا يرى في إحدى عينيه ويحتاج إلى زراعة قرنية".
زوجته ام العبد تقول: "زوجي أمضى في السجون 13 عاماً، وأُبعد ٌلى غزة عام 2003 وهو في سجن النقب، وفي الاعتقال الأخير في 16/ 3/ 2018 تم تأجيل محاكمته عدة مرات، وهو ما زال موقوفاً، ولا يعلم المحامي عن تاريخ التأجيل الأخير، فمن المفترض أن يُحكم الخميس الماضي بعد عامين من التأجيل، إلا أن التأجيل جاء مفاجئاً، ونخشى عليه بعد تعدد الأمراض لديه من سكري وضغط وديسك وضعف في البصر، وفيروس كورونا أضاف إلينا وجعاً آخر، فبتنا قلقين أكثر على سلامته وصحته".
ويقول نجله عبد الرحيم (17 عاماً): "والدي لا يفارق مُخيلتي، منذ صغري وأنا أزور السجون وأدق بواباتها، لكن حالياً أخاف عليه كثيراً بسبب تفشي فيروس كورونا، وإذا دهم السجون تكون الكارثة الكبرى، وأُخاطب الجميع بالضغط للإفراج عن الأسرى، خاصةً المرضى منهم، فهم أكثر الناس عرضةً لهذا الفيروس".