ا يُمكِن إخفاء أيّ شيءٍ تحت الشمس، ففي نهاية المطاف تنقشِع الغيوم وتظهر الحقيقة، أوْ كما يقول المثل العامّي: “ذاب الثلج وبان المرج”، إلّا أنّ الخبر الذي نحن بصدده يكشِف كذب وكالة المُخابرات الإسرائيليّة الخارجيّة (الموساد) في جمع المعلومات، وتحديدًا عن العدوّ الأوّل لكيان الاحتلال الإسرائيليّ: الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، في إطار الحملة التي تقوم فيها الدولة العبريّة لعزل إيران وشيطنة قادتها، ضمن الحرب النفسيّة القذِرة التي تخوضها ضدّ هذه الدولة الإسلاميّة.
وكما هو معروف فإنّ التهديد الإيرانيّ يُسيطِر ويُهيمِن على شخصية رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو منذ أكثر من عقدين، حتى بات يتملّكه، والرجل يعمل كلّ ما في وسعه من أجل منع طهران من الحصول على القنبلة النوويّة لأنّه يؤكّد في مُناسبةٍ أوْ بغيرها أنّ مُجرّد حصول الجمهوريّة الإسلاميّة على القنبلة النوويّة فإنّها ستكون تهديدًا وجوديًا على الدولة العبريّة، ويُضيف بأنّ صُنّاع القرار في طهران لن يتورّعوا عن استخدامها لشطب إسرائيل عن الخريطة، كما سبق وتوعّدوا في السابق، وأيضًا في الحاضر، كما يؤكّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، المُتهَّم بثلاثة ملّفات فساد تشمل فيما تشمل تلقّي الرشاوى، خيانة الأمانة، النصب والاحتيال.
مُراسِل الشؤون السياسيّة في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، باراك رافيد، كشف مساء أمس الجمعة في نشرة آخر الأسبوع، كشف النقاب عن قضيةٍ تبدو للوهلة الأولى ثانويّةً، ولكنّها تحمِل في طيّاتها الألاعيب والمؤامرات والدعاية الكاذِبة التي يقوم فيها الكيان، بواسطة وكالات مخابراته، لشيطنة إيران وحُكّامها، وتابع المُراسِل، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ رفيعة المُستوى في الكيان، شاركت في اجتماع المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر، تابع قائلاً إنّه خلال الاجتماع الأخير الذي عُقِد يوم الاثنين الماضي في القدس عن طريق (الفيديو كونفيرانس)، قام نتنياهو بتوجيه أمرٍ لرئيس مجلس الأمن القوميّ، مئير بن شابات، الذي شارك في الجلسة بعرض فيلمٍ قصيرٍ تمكّن (الموساد) من الحصول عليه، وفعلاً قام بن شابات بعرضه حيث شاهد الوزراء شاحنات إيرانيّة كبيرة تقوم بجمع الجثث ونقلها إلى مدافن ومقابر جماعيّةٍ بالقرب من العاصمة طهران ودفنها هناك، الأمر الذي يؤكِّد أضاف نتنياهو، وفق تقرير التلفزيون العبريّ، أنّ عدد الموتى جرّاء تفشّي وباء الـ”كورونا” في الجمهوريّة الإسلاميّة كبير جدًا، وأنّ السلطات في طهران تكذب ولا تقول الحقيقة عن عدد الموتى من الوباء المذكور.
نتنياهو، أضاف المُراسِل في التلفزيون العبريّ، أكّد للوزراء على أنّ هذا الفيلم يؤكِّد ما يقوله دائمًا إنّ الإيرانيين يقومون بالكذب في كلّ شيءٍ وعن كلّ شيءٍ، بما في ذلك عن برنامجهم النوويّ، وتابع المُراسِل، نقلاً عن المصادر عينها، تابع قائلاً إنّه بعد انتهاء جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المُصغَّر توجّه العديد من الوزراء إلى سكرتارية مجلس الوزراء في القدس وطلبوا الحصول على نُسخةٍ من الفيم الذي يُدين إيران لاستخدامه في الدعاية ضدّها، مُضيفًا أنّ نتنياهو وافق على الطلب وأمر بمنح الوزراء النسخ التي طلبوها.
ولكن المفاجأة الكبرى، زاد مُراسِل التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادره، كانت الاكتشاف أنّ الفيلم لا يمُتّ بصلةٍ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، لوباء الـ”كورونا” وانتشاره في إيران، وأنّ الحديث في الفيلم يدور عن أحداثٍ متخيلّة وقعت في العام 2007، وهو نفس العام الذي تمّ فيه تصوير الفيلم الذي “يُدين” إيران، بحسب نتنياهو، الذي اعتمد على الموساد ومجلس الأمن القوميّ، وبعد التمحيص تبينّ أنّ مَنْ قام بنشر الفيلم المذكور هم جماعات إيرانيّة معارضة، حيثُ استخدموا وسائط التواصل الاجتماعيّ لهذه المهمة، ووقع (الموساد) في الفخ، وادعى أمام قائده الرئيسيّ، بنيامين نتنياهو، أنّه حصل على صيدٍ ثمينٍ، يُساهِم كثيرًا في شيطنة إيران والتأكيد للعالم أنّها تكذِب، كما قالت المصادر الرفيعة في تل أبيب للتلفزيون العبريّ.
ولفت المُراسِل في حسابه على “تويتر” بعد نشر الخبر في القناة الـ13 لفت إلى أنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ لم ينفِ ما ورد في الخبر، ولكنّه أكّد أنّه اكتشف الخطأ ولم يستخدِم الفيلم في الدعاية الإسرائيليّة ضدّ إيران، على حدّ تعبيره.
راي اليوم