تقرير: المستوطنات تحولت لبؤر ناقلة لفيروس "كورونا" إلى المدن والقرى الفلسطينية

السبت 04 أبريل 2020 10:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: المستوطنات تحولت لبؤر ناقلة لفيروس "كورونا" إلى المدن والقرى الفلسطينية



رام الله / سما /

قال تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، إن المستوطنات الإسرائيلية تحولت إلى بؤر ناقلة لوباء "كورونا" إلى المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو ما توقعته الحكومة الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الفلسطينية كانت دعت إلى أخذ الاحتياطات الوقائية الضرورية بشأن ذلك، وطالبت العمال على أساسه بالتوقف تحديدا عن العمل في المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات، حيث جاءت التطورات تؤكد مصداقية ما توقعته الحكومة، فبدأ وباء الاستيطان والمستوطنات يصدر "بضاعته" إلى الجانب الفلسطيني عبر العمال الفلسطينيين، الذين تركهم الجانب الإسرائيلي دون حماية من وباء الفيروس المستجد. وأضاف ان حالات إصابة بدأت تظهر في القرى والمدن الفلسطينية، أما مصدرها فقد كان المشاريع الإسرائيلية في المستوطنات مثل ما جرى مع الإصابات المسجلة لعمال فلسطينيين في مصنع دجاج بمستوطنة "عطروت" في القدس المحتلة، ما يعد نذير خطر يتطلب من الجميع مضاعفة الالتزام بالتدابير والاجراءات الاحترازية والوقائية بشأنه.

وبين أن فيروس "كورونا" بدأ ينتشر في قرى محافظتي القدس ورام الله والبيرة، في بدو وقطنة والقبيبة وحزما ودير جرير وسنجل، ليمتد إلى قرى مدن أخرى مثل قصرة في محافظة نابلس، وكذلك مدينة طولكرم، فبدأ التهديد يطل برأسه وأصبح على درجة عالية من الخطورة بفعل أكثر من اعتبار من بينها احتمال عودة عشرات آلاف العمال الفلسطينيين من إسرائيل ومن المستوطنات بسبب قرب بدء عيد الفصح اليهودي (البيسح)، وبسبب سياسة الاحتلال التي تستهدف بقصد أو دون قصد (لا فرق) الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها الطبية والأمنية والمجتمعية، لحماية المواطنين الفلسطينيين من تفشي وباء "كورونا"، عندما أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على فتح البوابات الحديدية والحواجز المقامة على جدار الضم والتوسع العنصري شمال الضفة الغربية، الأمر الذي شكل إرباكا للطواقم الأمنية والطبية المنتشرة على مختلف الحواجز ونقاط التماس لاستقبال العمال الفلسطينيين العائدين إلى مناطقهم، تلبية لدعوة الحكومة لهم بالعودة إلى بيوتهم وعائلاتهم بعد تفشّي "كورونا" بصورة متصاعدة في صفوف الإسرائيليين.

وأوضح التقرير أن "المستوطنات بدأت تظهر في معركة الفلسطينيين مع فيروس "كورونا" باعتبارها على حد تعبير رئيس الوزراء محمد اشتية، وهو محق في ذلك، الثغرة الحقيقية في معركة الفلسطينيين ضد تفشي فيروس كورونا، فضلا عن الاحتلال وحواجزه وكل إجراءاته التي تحاول إفشال جهودنا لحماية أبناء شعبنا ووقف تفشي الوباء".

وفي أنشطة الاستيطان المتواصلة، ذكر التقرير أن المستوطنين بالبؤرة الاستيطانية في سوق الدباغة بمباني "ديرمار يوحنا" في القدس المحتلة الذي استولوا عليه مطلع التسعينيات من القرن الماضي، يستغلون الظرف بإقامة صلوات واحتفالات بحضور قوات الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها، حيث يجتمعون بأعداد كبيرة في تلك البؤرة التي تضم سكنا لـ10 عائلات استيطانية ومدرسة دينية في الطابق الأرضي. كما جرى فيما يسمى عيد المساخر، وكما هو متوقع كذلك في عيد "البيسح"، إذ يقع في المنطقة تلك 6 بؤر استيطانية تديرها الجمعيات الاستيطانية خاصة "عطيرت كوهونيم" ومدارس تلمودية ومعاهد دينية تنشط داخل أسوار المدينة المقدسة.

 وأردف أنه في الوقت نفسه يواصل المستوطنون عربداتهم ويقومون بتخريب وقطع مئات أشجار الزيتون في الاراضي الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وتحديدا في أراضي منطقة القانوب ببلدة سعير، القريبة من مستوطنة "أصفر"، حيث تم تقطيع حوالي 300 شجرة من أرض أحد المواطنين البالغة مساحتها 42 دونما، وقبل ذلك قاموا بتحطيم 40 شجرة كرمة و10 أشجار زيتون، تقع في منطقة "سهل الرجم"، القريبة من مجمع مستوطنة "غوش عصيون".

وتابع التقرير ان المستوطنين صعدوا في الفترة الأخيرة من انتهاكاتهم، مستغلين حالة الطوارئ التي تمر بها محافظة بيت لحم، وقطعوا المئات من الأشجار في بلدات الخضر ووادي فوكين ووادي رحال، كما نصبوا خياما بمنطقة جلجل في برية تقوع، شرق بيت لحم، ويتخوف الفلسطينيون من تحويلها إلى أماكن للحجر خاصة بالمستوطنين، بعد أن تفشى فيروس "كورونا" في المستوطنات المحيطة في بيت لحم.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال أخطرت بإزالة أشجار من منطقة المسعودية السياحية شمال نابلس، جرى زراعتها قبل شهور في المنطقة التابعة لأراضي بلدة برقة شمال نابلس، وهذه المنطقة تعتبر معلما تاريخيا وفيها معالم عثمانية لسكة الحجاز، وتعتبر إحدى المناطق السياحية، وتشكل محط أطماع للمستوطنين في محاولة منهم السيطرة عليها، فيما أغلقت جرافات الاحتلال طرقا زراعية تصل قريتي كفا وشوفة بعدد من القرى المجاورة جنوب شرق طولكرم، بسواتر ترابية.

وعلى صعيد سياسة هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين وسياسة التطهير العرقي الصامت، التي تمارسها سلطات الاحتلال لفائدة الاستيطان والمستوطنين، ورغم المناورة التي قام بها الاحتلال بالاعلان أمام الضغط الدولي عن وقف مؤقت لهدم منازل الفلسطينيين، ذكر التقرير أن شهية الاحتلال لهدم منازل المواطنين والاستيلاء على أراضيهم لا تتوقف عند أي حد، وعلى الرغم من حالة الطوارئ العالمية بفعل تفشي فيروس كورونا، إلا أن إسرائيل لم تتردد في مواصلة انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، حيث هدمت سلطات الاحتلال خلال الاسبوع الفائت 3 منازل في قرية الديوك قرب مدينة أريحا، كما هدمت بئرا وغرفتين زراعيتين بقريتي دير بلوط والزاوية غرب مدينة سلفيت، ومنزلا قيد الإنشاء في خربة جبارة جنوب طولكرم، كما تم هدم ثلاثة منازل قيد الإنشاء في قرية رمانة غرب مدينة جنين، إلى جانب الاستيلاء على كرفان سكني في الجفتلك بالأغوار الشمالية، إضافة إلى توزيع عدة اخطارات بالهدم في واد الدرجة غرب البحر الميت وفي قرية التبان شرق يطا جنوب الخليل، والمفقرة و الخضروخربة بيت اسكاريا.

وقال التقرير إنه منذ إعلان حالة الطوارئ الناجمة عن مرض كوفيد- 19 في الأرض الفلسطينية المحتلة يوم 5 آذار/ مارس، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 40 مبنى أو أجبرت أصحابها على هدمها أو صادرتها، ما أدى إلى تهجير 26 فلسطينيا وإلحاق الأضرار بأكثر من 260 آخرين .

وعلى الصعيد الدولي، أشار التقرير إلى اعتبار منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة "هشّ"، وذلك خلال استعراضه في جلسة مجلس الأمن الدورية عن الحالة في الشرق الأوسط التي تمّت عبر دائرة مغلقة، التقرير الثالث عشر الذي أعده الأمين العام أنطونيو غوتيريش، حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016.

وأكد ميلادينوف أن "توسيع المستوطنات الإسرائيلية يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق حل قائم على وجود دولتين، كما أن إنشاء المستوطنات ليس له صلاحية قانونية، ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 2334 (2016). ولذلك فإن الاستيطان يجب أن يتوقف على الفور وبشكل كامل.

واعتبر أن التقدم الاستيطاني المحتمل في منطقة "E1" بالضفة الغربية المحتلة شمال شرق القدس، أو في أحياء القدس الشرقية، أمر حاسم من شأنه منع قيام دولة فلسطينية متصلة مستقبلا، كما أن إعلان المسؤولين الاسرائيليين عزمهم ضم المستوطنات وأجزاء أخرى من الضفة الغربية المحتلة، من شأنه أن ينهي بشكل فاعل آفاق حل الدولتين، ويغلق باب المفاوضات.

وجاءت الانتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض على النحو التالي، في فترة إعداد التقرير (28/3/2020-3/4/2020):

القدس: قام مستوطنون من مستوطنة "راموت" المقامة على أراضي بيت إكسا، بمحاولة إرهاب المواطنين في شارع عقبة زايد و"البوابات" من القرية التي تقع شمال غرب مدينة القدس المحتلة، من خلال البصاق على مركبات المواطنين الداخلة والخارجة إلى القرية، ومرافق الشارع، في محاولة لايهام المواطنين بنشر فيروس كورونا (يذكر أنه يوجد في مستوطنة راموت عشرات حالات إصابة بفيروس كورونا)، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة من أعضاء لجنة الطوارئ لمواجهة "كورونا" في قرية صور باهر، واستولت على 300 طرد غذائي كانت ستوزع على عدد من العائلات المحجورة منزليا بسبب "الفيروس".

رام الله: اعتدى مستوطنون من مستوطنة "عادي عاد"، المقامة على أراضي قرية المغير شرق رام الله، على المواطن منذر أبو عليا، خلال تواجده في المنطقة الشمالية من القرية وحطموا زجاج مركبته.

الخليل: هاجمت مجموعة من مستوطني مستوطنة "حفات ماعون"، المواطنين في قرية التوانة شرق يطا جنوب الخليل، ورشقوهم بالحجارة بحماية من جنود الاحتلال، وقد أصيب عدد من المواطنين بحالة اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع عندما تصدوا للمستوطنين، فيما أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوقف العمل في بركس لتربية الماشية، تبلغ مساحته 110 أمتار مربعة، في قرية التبان شرق يطا يعود للمواطن عيسى محمد البركندي حمامدة.

كما أخطرت المواطن احمد مصلح حمامدة بإزالة خيمته وإخلاء أرضه التي يسكن فيها مع عائلته وتقدر مساحتها بـ50 دونما.

ويذكر أن قوات الاحتلال هدمت منزل حمامدة 7 مرات خلال سبعة أعوام تقريبا، لإرغامه على الرحيل وسرقة أرضه لصالح توسيع مستوطنة "افيجال" المقامة على أراضي المواطنين جنوب الخليل.

بيت لحم: أخطرت سلطات الاحتلال المواطنين محمد مصطفى صبيح في منطقة شوشحلة ببلدة الخضر، وعامر عوده في خربة بيت اسكاريا الواقعة وسط مجمع مستوطنة "غوش عتصيون" جنوبا، بالهدم حيث تبلغ مساحة كل منهما 120 مترا مربعا، وتسكنهما عائلتا المواطنين بحجة عدم الترخيص.

نابلس: جرف مستوطنون عدة دونمات من أراضي قريتي جالود وقريوت جنوب محافظة نابلس، مزروعة بأشجار الزيتون، وتقع بمحاذاة مستوطنة "شفوت راحيل"، فيما استشهد الشاب إسلام عبد الغني دويكات (23 عاماً) الذي كان أُصيب في أحداث جبل العرمة في بلدة بيتا، جنوبيّ نابلس قبل نحو 3 أسابيع.

سلفيت: هدمت قوات الاحتلال غرفة زراعية في بلدة الزاوية غرب سلفيت بمنطقة خلة الرميلة مساحتها 32 مترا مربعا، تعود ملكيتها للمواطن صلاح عبد اللطيف رداد، حيث تبلغ مساحة أرضه 25 دونما.

طولكرم: هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلا قيد الإنشاء على مدخل قرية جبارة جنوب طولكرم يعود للمواطن خالد رشيد الشيخ حسين من قرية كفر عبوش، والذي كان قد تلقى قبل فترة إخطارات من الاحتلال بوقف البناء؛ بحجة عدم الترخيص، وهذا المنزل هو ضمن عدد من المنازل المهددة بالهدم، بحجة عدم الترخيص، حيث سبقها هدم ثلاثة منازل في المكان ذاته العام الماضي، إضافة إلى استيلاء الاحتلال على ثلاثة كرفانات زراعية.

جنين: هدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل قيد الإنشاء في قرية رمانة بالقرب من جدار الفصل العنصري تعود لكل من: طارق وربيع عبد الرزاق أبو حماد، ومصطفى تيسير أبو حماد، كما أخطرت أربعة مواطنين بهدم منازلهم في قرية رمانة، بحجة البناء دون ترخيص.

الأغوار: سلمت سلطات الاحتلال عائلة خلف الرشايدة قرب واد الدرجة غرب البحر الميت إخطارات بإخلاء بركساتهم ومغادرتها واستولت على كرفان سكني للمواطن أنور أبو جودة في خربة علان بالجفتلك في الأغوار، كما فرضت غرامة قدرها 12471 شيقلا على المواطن أحمد محمد خضر بني عودة، لاستعادة جرافة بعد احتجازها ما يزيد على أربعة أشهر، أثناء عمله في أراض في سهل البقيعة جنوب شرق طوباس.