أحصت الولايات المتحدة الأميركيّة 1480 حالة وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا، بحسب ما أعلنت جامعة جونز هوبكنز، فجر اليوم، السبت، في أسوأ حصيلة يوميّة على مستوى العالم.
ومع 1480 حالة وفاة بين الساعة 8,30 مساءً بالتوقيت المحلّي الخميس، والساعة نفسها من مساء الجمعة، بات إجماليّ عدد الوفيّات منذ بدء الوباء في الولايات المتحدة يبلغ حاليًا 7406 حالات وفاة، وفق إحصاءات الجامعة.
وبالاستناد إلى أرقام البيت الأبيض، يُتوقّع أن يودي الفيروس بحياة ما بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، الجمعة، توصيةً حكوميّة جديدة لجميع الأميركيين تتمثل بارتداء كمامات لدى خروجهم إلى الأماكن العامة، وذلك في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحض الناس على وضع أي غطاء على الوجه كالمناديل على سبيل المثال، وذلك من أجل إبقاء الأقنعة الطبية متوافرةً للعاملين في مجال الصحة.
ويبدو أنّ الولايات المتحدة تتحوّل سريعًا إلى بؤرة رئيسة جديدة للوباء.
وفي أوروبا، سجلت فرنسا نحو 1120 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة. أما إسبانيا، فأعلنت الجمعة أكثر من 900 وفاة في 24 ساعة لليوم الثاني على التوالي ليرتفع عدد الوفيات لديها إلى نحو 11 ألفًا.
فرنسا سجّلت أكثر من 1100 وفاة خلال 24 ساعة (أ ب)
وفي ألمانيا، بدأ انتشار الفيروس يتباطأ وبدأت تدابير الاحتواء تعطي ثمارها، وفق السلطات الصحية التي تشدد على ضرورة الإبقاء عليها.
وأعلنت السلطات الإيرانية، أمس، الجمعة، تسجيل 134 وفاة إضافية لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 3294. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، إنّ 2715 إصابة إضافية سجلت خلال 24 ساعة، ما يعني أن الحصيلة الإجمالية للإصابات باتت 53183.
وفي تركيا، أقر الرئيس، رجب طيب إردوغان، أمس، الجمعة، فرض حظر على من تقل أعمارهم عن 20 عامًا، مشددًا بذلك التدابير المتخذة لمواجهة تفشي الوباء. وقال "كل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا، أي الذين ولدوا بعد الأول من كانون الثاني/يناير 2020 لن يكون لهم الحق في الخروج".
وفي موسكو، طاف بطريرك موسكو كيريل (73 عامًا) في موكب يرفع أيقونة العذراء، حول العاصمة الروسية، في تضرع لتجنيب البلاد الوباء.
وقال مصور في فرانس برس، إنّ المركبة طافت في محيط العاصمة ثم مرّت على مقربة من جدران الكرملين.
موسكو تقرع أجراس الإيمان (أ ب)
من جهة أخرى، سجلت المملكة المتحدة التي تعرضت حكومتها لانتقادات على طريقة إدارتها للأزمة، يوم الجمعة عددًا قياسيًا من الوفيات بلغ 684 خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة الوفيات لديها إلى أكثر من 3600.
وافتتحت السلطات الجمعة مستشفى ميدانيا ضخما في لندن لاستيعاب تدفق المرضى.
يخلّف الخوف من المرض والعزلة وفقدان العمل عواقب نفسية ليرتفع في الولايات المتحدة الطلب على الاختصاصيين النفسانيين والاتصال بخطوط الهاتف لمن تراودهم فكرة الانتحار.
ونظّمت الصين صباح اليوم، السبت، "وقفة تأمل وطنية" لثلاث دقائق تخليدًا لذكرى الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا وغالبيتهم في مدينة ووهان، منطلق الوباء.
وبدأت السلطات تخفيف الحجر الصحي عن المدينة مع استئناف حركة السير وإعادة فتح المتاجر، لكن السكان لا يزالون يشعرون بتوتر.
وهناك قلق من تفشي الوباء في مناطق تجمّع اللاجئين في مختلف أنحاء العالم ولا سيما في أفريقيا، وكذلك في أوروبا حيث تكتظ مخيمات الهاربين من الحرب أو الفقر في اليونان دون توفير رعاية كافية.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، الجمعة، من أن "الأسوأ لم يأت بعد" في البلدان التي تشهد نزاعات، مكررًا دعوته لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم للمساعدة في القضاء على الوباء.
وفي أفريقيا، حيث دعا رئيس النيجر، محمدو يوسفو، إلى وضع "خطة مارشال" للقارة كما في بلدان أخرى في العالم تعتمد على الواردات من أجل الحصول على الغذاء وتدفع ثمنها بما تجنيه من صادراتها، يتعرض مئات الملايين من الناس لتهديد نقص الغذاء، وفق الأمم المتحدة.
العمّال يدفعون ثمن تفشّي الفيروس، أيضًا
وفي جميع أنحاء العالم، تدفع الاقتصادات والعمال الثمن من جراء تفشي الفيروس. إذ انخفض نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في آذار/مارس، وفقًا لشركة المعلومات الاقتصادية "ماركيت".
وتسجل البطالة أرقامًا قياسية. ففي إسبانيا سُجل وجود أكثر من 300 ألف شخص يبحثون عن عمل في آذار/مارس.
في الولايات المتحدة، تقدّم 6,6 ملايين شخص إضافي بطلب للحصول على إعانة البطالة في الأسبوع الماضي، وهو ضعف الرقم القياسي المسجل الأسبوع السابق. وارتفع معدل البطالة إلى 4,4% في آذار/مارس، وهو مستوى قياسي منذ أكثر من 10 سنوات.
وعلى الحكومة الإيطالية التي ترزح تحت ضغط رفع تدابير الاحتواء وإنعاش الاقتصاد، الاختيار بين شرّين: "وقف حال الاقتصاد أو تعريض حياة كثيرين للخطر"، وفقًا لما ذكره بول رومر، الأميركي الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 2018.
غير أنّ مديري منظمة الصحة العالمية وصندوق النقد الدولي شدّدا، الجمعة، على أن إنقاذ الأرواح يعد "شرطا أساسيا" لإنقاذ سبل العيش في مواجهة الوباء.
من جهة أخرى، حذرت اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية، التابعة للأمم المتحدة، من أن تشهد هذه المنطقة من العالم "ركودًا عميقًا" في 2020، وسط ترجيح انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بين 1,8% و4% بسبب تداعيات تفشي الوباء.
وقالت المديرة التنفيذية، إليسيا بارسينا، "نحن في بداية ركود عميق، ونواجه (خطر تسجيل) أكبر انخفاض في النمو تعرفه المنطقة".