"أوتشا": نحتاج 34 مليون دولار لمنع زيادة انتقال وتفشي "كورونا" في الأرض الفلسطينية المحتلة

الأربعاء 01 أبريل 2020 09:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
"أوتشا": نحتاج 34 مليون دولار لمنع زيادة انتقال وتفشي "كورونا" في الأرض الفلسطينية المحتلة



القدس المحتلة / سما /

قالت الأمم المتحدة/ مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن خطة الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا -كوفيد-19، التي أعدّها الفريق القُطري للعمل الإنساني، تتطلب 34 مليون دولار للحيلولة دون زيادة انتقال الفيروس في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأكدت الأمم المتحدة في تقرير لها، مساء اليوم، أن قدرة النظام الصحي الفلسطيني على التعامل مع زيادة متوقعة في عدد المرضى تبقى تعاني من قصور حاد بسبب التحديات طويلة الأمد وحالات النقص الحرجة التي تشوبه، ولا سيما في قطاع غزة. وكما هي الحال في الضفة الغربية والقدس المحتلة تضم الفئات الأكثر ضعفاً، التي قد تستدعي حالتها رعاية طبية مكثفة، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة والفشل الكلوي وأمراض القلب والشرايين والسكري. وقالت الأمم المتحدة إن الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق الفقيرة والمكتظة بالسكان في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة يعيشون خطراً أكبر بالتعرض للعدوى بسبب الاكتظاظ وأنظمة الصرف الصحي الرديئة.

وبينت الأمم المتحدة انه في يوم 27 آذار الماضي، أطلق الفريق القُطري للعمل الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة نسخة منقَّحة من خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات لمواجهة فيروس كوفيد-19، والتي تغطي الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث أطلق فيها مناشدة لتقديم مبلغ قدره 34 مليون دولار من أجل منع زيادة انتقال الفيروس في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتقديم الرعاية الكافية للمرضى المصابين ومساندة أُسرهم، والتخفيف من أسوأ الآثار التي يخلّفها هذا الوباء. وتوسِّع هذه الخطة نطاق الخطة الأولية التي أطلقتها مجموعة الصحة في يوم 14 آذار الماضي، كما تتواءم بحذافيرها مع خطة الاستجابة الوطنية التي أطلقتها السلطة الفلسطينية لمواجهة فيروس كوفيد-19، والتي نشرها مكتب رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية في 26 آذار.

وأكدت الأمم المتحدة أنه حتى الآن جرى تمويل ما نسبته 24٪ من خطة الاستجابة التي أعدها الفريق القُطري للعمل الإنساني، بما يشمل اعتماداً قدره 4,8 مليون دولار سيقدمه الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة قريباً، بعد إعادة توجيه المخصصات القياسية الأولى التي رصدها الصندوق.

وقالت: لقد أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً عاجلاً مستقلاً، وطلبت فيه 14 مليون دولار لتغطية التدخلات المتعلقة بفيروس كوفيد-19 في مناطق عملياتها الخمس، ولفترة التسعين يوماً المقبلة أيضاً، مضيفة أنه لا يزال التعاون الوثيق الذي لوحظ منذ بداية هذه الأزمة بين السلطات الفلسطينية والإسرائيلية مستمراً. فقد يسّرت السلطات الإسرائيلية قيام السلطة الفلسطينية باستيراد 10,000 عدة فحص. وفي يوم 25 آذار، نظمت وزارة الصحة الإسرائيلية تدريباً للعاملين في قسم الطوارئ بمستشفى المقاصد في القدس الشرقية على تحويل المستشفى وتهيئته لاستقبال المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19.

وأكدت أن فريق العمل المشترك بين الوكالات لمواجهة فيروس كوفيد-19، الذي يقوده منسق الأمم المتحدة المقيم/منسق الشؤون الإنسانية، ومجموعة التنسيق المشتركة بين المجموعات، يواصل عقد اجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات.

وأوضحت الأمم المتحدة انه في سياق خطة الاستجابة المشتركة بين الوكالات، أطلقت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وبدعم من مجموعة عمل الدعم والمناصرة التابعة للفريق القُطري للعمل الإنساني وفريق الأمم المتحدة للاتصالات، خطة للتواصل بشأن المخاطر وإشراك المجتمع المحلي. وتهدف هذه الخطة إلى دعم الحكومة في بث الرسائل الصحية ومحاربة المعلومات المضلِّلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما أنشأت المنظمتان موقعاً إلكترونياً مخصصاً لهذه الغاية.

وقالت: إن اليونيسف تتولى دفة قيادة تنسيق العمل على توريد اللوازم والمعدات الطبية وإضفاء طابع مركزي عليها. وفضلاً عن ذلك، يضطلع صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنسيق الدعم اللوجستي لهذه الاستجابة. ويُطلِع منسق الأمم المتحدة المقيم/منسق الشؤون الإنسانية السلطة الفلسطينية على التحركات الأساسية التي يطلبها الموظفون العاملون في المجال الإنساني ومجال التنمية خلال هذه الفترة التي تشهد تشديد القيود المفروضة على التنقل، فيما يتابع إجراءات العمليات الموحدة التي جرى اعتمادها في وقت سابق. وحيثما اقتضى الأمر، يجري التنسيق مع السلطات الإسرائيلية لتأمين التنقل المأمون لهؤلاء العاملين.

وأوضحت أن المواد الأكثر إلحاحاً التي تشهد نقصاً الآن، ولا يُستغنى عنها لاحتواء انتشار الوباء وتقليص احتمالات الوفيات بين الفئات الضعيفة، تشمل: معدات الوقاية الشخصية وغيرها من اللوازم الأساسية لمنع العدوى والسيطرة عليها، والمعدات والمستهلكات والأدوية الضرورية لعلاج حالات ضيق التنفس، وأجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة مراقبة القلب، وعربات الإنعاش، وأجهزة الأشعة السينية المحمولة والمعدات اللازمة لإجراء فحوصات الإصابة بفيروس كوفيد-19. وتواجه المستشفيات في عموم أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة نقصاً في الطواقم المتخصصة في وحدات العناية المركزة.

ويُتوقع أن يزيد إغلاق المدارس، والقيود المفروضة على الوصول إلى أماكن العمل، وفرض الحجر ومنع التجول الذي لا يزال سارياً من الاضطرابات العقلية والنفسية والاجتماعية، خاصة بين الأطفال، ومن حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي كذلك، في الوقت الذي شهد تراجعاً حاداً في تقديم الخدمات الاجتماعية التي تعالج هذه المشاكل. ومع استمرار فرض القيود المشددة على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، يسبب أثر تعطيل الاقتصاد لأمد طويل في غزة قلقاً بالغاً، ولا سيما بالنظر إلى الوضع الاقتصادي المتردي في الأصل فيه.

قطاع غزة

وأكدت الأمم المتحدة أن وصول الفلسطينيين من قطاع غزة إلى العالم الخارجي عبر معبري المسافرين مع إسرائيل ومصر يخضع لقيود صارمة. فحاجز بيت حانون (إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية لا يزال مغلقاً في جانب كبير منه منذ يوم 12 آذار أمام معظم حمَلة التصاريح، بمن فيهم أكثر من 5,000 عامل وتاجر يحملون تصاريح. وكما هي الحال في الضفة الغربية، يقتصر خروج المرضى على الحالات الطارئة ومرضى السرطان. وأوقفت السلطات المصرية الخروج إلى مصر عبر معبر رفح بدءاً من يوم 15 آذار. ولا تزال الأوقات التي يُفتح فيها المعبر للدخول إلى غزة غير منتظمة، ولا يمكن التنبؤ بها. وتشير التقديرات إلى أن 400 فلسطيني من غزة ينتظرون حالياً في مصر للعودة إليها.

وذكرت الأمم المتحدة أن حركة البضائع من إسرائيل ومصر استمرت كما كانت عليه في السابق، بما يشمل منع الاحتلال الإسرائيلي مئات المواد والسلع الضرورية التي يصنفها الاحتلال ("ذات الاستخدام المزدوج") عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع للاحتلال الإسرائيلي. وأكدت أهمية الخطوة التي اتخذت بحق منع التجمعات العامة وألغيت المظاهرات التي كانت مقررة في يوم 30 آذار لإحياء ذكر يوم الأرض والذكرى الثانية لمسيرة العودة الكبرى.

الصحة والتغذية

وحسبما ورد في خطة الاستجابة التي وضعها الفريق القُطري للعمل الإنساني، تتمحور الأهداف الرئيسية التي تسعى مجموعة الصحة إلى تحقيقها من خلال استجابتها حول وقف زيادة انتقال فيروس كورونا، والتخفيف من أثره، وتقديم الرعاية الكافية للمرضى المصابين به، من خلال الأنشطة التالية:الكشف عن الحالات، وتتبّع المخالطين والوقاية والمراقبة

وواصلت منظمة الصحة العالمية تقديم التوجيهات الفنية لوزارة الصحة، وقدمت التدريب لـ50 عاملاً صحياً من فرق الاستجابة السريعة، الذين يتولون المسؤولية عن تتبع المخالطين خلال الأسبوع الماضي. كما عملت المنظمات غير الحكومية الشريكة، بما فيها الأونروا، على توسيع نطاق تتبع المخالطين. وتقدم منظمة الصحة العالمية التوجيهات الفنية لتوسيع نطاق المراقبة، حيث تعمل وزارة الصحة والأونروا على رفع مستواها. وقدمت منظمة الصحة العالمية مجموعات تضم نحو 5,760 عدة فحص لفحص الإصابة بفيروس كوفيد-19، إلى جانب الماسحات لجمع العينات وغيرها من اللوازم المخبرية.

وأوضحت أنه جرى تسليم 30 عدة فحص تكفي عدداً يُقدر بـ2,880 شخصاً، كما طُلب عدد أكبر من عدة الفحص والمعدات واللوازم المخبرية.

إدارة الحالات

وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه في سياق مساندة تحسين قدرات إدارة الحالات، تعمل المنظمات الشريكة في مجموعة الصحة على تقديم الدعم لوزارة الصحة في غزة والضفة الغربية. وتعمل اليونيسف على توريد 25 سريراً مجهزاً بأجهزة التنفس الصناعي و15 جهازاً لتركيز الأوكسجين. وأعدت الأونروا نظاماً للفرز في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ويجري تقديم العلاج للمرضى في 17 مدرسة خُصصت لهذه الغاية، كما نصبت الوكالة الخيام في بعض المواقع من أجل فصل الحالات المشتبه فيها. وتعمل منظمة الصحة العالمية في غزة على شراء 25 مادة من مختلف المستهلكات الطبية لمعالجة المرضى المصابين بفيروس كوفيد-19 في المنشآت الطبية، بما تشمله من أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة مراقبة حالة المرضى وأسرّة وحدات العناية المركزة.

التدريب على الوقاية من العدوى ومكافحتها

وبيّنت الأمم المتحدة أن منظمة الصحة العالمية قدمت أنواعاً مختلفة من معدات الوقاية الشخصية لما يقدر عددهم بـ2,000 عامل في المجال الصحي، وتؤمّن اليونيسف الدعم لوزارة الصحة من خلال توريد اللوازم الضرورية لمعدات الوقاية الشخصية، بما فيها 60,000 بدلة واقية و13,000 كمامة جراحية. وفضلاً عن ذلك، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توريد معدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين الذين يقدمون خدمات صحة الأمومة، والتنسيق مع وزارة الصحة والمنظمات الشريكة لضمان استمرار تقديم هذه الخدمات. كما ورّدت منظمة أطباء لحقوق الإنسان– إسرائيل لوازم أساسية للوقاية من العدوى، بما فيها 200 قفاز، و2,000 غطاء للرأس، 450 بدلة عازلة، و500 عبوة لتعقيم الأيدي، و5,000 غطاء للأحذية.

وأسهمت منظمة الرؤية العالمية في القدس بتقديم بعض المواد الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها لستة مراكز حجر في الضفة الغربية، إلى جانب معدات الوقاية الشخصية ولوازم الوقاية من العدوى ومكافحتها لثمانية من مديريات الصحة، و135 مجلساً قروياً و97 عيادة، بما يشمل ثلاثة مخيمات للاجئين في بيت لحم. كما تقدم اليونيسف الدعم لـ15 منظمة من المنظمات الشريكة من خلال توريد لوازم النظافة الصحية لمنع انتقال العدوى في منشآت الرعاية الصحية والمجتمعات المحلية. ومن المقرر شحن مواد الوقاية من العدوى ومكافحتها، والتي تبلغ قيمتها نحو 18,000 دولار، إلى شركاء التنفيذ الرئيسيين الذين يتعاملون مع الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.

ووزعت منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين 200 مجموعة من مجموعات لوازم النظافة الصحية على الأشخاص الخاضعين للحجر في المدارس في رفح وخانيونس، الذين يتراوح عددهم من 800 إلى 1,200 شخص، وسوف تقدم المنظمة بدلات جراحية معقمة و2,000 بدلة واقية في غضون الأيام المقبلة.