أجرى خبراء اقتصاديون أميركيون حسابات حول تأثير انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد وتراجع الاستهلاك. ودرس الخبير الاقتصادي، البروفيسور عيران ياشيف، من جامعة تل أبيب، هذه الحسابات في سياق الوضع في إسرائيل.
ووجد ياشيف من خلال حساباته أنه وفقا لعدد السكان في إسرائيل، قمة ثلاثة سيناريوهات. وبحسب السيناريو الأول، حيث ذروة وباء كورونا ستكون في الأسبوع الـ28 على بدء انتشار الفيروس، سيكون عدد المصابين بالفيروس 5.9 مليون شخص، وعدد الوفيات 59,384 شخصا، والضرر بالاستهلاك سيلغ قرابة 15 مليار شيكل سنويا. ولا يأخذ هذا السيناريو بالحسبان خطوات مثل الإغلاق الذي تفرضه الحكومة على السكان بشكل أو بآخر، وإنما إغلاق طوعي يفرضه السكان على أنفسهم.
ويقضي السيناريو الثاني أن ذروة الوباء ستكون في الأسبوع الـ32، حيث سيصاب بالفيروس 4.8 مليون شخص، وعدد الوفيات 47,957 شخصا والضرر بالاستهلاك بمبلغ 67.8 مليار شيكل.
وفي السيناريو الثالث، ستكون دروة الوباء في الأسبوع الـ51، وسيبلغ عدد المصابين بالفيروس 5.9 مليون، وعدد الوفيات 40,950 شخصا، والضرر بالاستهلاك 102 مليار شيكل. ولا يأخذ هذا السيناريو بالحسبان دفع مخصصات البطالة وبنود إنفاق أخرى.
ونقلت صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأربعاء، عن ياشيف قوله إنه "من الواضح أن هذه أزمة غير مألوفة وأشبه بكارثة طبيعية هائلة، وتستوجب خطوات غير مألوفة. وإحداها طباعة أوراق نقدية". ويقترح ياشيف، بين أمور أخرى، سن قانون كورونا في الكنيست يمنح بنك إسرائيل سلطة مدتها 90 يوما من أجل تمويل بنود إنفاق في الموازنة وتخفيض ضرائب بواسطة طباعة أوراق نقدية. كذلك يقترح ياشيف تشكيل لجنة سياسة كورونا بمشاركة بنك إسرائيل، وزارة المالية وخبراء خارجيين في مجالات ماكرو اقتصاد، التمويل واقتصاد الصحة.
من جانبها، ذكرت المحللة الاقتصادية في "ذي ماركر"، ميراف أرلوزوروف، اليوم، أن السيناريوهات التي قدمها وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوب ليتسمان، إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والتي دفعت إلى تشديد القيود على السكان من أجل مواجهة كورونا، تقول إنه في الحالة الواقعية سيتوفى 25 ألف شخص في إسرائيل من جراء كورونا، وفي السيناريو المتفائل سيتوفى قرابة 10 آلاف.
وبلور هذا السيناريو لصالح وزارة الصحة الدكتور ميخائيل أساف والبروفيسور يانون أشكنازي، من "معهد راكاح للفيزياء" في الجامعة العبرية في القدس.
وحسب السيناريو الذي توصل إليه أساف، فإنه يتوقع أن من شأن استمرار الوضع الحالي، إلى جانب قيود الإغلاق الحالية، سيؤدي في ذروة انتشار كورونا في إسرائيل إلى وجود أكثر من 10 آلاف مريض في حالة خطيرة يوميا ويكونوا بحاجة إلى تنفس اصطناعي. وبسبب نقص بآلاف التنفس في إسرائيل، فإن غالبية المحتاجين لتنفس اصطناعي سيتوفون، وبذلك سيصل عدد المتوفين إلى أكثر من 20 ألفا، فيما ذروة الوباء ستكون بعد شهرين.
ولفتت أرلوزوروف إلى أن هذه التوقعات تستند إلى الوضع الحالي، وبعد ممارسة إغلاق جزئي على السكان لأسبوع واحد. وفي أعقاب الإغلاق يتوقع تراجع وتيرة ارتفاع عدد المرضى 1.27، أي زيادة يومية بنسبة 27%، إلى 1.18، وهي الوتيرة التي وصلت إليها إيطاليا بعد ممارسة إغلاق يكاد يكون مطلقا. ويعتقد أساف أن إسرائيل أيضا ستنزل إلى وتيرة 1.15 – 1.18، وهذه وتيرة معتدلة نسبيا، ويمكن الوصول إليها من خلال فرض إغلاق على السكان فقط. وبهذه الوتيرة أيضا سيبلغ عدد المتوفين أكثر من 20 ألفا.
يشار إلى أن عدد المتوفين بكورونا في مدينة ووهان الصينية بلغ 3300، علما أن عدد سكانها 15 مليون نسمة، وتوفي في إيطاليا 6600 شخص حتى الآن. وبحسب حسابات أساف، فإنه سيتوفى في إيطاليا 200 ألف وفي الولايات المتحدة 1.5 مليون شخص. ويعترف أساف بقسم من إشكالية حساباته.
يضاف إلى ذلك، وفقا لأرلوزوروف، أن عدد المصابين الحقيقي بكورونا ليس معروفا، وأن معظم المصابين بالفيروس لن تظهر عليهم أعراضه. وإذا كانت التقديرات أن عدد المصابين الحقيقي أربعة أضعاف العدد الرسمي، فهذا يعني أن 0.25% سيتوفون، وأنه سيتوفى 10 آلاف في إسرائيل إذا كانت التقديرات القصوى تتحدث عن 40 ألف وفاة، وإذا كانت هناك إجراءات ناجعة، فإن العدد يمكن أن ينخفض إلى 5000. وإذا كانت عدد المرض الحقيقي أكبر بعشر مرات فإن عدد الوفيات سينخفض إلى 4000، وبحال أداء ناجع فإن الوفيات ستكون 2000.
ولفتت أرلوزوروف إلى أن انعدام اليقين الهائل حيال الأرقام الدقيقة للوباء هو مركز الانتقادات تجاه وزارة الصحة. وهذه انتقادات مضاعفة، لأن الوزارة تميل إلى تبني السقف الأعلى للأرقام، وأيضا لأنها لم تفعل شيئا حتى الآن من أجل استيضاح الأرقام الحقيقية، أي أنها لم تفحص نسبة انتشار المرض بين السكان. وينتقد أساف سياسة وزارة الصحة في مواجهة، والتي تقضي بأن الإغلاق هو الحل الوحيد لكبح الوباء.