في ظل تفشي كورونا.. هل تتحرك إيران ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية؟

الأربعاء 25 مارس 2020 03:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
في ظل تفشي كورونا.. هل تتحرك إيران ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية؟



القدس المحتلة / سما /

تساءل الكاتب الإسرائيلي "إسرائيل كاسنيت" في مقاله له حول تفشي وباء كورونا، "هل تستغل إيران ضعف إسرائيل وتشن هجومًا عبر مليشياتها؟".

وقال الكاتب إن إيران قد تعتقد أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على حشد أعداد كبيرة من جنود الاحتياط، أو إرسال أعداد كبيرة من المدنيين إلى الملاجئ، وذلك بسبب القيود المفروضة في أعقاب انتشار فيروس الكورونا، فهل ستبادر إيران إلى الهجوم؟.

لقد كان هذا السؤال أحد الأسئلة المطروحة خلال المؤتمر الذي عقده عن بُعد المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA) حول التداعيات الأمنية لانتشار فيروس كورونا على إيران والشرق الأوسط. وقد استضاف المؤتمر كلًا من "يعقوب عميدرور" مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، وإيتاي شابيرا النائب السابق لرئيس قسم البحث والتحليل في الجيش الإسرائيلي.

ووفقًا لـ "عميدرور"، فحجم انتشار المرض في إيران ليس معروفًا، مضيفًا "من الواضح أن الإيرانيين لا يقولون الحقيقة، وأنهم يخفون حقيقة الوضع، لكننا نعلم أن الأعداد في تزايد وأنها أكبر بكثير مما أعلنت عنه السلطات الرسمية. وبالتالي أستطيع القول إن الأمور قد خرجت هناك عن السيطرة."

أما فيما يتعلق بوقف إيران لأنشطتها في الشرق الأوسط، فقد أكدّ "عميدرور" أن ذلك لن يحدث، مشيرًا إلى أن "إيران سوف تواصل الضغط ضد الولايات المتحدة، وخصوصًا في العراق عبر المليشيات الشيعية."

ظاهرة إقليمية

بدوره قال "شابيرا" إنه يجب النظر إلى فيروس كورونا باعتباره "ظاهرة إقليمية" متوقعًا موجة أخرى من الاضطرابات في الشرق الأوسط، ليست بعيدة في حجمها عن "الربيع العربي" الذي اندلع في عام 2010.

أما فيما يتعلق بإيران على وجه الخصوص، قال "شابيرا" "إيران تواجه أكبر تحدٍ لها منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. لقد جاء هذا الوباء في توقيت سيء للغاية، وخصوصًا في ظل سياسة الضغط الأمريكية والعقوبات المفروضة وانخفاض أسعار النفط، وفي أعقاب إسقاط الطائرة الأوكرانية والمظاهرات التي اندلعت قبل بضعة أشهر. إن النظام الإيراني يواجه تهديدًا خطيرًا."
وأضاف "شابيرا" أن ما يُسمي "المعسكر المعتدل" بقيادة الرئيس حسن روحاني قد أصبح أكثر ضعفًا في أعقاب ظهور الفيروس "إننا نتحدث عن رئيس فاشل، فقد فشل في تخفيف الأزمة الاقتصادية، وفشل في الاتفاق النووي، وفشل في خفض أسعار المحروقات، والآن فشل مجددًا في التعامل مع أزمة الكورونا."

كذلك حذّر "شابيرا" من ازدياد قوة ونفوذ الجيش والحرس الثوري.

في المقابل، قال "شابيرا" إن غياب القائد السابق للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني "يحد بشكل كبير من قدرة الحرس الثوري وفيلق القدس."

وأضاف أيضًا "في ظل غياب سليماني وتولي خليفته إسماعيل قاني الذي لا يتمتع بشخصية كاريزمية مثل سلفه، فإنني أشكك في قدرة إيران على إدارة تحالفها مع المليشيات الشيعية المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن كما كان الحال في أيام سليماني."

وتابع "شابيرا" "بغض النظر عن انتشار الفيروس، فقضية الوجود الغربي في الشرق الأوسط، وخصوصًا في العراق، تمثل مصدر إزعاج لخامنئي والحرس الثوري الإيراني."

وحول إمكانية اتخاذ إيران لأي خطوات ضد القوات الغربية في المنطقة، قال "شابيرا" "إنني لست متأكدًا، ولكن في ظل هذه الأزمة الاستراتيجية الخطيرة، فقد يدرس الإيرانيون تنفيذ بعض الهجمات في الخليج. إنهم يدركون أن الإدارة الأمريكية خط أحمر، ولكنهم تحت هذا الضغط الشديد قد يلجؤون إلى تنفيذ بعض الهجمات من خلال السايبر أو الميليشيات التابعة لهم."

وأما فيما يتعلق بالميليشيات الإيرانية واحتمالية فتح جبهة مع إسرائيل، قال "عميدرور" "بالتأكيد حزب الله سوف يكون حذرًا للغاية، فهم يدركون طبيعة الوضع في لبنان" الذين يعاني من دين بقيمة 90 مليار دولار.

وأضاف "عميدرور" "الأزمة في لبنان ما زالت في بدايتها، والجميع هناك يرى أن حزب الله هو المسؤول، فهم يملكون تأثيرًا كبيرًا على الحكومة، لذلك حسن نصر الله سوف يكون حذرًا للغاية."

ويعتقد "عميدرور" أن إيران "لن تضع نفسها في الزاوية" في ظل المشكلات الداخلية الكبيرة التي تعاني منها. وأضاف "آخر شيء تريده إيران الآن هو رؤية 400 طائرة إسرائيلية تحلّق فوق طهران."