استلهم فلسطيني من قطاع غزة من تجربة الصين في مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، بصناعة لباس واقي للحماية من الفيروس المنتشر.
وأنتج حسن علوان في الثلاثينات من عمره، من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، أول دفعة من البدل الواقية وفق معايير الصناعة الصينية والتي تمتاز بالجودة العالية.
ويعمل مصنع صغير يمتلكه علوان مبدئيا على إنتاج حوالي 500 بدلة واقية بشكل يومي، وذلك لضخه في الأسواق المحلية للقطاع خاصة رجال الأمن والصحة والصحفيين وغيرهم من السكان الذين يضطرون للخروج من منازلهم بشكل يومي.
ويقول علوان الذي عاش أكثر من 13 عاما في الصين، إن الفكرة بدأت لديه بعد إعلان وزارة الصحة في غزة عن الاجراءات الاحترازية من تفشي فيروس كورونا بغرض المساهمة في الحد من الوباء.
وينوه إلى أن الصينيين كانوا يرتدون الزي الواقي طوال الوقت في الشوارع، خاصة رجال الأمن والأطباء مما ساهم في الحد من إصابتهم بالفيروس كونهم يخالطون المرضى غالبية الأوقات.
ويوضح أنه حاول استيراد بدل الوقاية من بلد المنشأ (الصين) إلا أن الأوضاع التي يمر بها العالم حالت دون ذلك، مما جعله يطلب من أصدقاء له في الصين إرسال المواصفات والمعايير التي يتم من خلالها صناعة البدل الواقية، وقفازات اليدين بالإضافة إلى الكمامات.
ويعتمد علوان في صناعته للبدل الواقية على القماش العازل للماء والحرارة لتجنب دخول أي منهما إلى الجسم، إلى جانب تعقيمها بالكامل قبيل استعمالها من الزبائن.
وما أن انتهى علوان من تصنيع البدلة، حتى تم إخضاعها للفحوصات المخبرية اللازمة للتأكد من صلاحيتها للاستعمال بحسب علوان الذي ينوه إلى أن نتائج الفحص كانت إيجابية لصالح منتجه.
ويعرب علوان عن إشادته بالصين وشعبها وقيادتها، ويقول "لم يتوان أصدقائي الصينيين في منحي كافة المعلومات اللازمة والطرق السليمة لصناعة البدل الواقية من دون أي مقابل".
وقد توسع إنتاج بدل الوقاية ليشمل أربعة مصانع أخرى إحداها مصنع (حبوب) للأنسجة والصباغة الذي يفيد مالكه سعيد حبوب بأن الإنتاج الجديد وفر فرص عمل لأكثر من 50 عاملا كانوا عاطلين عن العمل منذ عدة سنوات.
ويقول حبوب وهو في الثلاثينات من عمره: إن الحصار الإسرائيلي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتوقف غالبية المصانع عن العمل وصناعة بدل الواقية ساهمت في توفير عشرات فرص العمل.
ويضيف "نعيش في حالة طوارئ، الجميع يعمل ليس فقط من أجل المال، ولكن أيضا من أجل حماية أنفسنا وعائلاتنا من خطر كبير قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في القطاع" في حال تفشي الوباء.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء 2 مليون نسمة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2007.
وأدى الحصار الإسرائيلي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير في القطاع وارتفاع معدلات البطالة والفقر لنسب قياسية وعيش النسبة الأعظم من السكان تحت خط الفقر.
ويتناوب العمال على مدار 24 ساعة متواصلة لإنتاج عددا أكبر من المنتجات الواقية للزبائن، من بينهم حسين أبو عقلين من سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وهو أب لطفلين.
ويقول أبو عقلين "نعمل على مدار الساعة ونسابق الزمن كي نتمكن من إنتاج أكبر كمية من البدل الواقية".
ويضيف أن الإنتاج ساهم في توفير دخل مناسب لإعالة عائلته، بعد أن اضطر للبقاء عاطلا عن العمل لسنوات.
ويشير إلى ضرورة إتباع نهج الصين من أجل ضمان انتصار الشعب الفلسطيني على فيروس كورونا كما فعلت الصين بإرادة شعبها والتزامهم بالتعليمات الحكومية.
وبلغ إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا في الضفة الغربية 60 إصابة ، 37 في الضفة الغربية واثنتين من قطاع غزة فيما كان تم الإعلان عن شفاء 16 حالة من المصابين.