عادة ما يُعاني خلال الفترة الجامعية من مشكلة التوتر والشعور بالمسؤوليّة حيال اختيار التخصص المناسب وقدرتهِ على النجاح فيهِ ليكون مهنته الأساسيّة في المستقبل، تقول الدكتورة ابتهاج طلبة الخبيرة التربوية: «اختيار التخصص الجامعي المناسب مهم جداً كونه سيحدد مصير مستقبله وحياته كلها ويتحكم قرار اختيار التخصص الجامعي بعوامل عدة تبدأ بـطبيعة الطالب وقدرته ومؤهلاته ورغبة الأهل ووضعه الاقتصادي، فكيف تختار تخصصك الجامعي المناسب لك»؟
وضع طبيعة الشخص في عين الاعتبار
تلعب طبيعة الإنسان دوراً أساسياً في نجاحهِ العلمي والمهني، لهذا عليك أن تضع طبيعتك الشخصيّة في عين الاعتبار عند اختيارك للتخصص الجامعي الذي ستنجح فيهِ مستقبلاً، وذلك لأنّها ستؤثر حتماً على مهنتك وأدائك في العمل، فإذا كنت مثلاً شخصاً مزاجياً وعصبياً، فلا يُمكنك إطلاقاً أن تتخصص في مجال الطب والجراحة التي تحتاجُ غالباً مزاجاً هادئاً وأعصاب مسترخيّة، كما وتحتاج إلى أبعد حدود الصبر، أمّا إذا كنت شخصاً انطوائياً ولا تحب العلاقات الاجتماعيّة فلن تنجح على الإطلاق في دراسة مهنة المحاماة أو الاختصاص في مجال التسويق والمبيعات.
ويجب أن ننوّه إلى نقطة مهمة جداً وهي أنّ هناك بعض الأسس الأخرى التي تتحكّم في عمليّة اختيار الطالب للاختصاص الجامعي المناسب له، مثل:
الدرجة العلميّة التي حصل عليها في الثانوية العامة.
القدرة الماليّة، حيث إن هناك بعض الاختصاصات التي تتطلب مبالغ مالية كبيرة قد لا تستطيع الأسرة تسديدها.
القدرات العقليّة والذهنيّة للطالب.
القرب أو البعد المكاني من الجامعة.
أهمية اختيار الطالب لتخصّصهِ الجامعي
القدرة على الإبداع والتفوق في المجال التخصّصي الذي يختاره الطالب، وبالتالي تحقيق الفائدة الشخصيّة له وللمجتمع الذي يعيش فيهِ، ليُساهم في تقدّمهِ والارتقاء به.
رغبة الطالب الكبيرة في تطوير مجال اختصاصهِ وإكمال الدراسات العليا للحصول على درجة الدكتوراه.
الحصول على علامات عاليّة ومعدلاتٍ مرتفعة.
الشعور بمتعة خاصة وكبيرة خلال سنوات الدراسة الجامعيّة.
رغبة الطالب في حضور كل المحاضرات الجامعيّة وعدم التغيّب عنها على الإطلاق.
التأكدّ من أنّ الاختصاص معترف بهِ
وهي من المشاكل المنتشرة في البلدان العربيّة بشكلٍ خاص، حيث أصبحت هناك العديد من الجامعات الخاصة التي تُستغل بشكلٍ تجاري فقط، دون الاهتمام بأمور الطالب ومستقبله المهني، لهذا وقبل أن تختار أي تخصص عليك أن تتأكد فيما إذا كان معترفاً عليهِ من قبل وزارة التربية والتعليم العالي في بلدك، ومعتمداً عليهِ أيضاً من هيئة الاعتماد والجودة.
التفريق بين الهواية والمهنة
وهي من المشاكل الأساسيّة التي تواجه الطالب كثيراً في هذه المرحلة المهمة والدقيقة من حياتهِ، حيث إنه لا يستطيع أن يُفرّق جيداً بين استخدام مجال التخصص كهواية أو مهنة في الحاضر والمستقبل.
كأن يحب الطالب مثلاً اللغة الإنجليزيّة ويتقنها بشكلٍ جيد، في الوقت الذي لا يرغبُ فيهِ بدراسة الأدب الإنجليزي أو الروايات الإنجليزيّة، بل يُفضل دراسة أي تخصص يُمكن من خلالهِ أن يستخدم مهارته في تحدّث الإنجليزيّة، كدراسة السياحة، التاريخ، والمحاسبة.
أو أن يُحب الطالب الرسم ويبرع فيهِ، في الوقت الذي لا يرغب فيهِ بدراسة الرسم أو كليّة الفنون، وأن يُفضل دراسة أي مجال آخر قد يُنمّي عنده هذهِ الموهبة عن طريق استخدامها كدراسة هندسة الديكور أو تصميم الأزياء.
عدم الانسياق وراء المُسمّيات
وهي من أكبر المشاكل التي يُعاني منها الطالب والتي يتسبب بها الأهل في أغلب الأحيان، وذلك لرغبتهم بأن يكون ابنهم طبيباً مثلاً أو مهندساً، أو محامياً، وهذا ما يتسبب في إصابة الطالب بالتوتر والقلق، وفي كثيرٍ من الأحيان الفشل في تحقيق النجاح والتألق في هذهِ الاختصاصات، لهذا على الطالب في هذهِ المرحلة أن يتصرّف كما يُمليه عليهِ عقله وأن يختار الاختصاص الذي يُلبّي رغبته الخاصة بعيداً عن ضغط العائلة والمجتمع، وتذكر بأنّك في حال كنت محاسباً ناجحاً أو مدرساً مبدعاً في مهنتك، أفضل بكثير من أن تكون طبيباً أو مهندساً فاشلاً.