لم تعجب بها بعد النظرة الشرعية؟ هكذا تتعامل مع الموقف بلباقة

السبت 29 فبراير 2020 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
لم تعجب بها بعد النظرة الشرعية؟ هكذا تتعامل مع الموقف بلباقة



وكالات / سما /

في المجتمعات العربية التي تعتمد الزواج التقليدي يحق للثنائي رؤية بعضهما البعض ضمن ضوابط وحدود معينة.

تعرف النظرة الشرعية بأنها رؤية عاقدي الخطبة لبعضهما بعد طلب الزواج ولكن قبل الاتفاق بشكل كلي على المضي قدماً به وبتفاصيله. 

النظرة الشرعية حللها الدين وذلك كي يحصل الطرفان على فرصة لتوضيح بعض الأمور وجهاً لوجه، ولأنها تخلق نوعاً من مشاعر الود والألفة تمهيداً لمراحل لاحقة من التآلف. 

يشترط فيها الحصول على مواففة أهل العروس على أن يتواجد أحد محارم العروس كوالدها أو شقيقها. يحرم الخلوة بالعروس أو مصافحتها أو لمسها لكون القران لم يتم عقده بعد على أن تكون العروس محتشمة في لبسها وتصرفاتها وكذلك العريس. 

هناك آراء مختلفة حول ما يحق للعروس الكشف عنه، فمنهم من يقول وجهها ورأسها ويديها ومكان وضع القلادة في الرقبة ومنهم من يقول وجهها ويديها فقط. 

مدتها تختلف وفق عادات وتقاليد كل مجتمع معين وحتى عادات وتقاليد العائلات. وبعد هذه الجلسة يحق للرجل إعادة النظرة إن كان يملك مبرراته، أو يبلغ أهل العروس بالقبول أو الرفض. 

ما يهمنا هنا هو الرفض. فأحياناً الرجل قد لا يجد ما يجذبه إلى المرأة وقد لا يشعر بالراحة النفسية الكافية التي تدفعه للمضي قدماً في خطط الزواج.. وبالتالي عليه أن يبلغ العائلة بقراره. الموقف محرج وصعب جداً كيفما نظرتم إليه ولجميع الأطرف، العروس والعريس وأهلهما. 

فكيف يمكن بالتعامل مع هذا الأمر بلباقة مطلقة؟ 

خلال الجلسة.. كن محايداً

نعلم أن الأمر يتعلق بالكيمياء، فهي إما موجودة أو غير موجودة. وربما قد تكون الفتاة تختلف كلياً عن أي تصورات وضعتها عنها، وربما قد لا تملك ذرة من الجمال، أو العكس قد تكون جميلة ولكنها فارغة المضمون. بغض النظر عن الأمور التي لا تعجبك في شكلها أو شخصيتها أو في تصرفاتها عليك التصرف خلال النظرة الشرعية بشكل محايد. فلا تظهر مشاعر النفور أو خيبة الأمل أو السخرية أو أي مشاعر سلبية، ولا حتى إيجابية؛ كي لا تمنحها أملاً زائفاً.  محايداً ولا تظهر أي ردات فعل أو مشاعر، فالأمر سيسهل عليك مهمة الاعتذار لاحقاً. 

اعتذار بالوكالة.. نساء العائلة 

في الواقع هو أسلوب معتمد من قبل عدد كبير من الشبان الذين لا يجدون الجرأة الكافية للقيام بالأمر بأنفسهم. توكيل الأم والأخوات بهذه المهمة معتمد لأسباب عديدة منها أن النساء عادة يملكن القدرة على الشرح بأسلوب مقبول ولطيف، خصوصاً الأمهات. فوالداتك وفي حال كانت قد أنجبت فتيات، يمكنها التماهي مع والدة الفتاة التي كان من المفترض أن ترتبط بها، وبالتالي هي لن تقدم على أي تصرف من شأنه أن يهين عائلة الفتاة أو الفتاة نفسها. يفضل الاتفاق على ما سيقال قبل أن تقدم أي من نساء العائلة على ذلك، وبطبيعة الحال الرفض سيكون لبقاً وسلساً ولا يهين الفتاة أو عائلتها بأي شكل من الأشكال. 

احتفظ بالأسباب لنفسك 

لا تقم تحت أي ظرف من الظروف بالحديث بالسوء عن الفتاة، فهذا أسوأ ما يمكنك فعله. إن لم تعجبك فلا داعي لتشويه سمعتها والحديث عما لا يعجبك بها للأصدقاء أو معارفك. أسبابك سيتم إبلاغها لأهلك فقط وستبقى في إطار تلك الدائرة الضيقة، فلا داعي للتشهير بها. حتى ولو شعرت بأنك قد تعرضت للخداع أو تم تضليلك من خلال تضخيم الخصال التي تملكها لا تقم بالحديث عن أسبابك أمام الآخرين وضع نفسك مكانها ولو للحظة واحدة. لا أحد يحب أن يتعرض للرفض لذلك تخيل الأثر الذي سيتركه واقع أنك رفضتها، والتشكيك بالنفس الذي ستعيشه لأيام بعد الرفض. 

يضاف إلى ذلك واقع أن الحديث عما لم يعجبك بها سيقلل حظوظ الفتاة عند آخرين، فهكذا «خبريات» تنتشر بسرعة.بشكل عام إن كان شكلها هو الذي لم يعجبك ، فلا داعي على الإطلاق لذكر هذه الأسباب لأهلها. 

الاعتذار المثالي.. قم بالمهمة بنفسك 

إن كنت تملك الجرأة، فالقيام بالمهمة بنفسك يظهر أنك رجل يملك أخلاقاً عالية. فلو افترضنا أنك بعد النظرة الشرعية، التي بطبيعة الحال كنت محايداً خلالها ولم تظهر أي مشاعر سلبية كانت أم إيجابية، فكرت بالأمر ووجدت أنها لا تناسبك أو أنك لم تشعر بأي انجذاب تجاهها، يمكنك وبعد فترة قصيرة الاتصال بوالد الفتاة أو شقيقها .

بطبيعة الحال الموقف لن يكون سهلاً ولكن جعل تأثيره أقل حدة يرتبط مباشرة بما ستقوله. لذلك يفضل أن تعتمد جملاً تبدأ بمدح الفتاة بها، وبأنها فتاة يتمناها أي شاب وبأنك تتمنى لها الزوج الصالح وبأنك تعتذر منه؛ لأنك لم تشعر بالراحة أو بأنك لم تشعر بأن المضي قدماً بالزواج يناسبكما. ثم أضف إليها التمني بأن يرزقها الله بزوج أفضل منك يمنحها السعادة وما تستحقه من حياة هانئة. أي سبب آخر يجب عدم ذكره، فلا حديث عن تفاصيل وبالتأكيد لا حديث عن أسباب تتعلق بالشكل. 

وفي حال أردت أن تقوم بخطوة قمة في اللباقة، فقم بإرسال هدية إلى منزل الفتاة وأهلها مع بطاقة تشكرهم فيها على الفرصة، وتعتذر منهم على الانسحاب.