قالت كاتبة إسرائيلية، إن "صفقة القرن الأمريكية ستؤدي إلى اندلاع مزيد من العنف والكراهية، وقد يرتد السحر على الساحر؛ على بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، لأن تطبيق بعض بنود الصفقة بصورة أحادية الجانب ستعقد المشهد أكثر على الأرض، وقد يكون مستحيلا، مما قد يدفع الفلسطينيين للتوحد لمواجهتها". وفضلا عن كل ما تقدم، فإن بقاء الاحتلال كفيل بزعزعة وحدة المجتمع الإسرائيلي".
وأضافت نعمي حزان بمقالها على موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" أنه "بعد مرور قرابة شهر على إعلان الصفقة، يبدو الفلسطينيون والإسرائيليون مقتنعين أننا أمام تغيير بقواعد اللعبة بصورة أشد عمقا، لأن الصفقة التي تم عرضها بغياب كامل للفلسطينيين ليست أقل من كارثة قومية، ومرشحة لأن تطبق على حساب أرضهم، بل قد تكون نموذجا جديدا لنشوب نكبة ثانية، وفقدان الأمل بحياة كريمة، قد تصل بهم لكارثة تاريخية".
وأكدت حزان، مساعدة رئيس الكنيست السابق، وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة العبرية، أنه "من وجهة النظر الإسرائيلية، تبدو صفقة القرن أنها تعيد إليهم مشروعية وجودهم في هذه الأرض، وتمنحهم التفوق النوعي إلى إشعار آخر، لكن من نظرة قريبة، يمكن النظر لتبعات إعلان الصفقة على جولة الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، ومدى تأثيرها المتوقع عليها".
وأشارت إلى أن "النتيجة الواضحة لإعلان صفقة القرن، هو إيجاد مزيد من الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، رغم أنه يشهد انقساما متطرفا بصورة دائمة، بين اليهود والعرب، المركز والأطراف، المتدينين والعلمانيين، الأشكناز والسفارديم، ودائما بين الرجال والنساء، وكل هذه الانقسامات زادت حدتها في عهد حكومة اليمين".
وأوضحت أن "رد الفعل الأولي على إعلان الصفقة جاء بالترحيب من نتنياهو وشركائه في اليمين، لكن النتائج الخفية في أوساط الإسرائيليين أن رضاهم عن الصفقة لا يخفي رفضهم لإقامة الدولة الفلسطينية، والاكتفاء بإجراءات الضم في الضفة الغربية، رغم أن التاريخ يلعب لعبته ضد نتنياهو، فالتجربة تفيد بأن إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عشية الانتخابات، أثبت فشله في صناديق الاقتراع".
وأضافت أن "صفقة القرن تبدو أبعد ما تكون عن خطة سلام، لأنها تنتقل بالوضع من إدارة الصراع مع الفلسطينيين إلى فرض السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، من خلال إقامة دولة فلسطينية مسقوفة، لأن الصفقة تتضمن موافقة على ضم إسرائيل لغور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية، فمن وجهة نظر زعماء اليمين الإسرائيلي، أنهم يعدّون تطبيق الصفقة سباقا مع الزمن لفرض الحقائق على أرض الواقع".
وأشارت إلى أنه "فيما يرى معارضو الصفقة بعدم القيام بأي خطوة قبل الانتخابات، فإن عددا من مؤيديها في البداية بدأوا يعتقدون لاحقا أنه لا يمكن إنهاء الصراع دون وجود الفلسطينيين، ليس لأنه يصعب تنفيذها بصورة أحادية الجانب فقط، بل لأن الجهود الأحادية قد ترتب على إسرائيل مزيدا من الخراب طيلة الأجيال القادمة، كما أن معارضي الصفقة من الإسرائيليين يعتقدون أنها ستضر كثيرا بالمصالح الأمنية الإسرائيلية".