قال جنرال إسرائيلي، إنه "يجب التنازل عن عملية السلام مع الفلسطينيين، والتوجه إلى سياسة جديدة عنوانها إدارة حذرة للصراع معهم، لأن الفلسطينيين لن يقبلوا شروط صفقة القرن، وإسرائيل لا تستطيع إلغاءها، وإلا فإنها قد تضطر للانتحار، وكل ذلك يؤكد أن السلام ليس قريبا مع الفلسطينيين".
وأضاف عاموس غلبوع في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "من بين التحفظات الفلسطينية على صفقة القرن أنها تقدم أمامهم شروطا لا يستطيعون قبولها إطلاقا، رغم أن هذه الشروط تؤسس لقيام دولة فلسطينية، من وجهة النظر الأمريكية، لكنها تتضمن التنازل عن الشريك الفلسطيني".
وأشار غلبوع، عميد احتياط في الجيش الإسرائيلي، والمستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، وألف كتبا عن المخابرات الإسرائيلية، إلى أن "عدم قبول الفلسطينيين لهذه الشروط الواردة في صفقة القرن، يعني أنه لا أمل لتحقيق السلام، وإنهاء الصراع معهم، على الأقل في العصر الحديث، فضلا عن الأجيال القادمة، إلا إن قررت إسرائيل الانتحار".
وأكد أن "الشرط الأول من صفقة القرن يتعلق باللاجئين الفلسطينيين لعام 1948، وهو ما يسميه الفلسطينيون حق العودة، فالصفقة ترفض بأي حال من الأحوال عودة أي لاجئ إلى دولة إسرائيل، والإقامة فيها، في المقابل فإنهم لن يتمكنوا من العودة إلى الدولة الفلسطينية إلا في نطاقات ضيقة وقيود صعبة".
وأوضح أن "عدد اللاجئين العائدين للدولة الفلسطينية يجب ألا يشكل خطرا أمنيا على إسرائيل، ويلائم الإمكانيات الاقتصادية للدولة الفلسطينية، وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين داخل حدود الدولة الفلسطينية سيتم إنهاؤها، وبدلا منها تقام مناطق سكنية دائمة، كما تم وضع جملة فرضيات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية والإسلامية".
وأضاف أنه "من الأهمية بمكان أن ندرك أن حق العودة ليس مجرد كلمات أو أمنيات، وإنما جزء من الحياة اليومية والتعليم والثقافة السياسية الفلسطينية، حتى إنهم يطلقون على مخيماتهم أسماء القرى والبلدات التي هاجروا منها في 1948، ولذلك فإن حق العودة للشعب الفلسطيني ومستقبله وأمله يعود إلى حق العودة لبيوتهم منذ العام 1948".
وأشار إلى أن "الشرط الثاني هو الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، وهذا الشرط ظهر للمرة الأولى على لسان إيهود أولمرت رئيس الحكومة الأسبق في قمة أنابوليس 2007، ثم في 2009 على يد بنيامين نتنياهو، ودعمته في ذلك إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لكن المعارضة الفلسطينية كانت فورية ومباشرة وقاسية، حيث يقتصر اعترافهم على دولة إسرائيل، التي تشمل اليهود والمسيحيين والمسلمين".
وأضاف أن "أسباب رفض الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية أنه ليس هناك شعب يهودي، وإنما هناك ديانة يهودية، في حين أن اليهود الاستعماريين سيطروا على الأراضي العربية الإسلامية، بل إن هناك شعبا فلسطينيا لديه كل الحقوق بين النهر والبحر، وإن الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية سيحرم الفلسطينيين من كل هذه الحقوق، وتعدّ خيانة لفلسطينيي الـ48".
وختم بالقول بأن "الشرط الثالث ليس التنازل عن العمل المسلح، وإنما تفكيك سلاح حماس، وباقي المنظمات الفلسطينية من سلاحهم، من قبل السلطة الفلسطينية أو أي جهة مقبولة على إسرائيل، وفق ما جاء في نص الصفقة، ولذلك قد يبدو إعادة طائر من السماء أسهل من تطبيق هذا الشرط، ولكن يبقى السؤال حول مدى استعداد إسرائيل للقيام بذلك".