تحدثت صحيفة إسرائيلية الجمعة، عن ما أسمتها "مواجهة مستقبلية" بين الولايات المتحدة وتل أبيب، على خلفية ما ستفرزه انتخابات الطرفين من قيادة سياسية خلال العام الجاري.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير نشرته للكاتب يوسي بيلين، أن "فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية ووصول المرشح الديمقراطي بارني ساندرز إلى البيت الأبيض، يعد وصفة لمواجهة قوية، قد تعرض مصالح إسرائيل القومية إلى الخطر".
وأوضحت الصحيفة أنه "قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية عام 2016، شكل ساندرز تهديدا حقيقيا على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون"، مشيرة إلى أن ساندرز وقف السنة الماضية مرة أخرى بين المرشحين الديمقراطيين الكثيرين.
"الرئيس الشيخ"
وقالت الصحيفة إن عودة ساندرز إلى الترشح مرة أخرى، ظهر ما يشبه "النكتة"، لأنه في حال أدى اليمين القانونية للرئاسة المقبلة، سيكون على مقربة من سن الـ80 عاما، وسيكون "الرئيس الشيخ" في التاريخ الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "لاعتبارات خاصة أصبح ساندرز شعبيا، وواصل تمتعه بتأييد الشباب، لواقعية وعوده حول التأمين الصحي للجميع والتعليم العالي الذي لا يكلف مالا طائلا"، منوهة إلى أن "الكثير من الديمقراطيين يعتقدون بأن من يجب أن يقف في وجه ترامب، هو شخص مجرب وشجاع وصاحب مواقف واضحة جدا في جملة واسعة من المواضيع".
ولفتت إلى أن معارضي ساندرز يشبهونه بزعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، "ولكن حقيقة أنهما يساريان لا تكفي لغرض الحكم المشابه"، مبينة أنه "في الموضوع اليهودي لا يمكن اتهامه باللاسامية، حتى لو كان معارضا شديدا لحكومات اليمين الإسرائيلية".
وتابعت: "ساندرز علماني ولا يحاول شطب يهوديته، ولا حقيقة أنه كان متطوعا قبل عشرات السنين في كيبوتس شاعر هعميكم، وهو يعرض تأييدا واضحا لحل الدولتين، بروح مبادئ الرئيس كلينتون التي طرحها في كانون الأول/ ديسمبر 2000".
خيار ممكن
وتوقعت الصحيفة أنه في حال فوز ساندرز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وتفوقه لاحقا على ترامب، فإن "هذه ستكون سياسته"، مضيفة أنه "رغم انتعاش ترامب في الاستطلاعات الأخيرة، فإن انتخابه المتجدد ليس مضمونا في جيبه"، بحسب تعبيرها.
وأردفت الصحيفة بقولها: "صحيح أن المعطيات الاقتصادية إيجابية، لكن ما يزال الحديث يدور عن شخصية موضع خلاف في المجتمع الأمريكي، وكثيرون لا يرغبون في رؤيته رئيسا لهم"، مستدركة بقولها: "انتخاب ساندرز في حزب الديمقراطيين هو خيار ممكن".
وأكدت أن "انتخاب نتنياهو لرئاسة الوزراء في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية، وانتخاب ساندرز في الولايات المتحدة، فقد تقع مواجهة حقيقية بين الطرفين"، مشددة على أن "المواجهة التي وقعت بين نتنياهو وباراك أوباما ستكون (لعبة) مقارنة مع خلافه بين ساندرز".
وتطرقت الصحيفة إلى سيناريو انتخاب ترامب ونتنياهو، بالقول إن "شهر العسل بين الزعيمين سيستمر"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "انتخاب غانتس لن يتسبب في مواجهات مع إدارة ترامب، وأيضا لن يتسبب في مواجهة مع ساندرز في حال انتخابه"، وفق تقديرها.
