جنرال اسرائيلي: لا قدرة لنا على مواجهة ايران ويجب فعل كل شئ لتجنب الحرب معها

الخميس 20 فبراير 2020 12:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
جنرال اسرائيلي: لا قدرة لنا على مواجهة ايران ويجب فعل كل شئ لتجنب الحرب معها



القدس المحتلة / سما /

وصف الجنرال الإسرائيليّ في الاحتياط يتسحاق بريك الحرب القادمة بألوانٍ كئيبةٍ، وذلك بسبب قوّة التهديد الكامنة في آلاف الصواريخ ذات الرؤوس المُتفجرّة التي يُمكنها أنْ تضرب كلّ منطقةٍ في الكيان، وأيضًا بسبب أنّ ردود إسرائيل على هذا التهديد هي، كما قال، “القليل جدًا من الدفاع، وفي وقت الاختبار، ببساطة، لا شيء”. وحسب تقديره، ستؤدّي الحرب إلى شلّ الدولة وهربٍ جماعيٍّ من منطقة إلى أخرى ومن البلاد إلى الخارج، وفوق كلّ شيءٍ، ستؤدي إلى قتلٍ جماعيٍّ، على حدّ تعبيره.


في السياق عينه، كشف المُحلِّل السياسيّ المُخضرم، أمنون أبراموفيتش، من القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، كشف النقاب عن أنّ محافل رفيعة جدًا في المنظومة الأمنيّة والعسكريّة في الدولة العبريّة أنّ الوضع الأمنيّ للكيان وصل إلى مرحلةٍ خطيرةٍ من الترّدي في العقد الأخير، خلافًا لما يقوم ساسة تل أبيب بالتصريح عنه لوسائل الإعلام، وعبّر عن أمله في أنْ يُسمَح له من قبل الرقابة العسكريّة بنشر هذه الأمور الخطيرة جدًا على أمن الدولة العبريّة، وذلك في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.


وعلى صلةٍ بما سلف، نقل موقع (يديعوت أحرونوت) عن مصادر رفيعةٍ جدًا في قيادة جيش الاحتلال قولها إنّ تطبيق خطة قائد الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، والمعروفة باسم “تنوفا”، أي زخم بالعربيّة، من الممكن تنفيذها نظرًا لـ”نافذة الفرص الإستراتيجيّة” الحالية في الشرق الأوسط التي من شأنها إرجاء الحرب المقبلة، وذلك نتيجة انعدام الرغبة بالحرب لدى “حماس” و”حزب الله”، وفي ظلّ تقوية علاقات إسرائيل مع دول سُنيّةٍ مُعتدلةٍ.


وتسعى خطة كوخافي إلى تقليص فترة أي مواجهة عسكرية مستقبلية لأيام معدودة أوْ أسابيع قليلة، من خلال تعزيز الاستخبارات العسكرية وتطوير “قدرات اكتشاف العدوّ” لمهاجمته بشكلٍ دقيقٍ، بحسب صحيفة “هآرتس”.

وقال كوخافي في تصريحات صحافية إنّ الخطة تزيد من قدرة الجيش التدميرية.
وذكرت وسائل إعلام عبريّة أنّ الخطة الجديدة لم تشتمل على تفاصيل الميزانية المرصودة لها، لكنها أشارت إلى أنّ ميزانية الأمن وصلت إلى 70 مليار شيكل في السنوات الأخيرة، ورجحّت أنّ كوخافي سيُواجِه إشكالية بشأن الميزانية في ظلّ اعتزام وزارة المالية إجراء تقليص شامل في ميزانية كافة الوزارات، ما سيدفع الجيش إلى إلغاء أوْ إرجاء مشاريع أخرى.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أنّ الخطة لم يُصادق عليها في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت)، لكن وزير الأمن، نفتالي بينيت، اطلع عليها، وقال إن الخطة “ستتيح للجيش ضرب العدو بشكل أسرع، ومع قدرات تدميرية أقوى بكثير، وبالتالي إخضاع العدو وتحقيق النصر”. وأضاف أن~ الخطة تُعيد قيمة النصر إلى رأس سلم الأوليات.
ولفتت “هآرتس” إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اطلع على تفاصيل الخطة لكنه يدفع بمشاريع أمنية أخرى، مثل تجهيز الجبهة الداخلية للحرب والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى مشاريع تتعلق بإيران لم ترد في خطة كوخافي، ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها إنه يدعم أجزاء عديدة في الخطة لكنه يريد تعزيز القدرات الهجومية ضد إيران.


من ناحيته رأى البروفيسور أوري بار يوسف، من كلية العلوم السياسيّة في جامعة حيفا، رأى أنّه في ظلّ غياب ردٍّ تكنولوجيٍّ عسكريٍّ فعّالٍ ضدّ تهديد الصواريخ، لا يوجد مناص من التوصل إلى استنتاج أنّ هناك وضعًا من “توازن الرعب” قد نشأ بيننا وبين أعدائنا، ومصدر هذا المفهوم هو في الحرب الباردة، وهو يصف توازنًا بين طرفين لكلّ واحدٍ فيه القدرة على تدمير الآخر بواسطة سلاحٍ نوويٍّ، ولكن لا يمكنه منع تدميره هو نفسه.

وتابع " توازن ثقل كهذا يمكن أنْ يعيش، حتى بصورةٍ أكثر ضعفًا، ولو في وضع يكون التهديد فيه تقليديًا، لافتًا إلى أنّ إيران وحلفاؤها اليوم يمكنهم أنْ يلحقوا بإسرائيل ضررًا غير محتمل، وهذه القدرة تزداد، وتنسِب لإسرائيل قوّةً قادرةً على إعادة إيران وحلفائها إلى العصر الحجريّ، طبقًا لأقواله.


واختتم البروفيسور مقاله بالقول إنّ هذا الوضع يُلزِم صانعي السياسة الأمنيّة القوميّة في إسرائيل بإتباع طريقة تفكير لم نعرفها في السابق: الأمر لا يتعلّق بكيف سننتصر في الحرب القادمة، لأنّ الانتصار سيكون انتصارًا باهظ الثمن، بل كيف نمنع هذه الحرب، على حدّ تعبيره.